16-04-2020 07:57 AM
بقلم : الدكتور مهند صالح الطراونة
سرعة في مسايرة الظرف وحرص على إستمرارية العملية التعليمية و استحداث وتفعيل منصات إلكترونية وفرت بيئة تعليم وتعلم نستطيع وصفها بأنها ناجحة إذا أخذنا بعين الإعتبار الإمكانيات المتاحة والوقت القياسي القصير الذي تم فيه إستحداثها ، هكذا استقبلت مؤسسات تعليم العالي في الوطن الحبييب جائحة كورونا بكل جدارة ومهنية ، حتى يبقى الأبناء الطلبة مع دروسهم و محاضراتهم مهما كان الظرف .
ومن النماذج الحية التي يمكن ذكرها في هذا المجال التميز الذي حققته جامعة العقبة للتكنولوجيا والذي يجدر بنا الإشارة إليه وتعزيزه بالعمل الجاد ومتابعة المسيرة ؛ مع تسجيل إعتزازنا بالأنتساب لهذا الصرح التعليمي الوطني الواعد .
فمنذ اليوم الأول من هذه الجائحة بادرت جامعة العقبة من خلال ما تمتلكه من طواقم فنية وإدارية وأكاديمية متميزه بإستحداث منصات إلكترونية كانت أولها منصة (Model ) ،واصلت بعدها هذه الطواقم من خلال العمل الجاد الدؤوب على تدريب جميع منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وإداريين وكذلك الابناء الطلبة على آلية التعامل مع هذه المنصات واستحداث تطبيق منصة .(Microsoft teams)
الذي أتاح منذ اليوم الأول من تفعيله بيئة تعليم وتعلم آمنة ، حيث تنقطع العملية التعليمية واستمرت المحاضرات وفقا لمواعيدها والمناهج الدراسية وفقا للخطط المعتمدة .
اضافة إلى ان هذا البرنامج ومن خلال تجربتي قد أتاح بصورة واضحة للأساتذه للتفاعل مع الطلبة وتقديم مقرراتهم ومحاضراتهم من خلال عبر وسائط متعددة وخيارات تفاعلية تمكن من تقديم المنهج التعليمي بأشكال متعددة (نص، صور، صوت، فيديو، رسوم)، يجتمع فيها الطلبة ليتصفحوا المحتوى - كلّ بحسب حاجته - ويتواصلون فيما بينهم عبر أدوات الاتصال المتعددة ومن تجربتي مع هذا البرنامج وتفاعل الطلبه من خلاله وجده قد حقق نواتج التعلم في تلقي المعلومه وحفظها .
ولعل هذه فرصة مناسبة تغير فيها الجامعات الأردنية فكرتها ونهجها والتوجه نحو دمج الوسائل الالكترونية والتعليم المدمج والتعلم الإلكتروني ضمن طرق تدريسها الذي أضحى متطلباً لمختلف صروح التعليم العالي في العالم الآن ، إضافة إلى أنه لم يعد من المقبول الركون لوسائل التعليم التقليدية في ظل هذا الزخم من المعطيات الحضارية في مجال التعليم سواء في الظرف العادي أو الاستثنائي .
Tarawneh.mohannad@yahoo.com