18-04-2020 02:57 PM
سرايا - بقلم: أ.د. يونس مقدادي
جامعة عمان العربية
فرضت الظروف الصحية السائدة في العالم والناتجة عن ظهور فيروس كورونا المستجد المشؤوم نفسها كحالة ظرفية على كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنها قطاع التعليم والمتمثل بمؤسسات التعليم لمرحلتي التعليم الأساسي والتعليم العالي والتي ذهبت بالبحث عن حلول لضمان إستمرارية العملية التعليمية وفقاً لرسالتها التعليمية تحقيقاً لأهدافها ومخرجاتها التعلمية والتعلمية المنشودة.
أن أنشغال الحكومات وأصحاب القرار وذوي الطلبة الرامي بمستقبل العملية التعليمية ومصير أبناءهم الطلبة بإعتبار هذا الظرف التجربة الأولى لهم، مما دعت الحاجة بهم إلى البحث عن الحلول والأدوات المناسبة لتبنيها في ظل هذا الظرف والذي لا نعلم بالضبط متى ينتهي والعودة لمقاعد الدراسة في المدارس والجامعات لاستكمال مسيرتهم التعليمية والتعلمية.
و يُعد التعلم عن بُعد من الطرق التعليمية التي كانت وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي تنادي به والعمل بموجبه ولو بشكلٍ جزئي لبعض المناهج والمقررات الدراسية والذي فرض نفسه كأفضل الخيارات بحكم إعتماده على تقنيات وتطبيقات خاصة عبر شبكة الانترنت إذ يمكن المؤسسات التعليمية من إستمرارية المسيرة التعليمية والتواصل مع طلبتها داخل الأردن وخارجه، وفي الحقيقة ومن خلال تجارب الدول المتقدمة التي أظهرت بإن التعليم عن بُعد قد حقق نجاحاً باهراً ومن مؤشرات هذا النجاح إستقطاب أعداد كبيرة من الطلبة محلياً ودولياً بالأضافة إلى توفير في الكلف التشغيلية في الانفاق على البنية التحيتية ومرافقها بحكم تقديم كافة الخدمات التعليمية الكترونياً.
أن تجربة التعلم عن بُعد في مؤسساتنا التعليمية في ظل الظرف الصحي السائد ومن خلال تصريحات المسؤولين في مؤسسات التعليم والاستطلاعات التي قامت بها بعض تلك المؤسسات والمتابعات للعديد من ذوي الاختصاص لهذه الطريقة التقنية في التعليم بإنها أظهرت تقدماً نوعاً ما وكانت الجهود المبذولة محل تقدير وإحترام وهي بداية موفقة كنقطة تحول نحو التعلم عن بُعد على الرغم من التحديات التي واجهت هذه التجربة من حيث البنية التحتية التقنية المتوفرة لديها، ومدى أهلية منتسبيها وقدراتهم للتعامل مع هذه التقنية وتطبيقاتها، ومدى توفر إجهزة الحاسوب أو إجهزة التليفون النقال الذكي لدى الطلبة، بالاضافة إلى مدى قوة وتغطية شبكات الانترنت جغرافياً للمحافظات والألوية.
أن هذه التجربة تتطلب منا تقييماً حقيقياً لكافة أبعادها وإستعراض نتائج التقييم ومناقشتها بكل أمانة وشفافية على طاولة النقاش في مجالس الحاكمية لدى تلك المؤسسات التعليمية وتشخيص التجربة وفقاً لمصفوفة SWOT Analysis للأستفادة من نتائج هذه التجربة وإتخاذ القرارات المناسبة لإعادة النظر بالقدرات والإمكانيات المتاحة وإعادة تأهليها ليتسنى لمؤسساتنا التعليمية التوجه نحو التعلم عن بُعد ليصبح أنموذجاً عملي في مؤسساتنا وتكون الأردن من الدول السباقة لتبني هذا النموذج في الأقليم. حمى الله الوطن وقائده جلالة الملك عبدالله بن الحسين المعظم وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله المعظم وشعبنا من كل مكروه.... وخليكم بالبيت.