31-03-2011 05:20 AM
سرايا -
سرايا - في الوقت الذي بدأ فيه الثوار الليبيين التقهقر بسرعة باتجاه الشرق متخليين عن مكاسبهم في السيطرة على بعض المدن النفطية، وذلك عقب هجمات مكثفة بالصواريخ والمدفعية من قبل قوات معمر القذافي الأفضل تسليحا، وقع الرئيس الامريكي باراك أوباما أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أمريكي سري للثوار الذين يسعون للاطاحة بالقذافي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئولين أمريكيين قولهم: "إن الرئيس أوباما وقع أمرا يعرف باسم مرسوما رئاسيا خلال الأسبوعين أو الثلاثة الماضية".
واضاف المسئولون: "ان المراسيم هي شكل أساسي من أشكال الإدارة الرئاسية التي تستخدم للسماح لوكالة الاستخبارات الأمريكية القيام بعمليات سرية، إلا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية والبيت الأبيض امتنعا عن التعليق على ذلك".
وقد برزت أنباء توقيع الرئيس أوباما على هذا المرسوم في الوقت الذي تحدث فيه الرئيس أوباما وغيره من المسئولين الأمريكيين ومسئولين من الدول الحليفة علنا عن امكانية تقديم السلاح إلى معارضي القذافي الذين يقاتلون قوات الحكومة التي تمتلك سلاحا أفضل.
وكانت محطة "ايه بي سي" الاخبارية قد ذكرت أن الرئيس أوباما وقع مذكرة سرية أعطى فيها موافقته على القيام بعمليات سرية من أجل "المساهمة في الجهد بليبيا".
وأوضحت المحطة أن هذه المذكرة "تتضمن عددا من الطرق التي يمكن بموجبها مساعدة الثوار في ليبيا وتسمح بتقديم المساعدة اعتبارا من الآن وتضع إطار النشاطات التي سيتم دعمها في المستقبل".
وأشارت المحطة مع ذلك إلى أن هذه الموافقة لا تسمح بتسليح الثوار على الفور ولكن تحدثت عن إمكانية حصول هذا الأمر مستقبلا.
ويشار الى ان الولايات المتحدة تشارك في تحالف مع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي وبعض الدول العربية التي تقوم بقصف جوي لقوات الحكومة الليبية بموجب تفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين المعارضين لنظام القذافي.
وكان الرئيس أوباما قد قال خلال مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الأمريكية الثلاثاء إن الهدف من ذلك في نهاية المطاف هو تنحي القذافي عن السلطة، وتحدث أوباما عن ممارسة ضغوط مستمرة بالإضافة إلى القوة العسكرية لإجبار القذافي على الرحيل.
في ذات السياق قال مسئول أمريكي رسمي وأحد الضباط السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي اي ايه" أن الوكالة أرسلت فرق عمليات صغيرة إلى ليبيا.
ونقل راديو "سوا" الامريكي عن المسئول الامريكي قوله: "ان ضباطا تابعين للوكالة ساعدوا في عملية إخراج الطيارين الأمريكيين سالمين من ليبيا بعدما أصيبت طائرتهما بعطل فني أثناء قيامهما بمهمة فوق ليبيا".
وفي حين لم يتضح بشكل دقيق طبيعة ومهمة فرق الاستخبارات الأمريكية في ليبيا، إلا أن خبراء في شئون الاستخبارات قالوا "أن "سي اي ايه" قد أرسلت هذه الفرق من أجل إجراء اتصالات مع المعارضة وتقييم قوة واحتياجات قوات الثوار التي تقاتل الزعيم الليبي معمر القذافي".
من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاربعاء " ان عناصر من وكالة المخابرات المركزية الامريكية وعناصر جهاز المخابرات الخارجية "ام آي 6" البريطاني منتشرون في ليبيا للاتصال مع الثوار وارشاد ضربات الائتلاف".
واوضحت الصحيفة ان عناصر المخابرات الامريكية ينتشرون "في مجموعات صغيرة" منذ عدة اسابيع على الارض في ليبيا مع مهمة اقامة علاقات مع الثوار وتحديد اهداف العمليات العسكرية.
واضافت ان "عشرات العناصر من القوات الخاصة البريطانية وعناصر جهاز المخابرات الخارجية "ام آي 6" البريطاني يعملون في ليبيا" خصوصا من اجل جمع معلومات حول مواقع القوات الموالية للقذافي.
من جهته كرر البيت الأبيض أنه لم يقرر بعد تقديم أسلحة للثوار الذين يقاتلون قوات القذافي.
وكانت القوات الموالية للقذافي قد استعادت السيطرة على مدينة راس لانوف النفطية وبدأت بالتقدم نحو ميناء البريقة، ما شكل انتكاسة جديدة للثوار، الذين أجبروا على التراجع شرقا باتجاه أجدابيا.
وقصفت كتائب القذافي مصراتة الواقعة شرق طرابلس بمدفعية ثقيلة، مما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا.
ويأتي ذلك رغم استئناف التحالف الدولي لضرباته الجوية التي استهدفت قوات القذافي.
فقد حلقت طائرات تابعة للتحالف الدولي مساء الأربعاء فوق العاصمة الليبية حيث سمع دوي أصوات انفجارات في الضاحية الجنوبية الشرقية من العاصمة.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع "البنتاجون" اجتياز عتبة الألفي طلعة جوية فوق ليبيا الأربعاء في اليوم الـ12 للتدخل الدولي في هذا البلد، في حين يستعد الحلف الأطلسي لتولي قيادة جميع العمليات.
وقال مسئول عسكري أمريكي: "إن طائرات الحلفاء قامت بـ2017 طلعة منذ 19 مارس/آذار عندما بدأت العمليات العسكرية".
ونفذت في الساعات الـ24 الأخيرة نحو 100 عملية قصف لا تتضمن بالضرورة إلقاء قنابل أو إطلاق صواريخ، فيما تم قصف قافلة تابعة لقوات القذافي في غرب سرت بالإضافة إلى شاحنات في شرق المدينة.
من جهته اوضح فضيل الأمين المحلل السياسي الليبي المقيم في واشنطن: "إن قوات الثوار تعاني من نقص لوجستي" ، داعيا إلى ضرورة إيجاد حل لهذا الموضوع.
في غضون ذلك واجه نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي نكسة جديدة الاربعاء عقب مغادرة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الى بريطانيا وابلاغه المسئولين البريطانيين بانه لم يعد يريد يمثل نظام طرابلس.
واعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "يمكننا ان نؤكد ان موسى كوسا وصل الى مطار فارنبورو في الثلاثين من اذار/مارس اتيا من تونس".
واضاف البيان "لقد وصل الى هنا بملء ارادته، وقال لنا انه استقال من مهامه".
واوضح بيان الخارجية البريطانية ان "موسى كوسا هو احدى الشخصيات المهمة في حكومة القذافي وكان دوره تمثيل النظام في الخارج وهو امر لم يعد يرغب القيام به".
وختم البيان "نشجع الذين يحيطون بالقذافي على تركه والعمل من اجل مستقبل افضل لليبيا يتيح عملية انتقالية سياسية واصلاحا حقيقيا يستجيب لتطلعات الشعب الليبي".
وقد غادر كوسا بعد ظهر الاربعاء تونس متوجها الى لندن في ختام زيارة استغرقت 48 ساعة ووصفت بانها "زيارة خاصة".
وموسى كوسا الذي كان يعتبر من المقربين الاوفياء للزعيم الليبي كان مشاركا في السنوات الماضية في كل المفاوضات والمداولات التي اتاحت عودة ليبيا الى الساحة الدولية وتحسين صورتها قبل الازمة الحالية.
ويعتقد ان موسى كوسا اقنع الزعيم الليبي بالتخلي عن برنامج الاسلحة النووية ما فتح الطريق امام رفع العقوبات التجارية الامريكية.
وموسى كوسا "59 عاما" الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات بين 1994 و 2009 كان يحظى بنفوذ في اللجان الثورية، عصب النظام، ورجل ثقة لدى القذافي.
وفي 1980 عين سفيرا لليبيا في لندن قبل ان يطرده البريطانيون في السنة نفسها بعدما اكد تصميمه على تصفية "اعداء الثورة" على الاراضي البريطانية.
ويشكل انشقاق موسى كوسا عن النظام اخر نكسة يواجهه نظام القذافي.
وكان عدة مسئولين من اوساط القذافي وبينهم وزراء وضباط عسكريون كبار انشقوا منذ بدء الانتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 42 عاما قبل اكثر من شهر.
والمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية يضم عددا من الشخصيات البارزة سابقا في نظام القذافي.
ويرأسه مصطفى عبد الجليل الذي كان وزيرا للعدل وتخلى عن مهامه في فبراير/شباط احتجاجا على قمع المتظاهرين.
كما ان عبد الرحمن شلقم سفير ليبيا الى الامم المتحدة ووزير الخارجية السابق انضم الى صفوف المعارضة، كما استقال عدة دبلوماسيين ليبين في انحاء العالم ايضا.
وسارعت واشنطن الى اعتبار انشقاق كوسا على انه ضربة كبرى لنظام القذافي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-03-2011 05:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |