04-05-2020 12:05 PM
سرايا - الصحابى الجليل عبدالله بن الزبير هو من صغار الصحابة وخالته السيدة عائشة رضي الله عنها وكانت تلقب به بأم عبدالله لرعايتها له وكان أول مولود للمسلمين في المدينة المنورة في شهر شوال بعد هجرة النبي محمد إليها، وفارس قريش في زمانه والمُكنّى بأبي بكر وأبي خبيب وهو: حمامة المسجد ، وقد أسمته أمّه أسماء وبعض الصّحابة بهذا اللقب؛ لكثرة عبادته، فكان مصلّياً في الليل، وصائماً في النهار، وفي موقفٍ آخر حاز فيه عبدالله انفراداً عن غيره من الصحابة.
وعرف بشخصيته القوية وشجاعته منذ صغر سنه، حينما كان عبدالله بن الزبير طفلًا في السادسة من عمره كان يلعب مع الأطفال بالمدينة المنورة، فمر عليهم أمير المؤمنين عمر وكان لسيدنا عمر بن الخطاب هيبة عجيبة، حيث تقول عنه كتب السيرة الإسلامية أنه كان له هيبة عجيبة بين الناس وعندما شاهدوه انطلق كل واحدٍ منهم في اتجاه يختبئ إلا طفلًا صغيرًا وقف ينظر إلى عمر بن الخطاب، فتبسم سيدنا عمر للباقة وبلاغة هذا الطفل وسأله عن اسمه قائلًا من أنت؟ فقال الطفل أنا عبدالله ابن الزبير فقال له سيدنا عمر ابن العوام؟ فقال الطفل نعم فقبل سيدنا عمر يد الصبي ورأسه ودعا له بالبركة، لقد تربى هذا الطفل الصغير على يد ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر، فيا لها من أم مسلمة تلك التي ربت هذا الطفل الواثق من نفسه.
نسبه وحياته ينتمي عبدالله بن الزبير إلى أسرة مكيّة من بني عبد العزى بن قصي، فأبوه الصحابي الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي ابن عمة النبي محمد صفية بنت عبد المطلب، وأم عبدالله أسماء بنت أبي بكر ابنة الخليفة الأول للمسلمين أبو بكر الصديق، وعمه السائب بن العوام وأخواله عبد الله وعبدالرحمن بني أبي بكر من أصحاب النبي محمد، كما أن عمة أبيه خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي محمد.
وعند مولده حملته أمه في خرقة إلى النبي محمد، فحنّكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبدالله باسم جده أبي بكر، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه، كان ابن الزبير مداومًا على التردد على بيت خالته عائشة في حياة النبي محمد، وفي سن السابعة، أمره أبوه بمبايعة النبي محمد، فتبسم النبي محمد لذلك، ثم بايعه.
كان عبدالله بن الزبير أحد الوجوه البارزة التي دافعت عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان حين حاصره الثائرون أثناء فتنة مقتله، كما شارك في قيادة بعض معارك الفتوحات الإسلامية.
رفض ابن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان ، فأخذه يزيد بالشدة، مما جعل ابن الزبير يعوذ بالبيت الحرام.
ولم يمنع ذلك يزيد أن يرسل إليه جيشًا حاصره في مكة، ولم يرفع الحصار إلا بوفاة يزيد نفسه سنة 64 هـ، بوفاة يزيد، أعلن ابن الزبير نفسه خليفة للمسلمين واتخذ من مكة عاصمة لحكمه، وبايعته الولايات كلها إلا بعض مناطق في الشام، والتي دعمت الأمويين وساعدتهم على استعادة زمام أمورهم.
وفاته لم تصمد دولة ابن الزبير طويلاً بسبب الثورات الداخلية على حكمه وأبرزها ثورة المختار الثقفي في العراق، إضافة إلى اجتماع الأمويين حول مروان بن الحكم ومن بعده ولده عبد الملك في الشام، مما مكّنهم من استعادة باقي مناطق الشام ومصر ثم العراق والحجاز.
انتهت دولة ابن الزبير بمقتله سنة 73 هـ، بعد أن حاصره الحجاج بن يوسف الثقفي في مكة، ولم تقم لسلالته بعد ذلك دولة كغيرهم من البيوت القرشية كالأمويين والعباسيين.