حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 472

الاستثمار السياسي في ازمة كورونا وإختفاء النخب والاحزاب

الاستثمار السياسي في ازمة كورونا وإختفاء النخب والاحزاب

الاستثمار السياسي في ازمة كورونا وإختفاء النخب والاحزاب

01-05-2020 10:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نضال عمر ابوزيد
في ظل حالة الاحتواء ازمة كورونا والتي نجح الطاقم الطبي واذرع إدارة الازمة بالوصول إليها واستمرار الصراع مع تفاصيل الازمة منذ شهر ونيف، لوحظ غياب الجسم الرئيسي للأحزاب عن ساحة الصراع واكتفى البعض منها بالخروج على استحياء لبعض الإمناء العامين و رؤساء هذه الاحزاب بتصريح مقتضب هنا أو هناك، حيث لم يلمس الشارع اتجاه ادائي حقيفي للاحزاب التي لا تعد ولا تحصى، ضمن مسميات رنانه جلها ينتهي مسمياتها بالوطن او الديمقراطية او التغيير او الشعبية او الإصلاحي او اليسار وحتى اليمين أو حتى أقصى اليمين أو أقصى اليسار، فلم تخرج علينا تلك الاحزاب مثلا بطروحات فكرية يمكن وصفها بأنها حلول تساعد في مواجهة الازمة، سوا مبادرات خجولة صدرت عن بعض الاحزاب المنظمة وحتى تلك يمكن اعتباراها وصفات جاهزة بقوالب مجتزئه وسطحية لاتناسب الواقع الأردني.

ثمة 48 حزب مرخص في الساحة الاردنيه وبحسب تقرير صادر عن المركز الوطني لحقوق الانسان عام 2018 عدد المنتسبين لهذه الاحزاب 34957 في العام 2018، فيما حزب جبهة العمل الاسلامي الأكبر والأكثر تنظيم والاقدم تأسيسا، والذي يضم 10 نواب ولديه 23 مقر موزعات في انحاء المملكة يليه الوسط الاسلامي لديه 4 نواب و14 فرع في المملكة ثم النهضة الوطنية 11 فرع وحشد الذي لديه 9 فروع وباقي الاحزاب لديها فرع واحد،
وفي ظل هذه الحالة الرقمية المختصره والتي تشير إلى أن بعض هذه الاحزاب تمتلك قدرات مالية واجتماعية وتنظيميه تمكنها من البقاء في الواجهة ولو على الاقل لمقارعة بعض التخبطات الحكومية أثناء الازمة او المساعدة في طروحات وطنية للوقوف إلى جانب الخلايا الطبيه والإقتصادية والاجتماعية في مواجهة الازمة.

خرج من رحم حالة التوهان الحزبي أثناء ازمة كورونا بعض المبادرات الخجوله التي لم تصل الى أذرع إدارة الازمة بسبب ضعف هذه المبادرات والطروحات والتي كانت في مجملها توؤد في مهدها لانها كانت تخطب ود الشارع اكثر منها إيصال حلول ابداعية فعليه تساعد في ادارة الازمة، ففشلت الاحزاب في تسويق نفسها في الشارع وأمام الحكومة، فلا هي كسبت ود الشارع ولا هي ساعدت فعليا في مواجهة الازمة.

ثمة حركة بطيئه ويتيمه للحزب الأكبر والأكثر تنظيم خرج بها حزب جبهة العمل الاسلامي بمبادرتين الاولى تعلقت بدراسة عميقة تفصيلية للأبعاد الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية وبصورة قطاعية قدمها خبراء المعارضة وتضمنت توصيات اجتماعية واقتصادية لقرار الدفاع رقم 6، واعقبها دراسة اقتصادية طرحت حلول لمواجهة الازمة الاقتصادية التي ستكون احد ارتدادات ازمة كورونا، وجهها الأمين العام للجبهة مراد العضايلة بمذكرة إلى رئيس الوزراء، يضاف إلى ذلك إلتقاط إشارات التناغم بين اقطاب التيار الاسلامي والحكومة عكسه انسجام الموقف الشرعي وعدم التعارض في المسائل الشرعية التي أصدرتها دائرة الافتاء العام، فيما لوحظ في المساق السياسي حالة هدوء تكتيكي اتبعتها الجبهة تجنبا لأي موجهة او مقارعة، تدرك اقطاب الجبهة ان هذا ليس مكانها ولا زمانها.

ثمة تداخل تم التقاطه بين غياب الاحزاب عن الواجهة و سبات شتوي لبعض النخب السياسية من العيار الثقيل (الا من رحم ربي منهم) ، ويمكن ان يفسر هذا التقاطع تحت بندين اولهم مشروع ويمكن قبوله رسميا وشعبيا وهو تجنب الزحام في التصريحات وترك الساحة لأدوات إدارة الازمة للعمل، اما التيار الاخر فاخذ وضعية المراقب في مساحة سياسية واجتماعية مناسبة بعد أن فقد زخم الصالونات السياسية نتيجة حالة الحجر المنزلي والمزرعي للكثير من النخب، الأمر الذي وفر بيئة رصد مناسبة لمتابعة الأداء الحكومي وتسجيل السلبيات ورصد الاختلالات لازمن باب النصح والارشاد بقدر ما هو استغلال السلبيات في وقت المواجهة لحصد الغنائم في حسابات الربح والخسارة في نهاية المشهد.

نجح الاردن ونجحت أدوات الدولة الطبية والامنية والعسكرية و بتوجيهات ملكية من تحييد الاردن كارثة هي الادق في تاريخ الدولة الأردنية، انجاز يعتبر علامة مسجلة باسم الاردن، بقي لنا من الازمة التغذية الراجعة التي لابد لها أن تأخذ في الحسبان وبشكل معمق بحث غياب الاحزاب والنخب السياسية عن مشهد يحتاج أن يقرأه وبعمق الجميع في الدولة والمجتمع بعيد عن حسابات الاستثمار السياسي في الازمة.








طباعة
  • المشاهدات: 472
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم