01-05-2020 02:47 PM
سرايا - أثار مسلسلا "أم هارون" و"محمد علي ورد" الكويتيين موجة انتقادات بين نواب بمجلس الأمة (البرلمان) ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ بداية عرضهما في شهر رمضان.
المسلسل الأول اعتبر مغردون أنه "يمهد للتطبيع مع الاحتلال"، و"يشوه الحقائق التاريخية"، أما الثاني فيظهر إحدى نساء جزيرة "فيلكا" وهي تعمل خادمة لدى عائلة ثرية في أربعينيات القرن الماضي، ما أثار حفيظة شريحة واسعة من الكويتيين.
وحمل نواب برلمانيون وزير الإعلام، محمد الجبري، مسؤولية إجازة مسلسل "محمد علي ورد"، مطالبين باعتذار عما ورد به من إساءة لأبناء جزيرة فيلكا وتزييف للحقائق.
وسرعان ما قرر وزير الإعلام تشكيل لجنة تحقيق لدراسة الأعمال الدرامية المعروضة على شاشة تلفزيون الكويت، خلال رمضان، من حيث فكرة النص ومضمونه والمشاهد المصورة، وفق بيان لوزارة الإعلام، الإثنين.
وقال النائب عادل الدمخي، في تصريح صحفي: "محشومين (مترفيعن عن هذا الأمر) يا أهل فيلكا، وتخصيص اسم فيلكا همز غير مقبول بتاتا ومسيء لعوائل كريمة معروفة استوطنت الجزيرة وعملت بالتجارة والغوص، ولم يعرف نساؤهم بتاتا بالخدمة بالبيوت رغم ما مر على الكويت من ضيق العيش، وعلى وزير الإعلام منع الإساءة فورا".
أما النائب عبد الله الكندري فقال في تصريح صحفي: "لن يُقبل بالمساس بمكانة أهل فيلكا الكرام أو بأي من مكونات المجتمع".
وقال النائب أسامة الشاهين، في تصريح صحفي: "محشومين أهل فيلكا عن الإساءة والإهانة، ومحبتكم ومساهماتكم محفورة في وجدان الكويتيين".
وأضاف أن "مراجعة الأعمال التراثية، من ناحية التأريخ الصحيح واللهجة السليمة، واجب ومسؤولية على وزارة الإعلام القيام بهما".
وكتب حسين القاسمي، كويتي، على حسابه بـ"تويتر": "بصفتي من أهالي جزيرة فيلكا، أطالب القائمين على هذا المسلسل جميعا بتقديم اعتذار رسمي لأهل جزيرة فيلكا وحذف جميع المشاهد التي يتم فيها ذكر الجزيرة وأطالب وزارة الإعلام بالتدخل.. جزيرة فيلكا على مدار التاريخ لم يخرج منهم خادم فيلكاوي".
وتقع جزيرة فيلكا على بعد 20 كم من سواحل مدينة الكويت، وهي محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات بلاد ما بين النهرين والحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي.
وكانت فيلكا مأهولة بالسكان، حتى أغسطس/ آب 1990، حين احتل العراق الكويت، حيث قررت الحكومة الكويتية، بعد التحرير في فبراير/ شباط 1991، إعادة سكان الجزيرة إلى الكويت، ومنحهم تعويضًا عن منازلهم التي مازالت مهجورة.
"أم هارون"
أما مسلسل "أم هارون"، فيحكي قصة طبيبة يهودية في أربعينيات القرن الماضي، والتحديات التي واجهت أسرتها والجالية اليهودية في دول الخليج.
ويواجه المسلسل انتقادات واتهامات بأنه "يمهد للتطبيع مع الاحتلال"، و"يشوه الحقائق التاريخية حول القضية الفلسطينية"، وفق منتقدين.
ويعود الجدل إلى قصة المسلسل، التي تتمحور حول الوجود اليهودي في الكويت والخليج العربي أثناء قيام الاحتلال على أراضٍ فلسطينية محتلة عام 1948، بعد تهجير وقتل الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه.
وقال النائب الكويتي، أسامة الشاهين، في تصريحات صحفية: "الكويت أميرا وشعبا وحكومة عصية على التطبيع مع الكيان الصهيوني، بكل أشكاله سواء الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي".
وتابع: "ما صدر مؤخرا ونُسب للكويت زورا وبهتانا من أعمال فنية تريد أن تروّج للتطبيع على الأرض الطبية.. هذه الأعمال لا تمت للدولة الكويتية بصلة، فهم ومنذ الثلاثينات من القرن الماضي، كانوا يرفضون الاحتلال ويتضامنون مع الحقوق الفلسطينية".
وأردف الشاهين: "هذا ليس موقف الشعب فقط، ولكن هو موقف الحكومة، وهو موقف شرعي وإسلامي مستمرين عليه".
وتحدث مغردون كويتيون عن سلسلة أخطاء تاريخية في المسلسل، أبرزها إعلان قيام كيان الاحتلال في تل أبيب عند انتهاء الانتداب البريطاني على "أرض للاحتلال"، بينما إعلان قيام دولة كيان الاحتلال كان على أرض فلسطين العربية.
ورصد عبد الله السرحان، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت، أخطاء في تناول المسلسل للتراث الكويتي واليهودي، ما أضعف الجانب الفني للمسلسل.
وقال السرحان، عبر "تويتر"، إن "اللغة العبرية تُكتب من اليمين إلى اليسار، فيما وردت في المسلسل بالعكس، كما أن طريقة بناء البيوت في المسلسل لا تمت بصلة إلى طريقة بناء البيوت الكويتية في السابق".
وتضمن المسلسل خطأ تاريخيًا آخر هو الحديث عن سقوط "بيت المقدس" عام 1948، بينما سقطت تحت الاحتلال بعد حرب يونيو/حزيران 1967.
وقالت ابتهال الخطيب، أستاذة لغة إنجليزية بجامعة الكويت، عبر "تويتر"، إن "تفاصيل المسلسل بعيدة عن واقع الكويت خلال تلك الفترة.. مدينة الكويت جرى تصويرها في المسلسل وكأنها مدينة تتناصف بين المسلمين واليهود والمسيحيين".
إشادة ومطلب احتلالي
مقابل كل هذه الانتقادات، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر "تويتر"، إن "الخلاصة التي نخرج منها بعد كل الردود الكارهة لليهود، أثناء بث مسلسل أم هارون، هي أننا اليوم لسنا شعبا مغلوبا على أمره يستغيث بالآخرين".
وتابع: "إنما دولة عاقدة العزم على النضال من أجل سلامة وأمن مواطنيها. الاحتلال هي الضامن الوحيد الّا يستطيع مطلقو هذه الشعارات تحقيق أحلامهم القبيحة أبدًا".
وغرد إيدي كوهين، صحفي من الاحتلال، عبر "تويتر"، بقوله: "نطالب بإعادة أراضي اليهود الذين هُجروا من الكويت قسرًا وظلمًا، وإعادة الجنسيات الكويتية لهم (...) لوجودهم بالكويت قبل عام 1920، حسب دستوركم".
واستطرد: "نملك صكوك الأراضي الأصلية في فريج سعود وساحة العلم وفريج الشيوخ، وبيت في نقعة شملان و17 دكان خام و20 دكانا في سوق الذهب، والذين هجروا عددهم 1968 رجلاً".
وردًا على الاتهامات الموجهة إليها، قالت بطلة المسلسل، الممثلة الكويتية حياة الفهد، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "عملي ليس فيه دعوة للتطبيع، إنما هو نقاش لوجود اليهود في الكويت في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، إنها قضية محلية يجب أن لا تُضخم بهذه الطريقة".