حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1440

الوطن بحاجة لفزعتنا

الوطن بحاجة لفزعتنا

الوطن بحاجة لفزعتنا

23-04-2020 01:51 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبير مامي

وباء الكورونا أنهكنا نفسياً ومعنوياً ومادياً، بل وجعلنا نختبر ظروفاً جديدةً لم نعّتد عليها نحن الشعب الذي يَفزعْ من نفاد رغيف الخبز من البيوت، ولكن ما باليد حيلة، شأننا شأن باقي دول العالم وهذه الظروف ليست حكراً علينا، ولكن ما يوجع القلب حقاً أنه وعلى الرغم من الاجراءات الحازمة التي اتخذتها الحكومة لحمايتنا من هذا الفيروس اللعين، إلا أننا مازلنا نشهد بعض التصرفات والممارسات المسيئة التي يقوم بها أفراد المجتمع، والتي إن دلّت على شيئ فإنما تدل على أننا لم نألف التعامل مع المحن والأزمات ويبدو أننا لا ندرك حجم الأزمة التي نواجهها.

فكم هو مؤسف أن يرفع التجار أسعار السلع الأساسية لتحقيق ربح مادي سريع وعلى حساب من لا يملك قوت يومه،وأن يتم منحالآف التصاريح بشكل غير قانوني لتحقيق ربح غير مشروع على حساب تعريض أرواح الناس البريئة للمرض، وأن يتعمد البعض نشر الإشاعات لإثارة بلبلة في الوقت الذي نحتاج فيه لأي بارقة أمل تعيد لنا الشعور بالطمأنينة والأمان، وكم هو صادم أن نرى من يقيمونأعراس ومناسبات اجتماعية ضاربين بعرض الحائط كل التحذيرات والارشادات لمنع انتشار الفيروس، وأن يتحدى البعض أوامر الحظر بالخروج من المنازل وكأنهم غير معنيين بما يحدث حولنا، وأن لا نجد من يسأل عن عمال المياومة والعائلات الفقيرة وموظفي القطاع الخاص الذين حُرموا من رواتبهم، وأن يطل علينا أصحاب البطولات الوهمية من خلال وسائل الاعلام للتنافس على نيل حصة من الشهرة على حساب كارثة الوطن.

كم هو مؤلم أن يطل علينا وزيري الصحة والاعلام بوجوه عاتِبة، بعد كل الجهود المبذولة من قِبلهم ومن قِبل آلاف الأطباء والممرضن وأبناء الجيش ورجال الأمن الذين يصلون الليل بالنهار مبتعدين عن أهلهم وعائلاتهم ، لتخبرنا بأننا لسنا على قدر المسؤولية وأننا لم نتعاون بما فيه الكفاية لحماية وطننّا من هذا الوباء، ألم يحن الأوان لنصحو وندرك حجم المسؤولية الملقاة على أكتافنا وأن نستوعب أننا جنوداً لحماية هذا الوطن الذي يحتاج فزعتنا جميعاً.

مَن منا لم يفتقد العودة لتفاصيل حياته اليومية، لوجه أُمه، لتذمر أولاده من الصحو باكراً، لاحتساء قهوة الصباح مع زملاء العمل، للصلاة في المساجد والكنائس، لبائعي الصحف عند إشارات المرور، لأزمة الشوارع وباصات المدارس، لساندويشات الفلافل ووجبات الشاورما، لرائحة الشوارع وصخبها. ولكن،ورغم كل شيء سينجو الأردن فقد أثبتت هذه الأزمة بأننا نملك قيادة حكيمة ومؤسسات قوية قادرة على تحمل العبئ، ولدينا ومسؤولين أصحاب خبرة يملكون من الحنكة ما يساعدنا على الوصول إلى بر الأمان.

أزمة الكورونا اربكت حكومتنا وهذا متوقع كونها ظروف استثنائية لم نعهدها من قبل والجميع معني بأداء دوره على أكمل وجه حتى لو متأخراً ، وقد جاء الأن دورنا والرهان سيكون علينا للخروج من هذه الازمة وبأقل قدر من الخسائر بإذن الله.








طباعة
  • المشاهدات: 1440
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم