01-05-2020 11:02 AM
بقلم : خديجه طلال القديري
أشعر أن طفلي تأخر في إتقانه لمسك القلم بطريقة صحيحة..طفلتي متسرعة لا تعرف الانتظار عندما تطلب شيئاً تريده في الحال ..
أنا و أطفالي لا نتشارك الألعاب بسبب انشغالي بالأعمال المنزلية.. طفلي قليل الكلام و لا يعرف أسماء الأشياء من حوله.. ماذا أفعل ؟
عادة ما أتلقى هذه الأسئلة في جلسة واحدة عندما أكون بحضرة الأمهات ، فتكون إجابتي بلا تردد الحل السحري في رغيف الخبز
فجميع الأسئلة التي طرحت منهن تبين حاجة أطفالهن إلى اكتساب العديد من المهارات الحياتية ،فعندما تسمحي عزيزتي الأم لطفلك أن يشاركك صنع رغيف الخبز سيكتسب العديد من هذه المهارات كأن يتعلم كلمات أفعال معاني و صفات ك وعاء ماء دقيق عجن سائل طري قاسي لزج ، و سيبدأ بسؤالك عن كافة ما يدور بداخله. من هنا عليك عزيزتي أن تقومي بزراعة حبات قمح صغيرة في أرض خصبة تسقيها بسلوان الصداقة و المشاركة الفعالة بينك و بين طفلك.
أما عندما يقوم طفلك بغرس يده داخل الوعاء ليقوم بالعجن فإنه يقوي عضلات جسده الصغيرة فالعجن يجعل يده تتحرك كاملةً خاصةً إذا كان الطفل ذكرا، فكثير من الأمهات تتساءل لم تتقن الأنثى مسك القلم قبل الذكر ؟ لأنه عادة ما تلجأ الفتيات للعب بألعاب هادئة تنمي العضلات الصغيرة في الجسد كتسريح شعر الدمية و تزيينها و اللعب بأدوات الطبخ و غيرها أما الذكر فإنه يلجأ إلى اللعب بألعاب صاخبة كالقفز و الجري و ركوب الدراجة و ركل الكرة و غيرها، فالعجين هنا يشبه اللعب بالصلصال الملون.
وبرغيف الخبز أيضا يتعلم الطفل مبدأ الإشباع المتأخر فعندما يحتاج قطعة خبز ليأكلها هي لا تأتي فورا بل الموضوع يحتاج للعديد من الخطوات و الجهد و العمل للوصول للغاية ، و هذا المبدأ ينطبق على الكثير من الاحتياجات الأخرى .
و يبقى القول إن رغيف الخبز الذي صنع بيدك و يد طفلك هو الأشهى و الألذ بالنسبة له فمن هنا ستتحسن علاقته بك و بالأكل ، فقد أخبرني العديد من أصدقائي الأطفال أن وجباتهم المفضلة من الأكل هي التي تصنع بيده و يد أمه الحانية التي تنبت بين أصابعها حقول من سنابل القمح التي سقيت بدماء من يعرف قيمة رغيف خبز أمه .