01-05-2020 10:57 AM
بقلم : د. نواف عواد بني عطية
لعل الساعات القادمة تحمل نبأ صدور أمر دفاع جديد حتمت الظروف والممارسات بضرورة صدوره ؛ لرأب الصدع الذي قد ينشأ عن تصرفات المواطنين في المنشآت والأسواق ووسائل النقل العام التي سمحت الدولة بفتحها تدريجيًا ، جاء ذلك من خلال مراقبة أجهزة الدولة والتغذية الراجعة من أصحاب القرار بضرورة وجود قيد للحد من تصرفات المواطنين واندفاعهم ، الأمر الذي قد يعود بجهود الدولة – لا سمح الله – إلى نقطة الصفر .
ولعل أمر الدفاع الجديد يأتي بطابع عقابي !! تفرض فيه العقوبات على وسائل النقل العام والمنشآت التي لا تراعي قواعد السلامة بعدم التباعد وعدم استخدام الكمامة وعدم دخول أكثر من شخصين الى المنشأة ، وقد أعطى الحق للكوادر الطبية والتمريضية وفرق التقصي الوبائي وأصحاب التصاريح الإلكترونية وبعض الموظفين والمسؤولين بشكل محدود من أجل إدامة عمل المؤسسات الحيوية ، فضلًا عن الحظر الكامل يوم الجمعة تأكيدًا بسلامة المواطن والحد من إنتشار هذا الوباء .
ويقوم أمر الدفاع الجديد على مبدأ تجريم السلوك المخالف لشروط الصحة العامة ، والتي لم يرد بها نص ، لأن الأساس القانوني في التجريم مبني على " لا عقوبة ولا جريمة إلا بنص " . والهدف من أمر الدفاع الجديد تجريم السلوكيات التي لم يرد عليها عقوبات في آوامر الدفاع السابقة لسد أي خلل لم يعالج ، وللحد من إنتشار السلوكيات التي تساهم في نشر الفايروس وأيضًا لتعزيز الإجراءات الوقائية والإحترازية التي قامت بها الدولة ، ولكي لا يذهب هذا التعب في مهب الريح من خلال التصرفات غير المسؤولة من بعض المواطنين .
وإذا كانت أوامر الدفاع السابقة جاءت بحزم للحفاظ على السلامة العامة ؛ فإن أمر الدفاع رقم (8) جاء أكثر صرامةً وهذا ما أقتضته طبيعة المرحلة وهو ما تعلق بالأشخاص المصابين أو المشتبه بإصابتهم وكذلك عدم التعرض لحياتهم الشخصية وتحت طائلة المساءلة والعقاب ، بينما أمر الدفاع الجديد يتعلق بإجراءات الصحة والسلامة العامة ومعاقبة كل من لا يلتزم بشروطها مثل التباعد ، عدم الإختلاط ، عدم إقامة التجمعات ، الخروج لأشخاص غير مصرح لهم ، عدم استخدام الكمامة ،عدم الإلتزام بساعات الحظر ....
واتوقع أن تكون العقوبة مشددة لا متدرجة ، وقد تصل إلى السجن والغرامة معًا ، وهذ ما يتطلبه الوضع الراهن للحد من إنتشار هذا الوباء وللحفاظ على سلامة المواطن ولترسيخ مبدأ نهج الحكومة في مكافحة الوباء ، وللحفاظ على ما قامت به الدولة من جهود ...
حفظ الله الأردن ملكًا وشعبًا