29-04-2020 10:40 AM
سرايا - يواصل مسلسل "أم هارون"، الذي تمثل الفنانة الكويتية حياة الفهد دور البطولة فيه، إثارة الجدل في الوطن العربي بعد عرض أولى حلقاته على قناة MBC.
ويعود سبب الجدل إلى قصة المسلسل التي تتمحور حول الوجود اليهودي في الكويت والخليج العربي أثناء قيام دولة الكيان عام 1948، بعد تهجير وقتل الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه.
واتهم مغرّدون وناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي المسلسل بأنه "تمهيد للتطبيع مع الكيان و دس للسم بالعسل، بمعنى محاولة التطبيع المرفوض بقالب فني"، ومحاولة لتشويه الحقائق التاريخية حول القضية الفلسطينية، إضافة إلى انتقادهم ضعف المستوى الفني والقصصي للمسلسل، ووجود أخطاء إخراجية بسبب جهل المخرج المصري، محمد العدل، بطبيعة مرحلة الأربعينيات والخمسينيات في المنطقة، وعدم معرفته بالتراث الخليجي.
بدورها خرجت الفهد عن صمتها وردت على بعض الاتهامات وأبرزها التطبيع مع الكيان الصهيوني بقالب فني كما يؤكد ناشطون.
وجاء هذا خلال لقاء أجري معها من خلال تقنية "سكايب" ضمن حلقة من برنامج Trending الذي يعرض على شاشة MBC4.
وعن سبب اختيار العمل قالت إن الفكرة عرضت عليها وإنها أعجبتها لأنها جديدة وغير مسبوقة في الدراما الخليجية.
بدوره قال الفنان أحمد الجسمي إن العمل استند إلى بعض الوقائع الحقيقية وإنه مستوحى في معظمه من الخيال.
وتابع أن شخصية أم هارون قد تكون مستقاة من شخصية أم جان اليهدوية من دون أن تكون نسخة عنها.
ولفت إلى أنه لا يمكن أحداً انتقاد العمل من دون مشاهدته أو بعد مشاهدة 4 إلى 5 حلقاته منه فقط. كما دعا إلى وجوب التمييز بين الدين اليهودي والحركة الصهيونية.
وقال النائب السابق في البرلمان البحريني، جواد فيروز: "المسلسل المشبوه أم هارون والمحرّف تاريخياً، إنتاج قناة MBC، والذي يعرض حالياً على عدة قنوات خليجية والذي تلقى الدعم من (مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي) وأعضائه، والتابع للديوان الملكي في البحرين، أسلوب آخر من التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وكشف مغردون كويتيون سلسلة من الأخطاء التاريخية في المسلسل، أبرزها إعلان قيام دولة الكيان في تل أبيب عند انتهاء الانتداب البريطاني على أرض "إسرائيل"، بينما في حقيقة الأمر كان إعلان قيام دولة الكيان على أرض فلسطين العربية.
فيما كشف عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت، عبد الله السرحان، عن أخطاء تاريخية في تناول المسلسل للتراث الكويتي واليهودي أضعفت الجانب الفني من المسلسل، إذ إن اللغة العبرية تُكتب من اليمين إلى اليسار فيما وردت في المسلسل بالعكس، كما أن طريقة بناء البيوت في المسلسل لا تمت بصلة إلى طريقة بناء البيوت الكويتية في السابق.
وشهد المسلسل خطأً تاريخياً آخر تمثل في الحديث عن سقوط بيت المقدس عام 1948، بينما سقطت في حقيقة الأمر تحت الاحتلال الصهيوني بعد حرب يونيو/حزيران عام 1967.
فيما انتقدت أستاذة اللغة الإنكليزية في جامعة الكويت، ابتهال الخطيب، المسلسل وقالت إن تفاصيله بعيدة عن واقع الكويت خلال تلك الفترة، وأن مدينة الكويت جرى تصويرها في هذا المسلسل كأنها مدينة تتناصف بين المسلمين واليهود والمسيحيين.
وأدان القيادي الفلسطيني باسم نعيم، في منشور له على "فيسبوك"، المسلسل واصفاً إياه بأنه عدو ثقافي يهدف إلى "تمرير الموقف الصهيوني من حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حسب صفقة القرن".
ووعد وزير الإعلام الكويتي، محمد الجبري، بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب قيام وزارة الإعلام بإجازة النص والسماح للشركات الكويتية المتعاونة مع مجموعة قنوات MBC بإنتاجه.