بقلم : علي الشريف
مؤمن جدا بكل اجراء للحكومة فيما يتعلق بأزمة الكورونا رغم ان ثمة امور تستدعي المطالبة بالعدل في هذه الازمة وازاحة الضرر عن البعض الذي تعرض لازمة خانقة نتيجة توقفه عن العمل.
ثمة شركات في الاردن تعمل بالنقل الجوي وهي توقفت نهائيا عن العمل نهائيا بعد اغلاق الحدود ومنها الملكية الاردنية والاردنية للطيران وغيرها من الشركات .
الحقيقة ان الحكومة الزمت شركات القطاع الخاص للطيران بدفع رواتب كافة العاملين بها رغم توقفها وارتفاع الكلف فيها ومرد هذا الامر هو المحافظة على ارزاق العاملين التي اساسا يكفلها قانون العمل .
والذي غاب عن الحكومة ان هذه الشركات هي شركات مملوكة لأفراد وليست شركات مساهمة يمكن ان تتحمل الخسائر وليست شركات تمتلك الحكومة حصة فيها .
وحتى لا نطيل الحديث كثيرا فعلينا ان ندخل في صلب الموضوع فالحكومة اعلنت وعبر وزير النقل ان الناقل الرسمي والحصري لعودة الطلاب المغتربين للأردن سيكون الملكية الاردنية مستثنية بذلك كافة الشركات الاخرى من هذه المهمة.
لم تبدي الحكومة اي تبرير مقنع للأمر رغم اعتزازنا بالملكية الاردنية كمؤسسة ولكن الحكومة ورغم خسائر الشركات وحين حانت الفرصة لتقليل حجم هذه الخسائر منعتها من عملها بالنقل بل حرمتها من ان تقلل هذه الخسائر حتى زادت وتفاقمت فما هو السبب.
انا لا ادري كيف نتكلم عن الشراكة بين القطاع العام والخاص فنوقف الخاص ونمنح الفرص للعام رغم خصخصته هل لان للحكومة نصيب في الشركة .
وانا لا اعرف اين هو العدل في الموضوع وبماذا ستختلف مثلا الاردنية للطيران عن الملكية بالنقل واحتياطات السلامة العامة التي ستكون ملزمة للجميع ومحدده ولا يمكن مخالفتها .
كان يفترض ان تمارس وزارة النقل العدل في الامر فتمنح شركات القطاع الخاص فرصة للتعويض لا ان تبقيها جامدة على الارض ومفتوحة فقط للخسائر لان ذلك سيعرض ارزاق الاف العاملين للخطر وهؤلاء الذين طالما تذرعت الحكومة بحمايتهم فاين الحماية الان حين تنهار الشركات .
هل تقبل الحكومة ان تنهار شركات اصبحت معلما اقتصاديا في الاردن .؟.هل فكرت وزارة النقل وسلطة الطيران المدني بثقل الهم الذي سيكون على الاف البيوت المفتوحة من قبل هذه الشركات ؟ ام ان تفكيرها انحصر فقط بالملكية .
كل الامور تحل بالعدل فان غاب العدل غابت الحلول وما يطالب به هذا القطاع وهو المتضرر الاكبر الانصاف بقليل من العدل لأنه لم يعد يبحث عن مرابح بل اصبح يبحث عن تقليل نسبة المخسر والعجز في كيانه .
اعتقد لا زال هناك فرصة لمنح قطاع الطيران فرصة لتقليل خسائره ومنحه فرصة للنقل خصوصا اننا امام جائحة وبائية واقتصادية محتمة ان استمر الوضع على ما هو عليه من ضياع العدل خصوصا فيما يتعلق بالقطاع الخاص .
ولا زال هناك فرصة للتعديل خصوصا ان هناك عشرات الالاف من العائدين فهل يمكن ان تنقل الملكية الطلبة المغتربين في اوروبا وتركيا بينما الشركات الخاصة تعتمد الدول العربية مثل الكويت والسعودية والامارات ومصر وهي تمتلك الامكانيات لذلك ..الكل يريد العدل ويبدو انه ضاع في وزارة النقل .
نحن مع الملكية في ان تعود للعمل ومع كافة الشركات لتكون رديفا لها ... فدعونا نتفق انكم أخطأتم في امر عودة الطلاب حصريا على الملكية لأنكم جانبتم العدل والحقتم ضررا كبيرا بشركات تفتح الاف البيوت وباسر لن تجد ارزاقها وباقتصاد مبني اكثر من نصفه على القطاع الخاص .
تأكدوا ان الظلم ظلمات والعدل نور وانتم لم تظلموا الشركات هذه فقط انما توسع الظلم ليشمل العاملين الذين تباكيتم عليهم في بداية الجائحة كبيرا ....فاعدلوا يا رعاكم الله لتبقى البيوت مفتوحة يا جماعة اعدلوا عشان ربنا يوفقنا بس.