حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,13 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 509

كورونا يغيب عادات رمضانية بارزة في الكويت تحدت مظاهر الحداثة والتطور لسنوات

كورونا يغيب عادات رمضانية بارزة في الكويت تحدت مظاهر الحداثة والتطور لسنوات

كورونا يغيب عادات رمضانية بارزة في الكويت تحدت مظاهر الحداثة والتطور لسنوات

24-04-2020 06:07 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يبدأ الكويتيون كل عام، منذ سنوات طويلة، تهيئة أنفسهم لاستقبال شهر رمضان، إذ يتم الاستعداد له قبيل دخوله وتحديدًا في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، بموجب عادات وتقاليد خاصة حملت أسماء تراثية مميزة، وارتبطت بالشهر الفضيل، الذي سيفتقد هذا العام المذاق المميز له في هذا البلد الخليجي أسوة بدول المسلمين إثر تفشي فيروس كورونا.

ربما تمكن هذا الفيروس الذي لم يتم اكتشاف مصدره بدقة أو علاج له حتى الآن من تغييب عادات تراثية قديمة جدًا، تحدت كافة مظاهر التطور والحداثة في المجتمع الكويتي لسنوات، إلا أنها عجزت عن الوقوف في وجه الفيروس الذي غزا معظم دول العالم وغير شكل الحياة خلال أشهر قليلة.

العادات المغيبة

ومن أبرز العادات الرمضانية لدى الكويتيين والتي تم توارث معظمها عن الأسلاف حتى الآن "مائدة قريش" و"الغبقات الرمضانية" و"القرقيعان" إضافة إلى مدفع الإفطار و"أبو طبيلة" التي تعتمد جميعها على تجمعات منعتها الظروف الصحية الراهنة تحت طائلة القانون لما لإحيائها من خطر يهدد الصحة العامة.

و"مائدة قريش" من الموروثات الشعبية القديمة وتقام في آخر يوم من شهر شعبان استعدادًا لبدء الصيام، حيث تقوم النسوة بجمع الأطعمة الموجودة في بيوتهن والتوجه بها إلى منزل كبير العائلة للاحتفال بقدوم رمضان.

ويقول باحثون في التراث الكويتي "إن سبب إيجاد هذه العادة سابقًا هو الخوف على الأطعمة من التلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود ثلاجات آنذاك لحفظها ذلك أن الكويتيين كانوا سابقًا يتناولون بقايا الطعام صباح اليوم التالي".

أما "الغبقة الرمضانية" فهي من أبرز العادات التي بقيت مستمرة حتى اليوم مع تطور كبير في إعدادها، وهي تجمع أفراد العائلة عقب صلاة التراويح في منزل واحد لتعزيز الروابط الأسرية، إلا أنها تجاوزت في السنوات الأخيرة حدود المنزل والعائلة لتشمل الأصدقاء وزملاء العمل وتقام في صالات وفنادق يتم حجزها مسبقًا والإعلان عن موعدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

إلا أن هذه العادات جميعها بما فيها القرقيعان وهو احتفال يبدأ في الثاني عشر من رمضان ويستمر ثلاثة أيام حيث يطوف فيه الأطفال على البيوت مرددين أهازيج خاصة، ستغيب هذا العام لتزامنها مع أوامر رسمية بمنع الاختلاط وحظر التجوال الذي يبدأ من الرابعة مساء وينتهي الثامنة صباحًا، ليلتزم الكويتيون بيوتهم طوال هذه الساعات تعايشًا مع وضع غير مألوف لديهم.

وفضلًا عن ذلك ستغيب بعض المظاهر الاجتماعية الأخرى التي اعتادها الكويتيون في هذا الشهر كممارسة رياضة المشي قبيل الإفطار والتجمع حول مدفع الإفطار في قصر نايف والتجول في سوق المباركية الشهير الذي يفتقد إلى الازدحام المعتاد منذ بداية الأزمة وإغلاق معظم محلاته ضمن الإجراءات الاحترازية.

ولم تغب العادات من أرض الواقع فحسب، بل كان واضحًا غيابها عن العالم الافتراضي وتحديدًا موقع "تويتر" الذي كان يعتبر أبرز الساحات الكويتية للإعلان عن الخطط والاستعدادات لرمضان والدعوة إلى الغبقات وسهرات الديوانيات ونقل أجواء صلاة التراويح التي تم إلغاؤها هذا العام في المساجد التي أُغلقت بفعل الفيروس المستجد.

رمضان الحزين

ويصف الكويتيون رمضان هذا العام بالحزين، حيث يقول الكاتب مبارك العبد الهادي في مقال نشرته صحيفة "الجريدة": "كم هو مشهد محزن عندما يخلو موقع مدفع الإفطار من عشاقه ومتابعيه الذين يجتمعون في كل عام عند قصر نايف، وكم هو محزن عندما تخلو المساجد من المصلين، وكم هو محزن عندما يفتقد سوق المباركية رواده، وكم هو محزن عندما تخلو المجمعات من هواة المشي قبل الإفطار، فهل سنتعلم من هذا الدرس الصعب؟ وهل استفدنا من هذا الظرف؟ أم ستعود حليمة لعادتها القديمة عندما نتجاوز هذا الوباء على خير وبأقل الخسائر؟".

وبذات الصحيفة، يشرح الكاتب محمد راشد مشاعره في هذا الموسم الرمضاني ليقول "هكذا هي الحياة تتنقل بأهلها من حال إلى حال، فلا أمان لها ولا صاحب مهما امتلكنا من مقومات صحية ومالية وأسرية ودنيوية كثيرة، وبين ليلة وضحاها تبدلت الأمنيات، وتبددت الأحلام، وتفرقت الجماعات، بلا مقدمات أو إنذار، فأصبح الخروج إلى الشارع في الليل أقصى أمنية للكثيرين الذين أدركوا أن الدنيا الفانية لا تغني عن الحق شيئًا".

ورغم اختفاء عادات رمضان التقليدية لهذا العام والتي تحدت في أعوام سابقة بعض الانتقادات التي طالتها لطريقة إحيائها، إلا أن هناك من سعى إلى بث الروح الإيجابية والتفاؤل لكون هذا الشهر للعبادة والروحانية ولا يتأثر بعادات وتقاليد تتغير مع مرور الأزمان والأجيال.

ويتبنى الكاتب الدكتور حمود العنزي هذه النظرة التي دونها بمقال بصحيفة "الجريدة"، حيث يقول "إن كنا قد حرمنا من الصلاة في المساجد والسمر مع الأهل والأصحاب، وهذا أمر محزن، فإن الأخطر أن نعتقد أن رمضان هذه السنة بلا فوائد، ففضائله لن تتأثر أبدًا بهذه الجائحة، فما زالت أبواب الجنة تفتح وأبواب النار تغلق فيه، وما زال لله عتقاء من النار في كل ليلة، وما زالت ليلة القدر خير من ألف شهر، فإياكم من الفتور والضعف والإحباط".








طباعة
  • المشاهدات: 509

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم