02-05-2020 10:08 AM
سرايا - نعيش هذه الأيام في رحاب شهر رمضان الفضيل، وهو شهر يسعى فيه جميع المسلمين لاقتناص الفرص التي أهداهم بها الله، لكسب عفوه ودخول جنته، حيث تفتح أبواب الجنة جميعها، كما ورد من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: "قال رسول الله : إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
ولعل سيدنا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين بعد سيدنا أبو بكر الصديق كان من كبار الصحابة الذين أولوا رمضان اهتماما خاصا عبر الصيام والقيام وقراءة القرآن وبل كان يستقبل هذا الشهر بشكل خاص يتناسب مع ما لهذا الشهر من عظمة وثواب وكرم من الله بعباده، وذلك حسب قصص الصحابة والصالحين.
عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، كان له قول مأثور مع إقبال شهر رمضان إذا يستقبله بالتالي : "مرحبًا بمطهرنا من الذنوب"، وكان دائمًا يدعو الناس لقيام رمضان.
وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه ، قال: "كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة، وكانوا يقرأون بالمائتين، وكان يستعد لرمضان بإنارة القناديل في المساجد، كما كان أول من جمع الناس على صلاة التراويح".
بل أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو أول من فكر في إنارة المساجد في ليالي رمضان حتى يستطيع المسلمون أداء صلاة التراويح وإحياء ليالي رمضان، وروي أن علي بن أبي طالب خليفة المسلمين كان يمر ذات ليلة من ليالي رمضان فرأى المساجد تتلألأ بالأنوار في منظر مفرح بهيج، فقال: "نوَّر الله على عمر بن الخطاب في قبره كما نوَّر علينا مساجدنا".
الفاروق عمربن الخطاب روي عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال "إذا استيقظ أحدكم من نومه فى شهر رمضان وتحرك فى فراشه وتقلب من جانب إلى جانب يقول له الملك : قم بارك الله فيك ورحمك الله، فإذا قام بنية الصلاة يدعو له الفراش ويقول اللهم أعطه الفرش المرفوعة، وإذا لبس ثوبه يقول له الثوب اللهم أعطه من حلل الجنة، وإذا لبس نعليه تدعو له نعلاه وتقولان: اللهم ثبت قدميه على الصراط.
أمير المؤمنين وصل تعداد مناقب الشهر الكريم في حديثه عن رسول الله: وإذا تناول الإناء يدعوا له الإناء ويقول اللهم أعطه من أكواب الجنة، وإذا توضأ يدعو له البيت ويقول: اللهم وسع قبره ونور حفرته وزد رحمته وينظر الله تعالى إليه بالرحمة ويقول: يا عبدى منك الدعاء ومنا الإجابة ومنك السؤال ومنا النوال ومنك الاستغفار ومنا الغفران.