بقلم : عدوان توفيق الوريكات
لم يتخيل اي منا مثل هذه الظروف وان نرى مدن العالم خاوية والسفر متوقف ولم نعش مثل هذه الظروف البائسة على وجه الكرة الارضية جمعاء .
كوفيد19 حائحة جديدة لا علاج لها معروف الى الات وهو من عائلة الكورونا التي الآن لا يُعرف كيف اوقف مرض السارس تفشيه في ربيع عام 2003 ويعتقد ان غسيل الايدي وعزل المرضى وتقييد السفر والحجر الصحي وهذه الاجراءات كلفت دولة كالولايات المتحدة مليارات الدولارات ومن حينها بدأت التحذيرات من اي اغلاقات واسعة مستقبلا خشية على الاقتصاد وبسبب السارس ومن بعده انفلونزا الطيوراصبح يعتقد ان لدى الدول آليات جاهزة لمثل اي جائحة مستقبلا وهذا ما كان يتم الحديث عنه حينها خصوصا مع توقعات الجميع بعودة جديده لفيروس الطيور وبقوة لأنه انهى تفشيه حينها دون علاج او دراسات علمية موثقة وهو الحال الحاصل بكوفيد19 حاليا.
السارس ولا الطيور لم يصيبانا في الاردن بالهلع ولا حتى بالخوف ورغم ان الحكومة ولا اجهزتها الصحية الحالية مرت بتجربة مثل هذه الجائحة ولا يوجد بأرشيف الدولة اي خطط مجربة في الأردن الأ انها تكاد تكون الأفضل بالعالم ولا ابالغ ان قلت على مستوى العالم فجائحة انفلونزا الطيور وماسبقها ارعبت الولايات المتحدة الامريكية خصوصا على الأطفال وكانت نفس المشاكل التي نسمعها الان هي نفسها لا بل انها زادت فكانت مشكلة المطاعيم ومشكلة الرعب الذي بثه الأعلام الامريكي ومشكلة ان مصانع الدواء الامريكية لم تتحفز لصنع المطاعيم بسبب هامش الربح القليل ، علما بأن عدد المصابين في الولايات المتحدة هو 27 فقط المسجلين بالسارس.
بعد انتهاء الخوف طلب الاعلام ان تبذل الجهود لعرض المعلومات على الشعب الامريكي لإقناع الناس بمايهددهم والتركيز على التعاون ويجب ان تنال أنفلونزا الطيور الآسيوية من منظور الصحة العامة والأمن القومي الأهتمام الكامل لجميع حكومات العالم وأخذت كتوصية وتم اعتمادها والآن الحكومة الأمريكية صاحبت هذه التوصية لا يوجد في سجلاتها ما يثبت من توفي بالكورونا لشهري كانون الثاني وشباط من هذا العام وهذا ما صرح به اعلى مسؤول عن ملف كورونا هناك، بينما الحكومة الأردنية تتطبق ما توصل له الخبراء الامريكيين عام 2004 بعد ان كانوا شهداء على الانتكاسة في المنظومة الصحية وما زالت الحكومة بمركز إدارة الازمات يصنعوا للتاريخ ملحمة من ملاحم الفخر للمملكة الأردنية الهاشمية.
تسعى الحكومة بأن لا تثير الرعب والهلع بين الناس، لذلك نرى المستهترين بالأمر هم فئة منبوذه ونرى العقوبات كذلك ونطلب من الدولة الصرامة في هذا الأمر، وقد يكون هذا السبب خلف استقالة مدير مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور هايل عبيدات بعد أن أجاب على سؤال ما كان من الواجب ان يسأل على الهواء وليس من ضمن اختصاصة عن عدد أجهزة التنفس الصناعي وذكر عددا يجعل القلوب ترتجف واضاف في اخر البرنامج عن مصابي الكوفيد19 القادمين من الخارج ان مسؤولوا القطاع الصحي لا يعرفون من خالطوا في الاردن وان المسؤولية هي اخلاقية على الناس لللابلاغ وهذا ليس من اختصاصة وأجابته تناقض كلامه عن عدم اثارة الهلع الذي كرره في اكثر من مره بنفس الحلقة رغم كفاءة ونزاهة الدكتور عبيدات وانا اتابع الحلقة توقعت ان يكون لحديثه هذا اثرا سلبيا على تاريخه النظيف للأجابات المثيرة للقلق والتي هي خارج نطاق المؤسسة التي كان يديرها.
في مصر ومع بداية اجراءات الدول لمكافحة هذا الفيروس ولكي لا يصاب الناس بالهلع والخوف قام الاعلام المصري بتسيط هذه الجائحة مع علم السلطات الاكيد بأنها ليست بسيطه ولكن اكبر الدول والتي كانت مراكزها الطبية مقصدا من كل انحاء العالم عجزت عن استقبال الاعداد المهوله للعلاج، فلذلك احضر الاعلام المصري من يحملون لقب دكتور ومدراء طبيين لتهوين الامر وجعل العلاج في متناول الجميع وهو الاكلة الشعبية في مصر مع علم المتحدثين انهم لا ينطقوا الصحيح ولكن هم يتحدثوا بما هو واجب الان، لأنه بخلاف ذلك ستنهار الدولة وليس المنظومة الصحية فحسب.
ألأردن من الدول الاوائل التي سارعت لدرء الخطر قبل حتى ان نرى المثال الايطالي لا بل حتى قبل ان تعلن الصين رسميا ان ما يصيب مدينة ووهان هو فيروس وليس كما ابلغت الصحة العالمية انها اعراض وصفتها في رسالتها بعد ان حذر الطبيب الصيني (لي) زملائه مما يحدث والذي توفي لاحقا، فمن يتحدثون ان الاردن تعلمت من ايطاليا هم بحقيقة الامر غير متابعين جيدين، فمنذ أرسال طائرة الأجلاء الى ووهان فهذا يعني ان الدولة تتابع الموضوع بكل ما لديها من امكانيات وما يجب ان نعلمه ويجعلنا نطمئن على ان اعلى هرم الدولة (الملك) ومؤسسة العرش هم أمناء حقيقيون علينا وقت الرخاء ووقت الشدة هذه وأن هذه القرارات التي نتابعها لايستطيع اي مسؤول ان يصدرها الا بموافقة وامر من جلالة الملك وهذا هو مبعث الأرتياح حتى لما بعد كورونا بأذن الله.
فخورون ونحمد الله على من ولى علينا وبطريقة ادارة الدولة للازمة حتى في الأخطاء التي يعتذرون عنها بكل جرأة تبعث على الأطمئنان، ربما تجعلنا هذه الأزمة نبحث في أخطائنا وعن الدور المطلوب من كل فرد وعائلة ومنظمة ونادي ومؤسسات في ظل هذه الظروف وخصوصا الأعلام بكل انواعه حنى لو تطلب من خبراء الازمات ان يوجهوا بخطط مكتوبة للاعلام ما يقدموه ويكتبوه في وقت الجائحة هذه والمؤسسة الدينية يجب أن يكون لها حضور على مواقع التواصل الاجتماعي والاعلامي خصوصا وان الشهر الفضيل على الابواب.
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وجيشا