22-04-2020 03:02 PM
بقلم : الكاتب احمد عقله الشمايله
الحجر حقق العدل ...فلا سيارات فارهه في الشوارع ولا مولات تضج بالمترفين ولا مقاهي يباع فيها فنجان القهوة بثمن وجبة على مائدة فقير ولا مطاعم تعبث مداخنها بأنفاس من لا يجرأ دامعا على المرور بأبوابها ، وهو يستعجل اطفاله المسير كي لا يحرجونه بالطلب ، فتنتقص رجولته بعدم القدره ......
كل الزوجات تساوت طلباتها على اختلاف مستوياتها وكلنا لجأنا الى دكان الحي ، وقصاب الحي ، ومخبز الحي ،الذين وجدوا انفسهم فجأة اغلى الاحباب عندنا ،،فتجاوزوا كذبنا على مضض ،وسدوا رمقنا ، مع انهم كانوا يمتلكون الحق في اغلاق ابواب متاجرهم في وجوهنا ، لاننا تعالينا عليهم في وقت ما ونحن نجر عربات مليئة بما لا يلزم في اسواق ذات ادراج كهربائيه استنزفتنا تماما ، وافقدتنا متعة الجلوس على ادراج الدكاكين القديمة نتبادل الشتائم والكذب (الخرط) بكل صدق وحب مع الاصدقاء ...
روائح الطبائخ ذاتها تتبادلها ابواب البيوت التي امر من امامها ....ذاتها ذاتها ...كلها اعادتني الى اجواء حارتنا القديمه .حيث فرن ابو وليد يخبز من ذات القمح نوع واحد من الخبز يطعم الالاف دون دور ،وبقالة السيراوي التي تبيع كل شيئ ويتسع دفتر الدين عند صاحبها الطيب لكل حاجاتنا وطلباتنا دون تذمر ..وحيث لا أحد افضل من أحد ، كلنا نقضي حوائجتا مشيا ودون تعب .....الحياة هادئه وكل شيئ جميل
كم نحن مزيفون ......