04-05-2020 06:04 PM
سرايا - يتعمد بعض المسلمين المجاهرة بالمعصية والإفطار عمدًا في نهار رمضان، ولا يراعون مشاعر الصائمين وينتهكون حرمة الشرع وهذا الشهر الكريم، صوم رمضان ركنٌ من الأركان التي بُني عليها الإسلام، وقد أخبر الله أنه كتبه على عباده المؤمنين من الأمة المحمدية، كما كتبه على من كان قبلهم، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (سورة البقرة الآية: 183).
وقال تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (سورة البقرة الآية: 185)، وعن ابن عمر رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَان» رواه البخاري ومسلم.
و قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر أن يجهر بإفطاره في نهار رمضان وأن يقترف هذا الإثم على أعين الناس ومشهد منهم.
وأضافت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: «هل هناك وسيلة لمحاربة من يجهر بإفطاره في شهر رمضان؟»، أن من يجهر بإفطاره يعد مستهترًا وعابثًا بشعيرة عامة من شعائر المسلمين، وهذه ليست حرية شخصية، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام لأن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهي حرام.
وشددت على أن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان خروج على الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته، وعلى المسلم إذا ابتلى - بهذا المرض- أن يتوارى حتى لا يكون ذنبه ذنبين وجريمته جريمتين، وإذا كان غير المسلمين يجاملون المسلمين في نهار رمضان ولا يؤذون مشاعرهم فأولى بالمسلم المفطر أن يكون على نفس المستوى من مراعاة شعور الأغلبية الساحقة في الشوارع والمواصلات ومكاتب العمل والأماكن العامة.
وأوضحت أن الوسيلة لمحاربة من يجهر بإفطاره في شهر رمضان هي توجيه النصح له بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يتخذ ولى الأمر من الضوابط ما يكفل منع المجاهرين بالإفطار في الشوارع والميادين وجميع الأماكن العامة.
حكم المجاهر بالفطر في نهار رمضان
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بأن الله -عز وجل- يغفر لجميع الناس إلا المجاهرين بالمعصية.
واستشهد جمعة في فتوى له، بقول الرسول صلى -صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا».
ولفت المفتي السابق، إلى أن المجاهر بالإفطار في رمضان ارتكب ذنبًا بلليل بأنه لم ينوِ الصيام غدًا، محذرًا من تعمد الإفطار وعدم المجاهرة بالمعصية.
المجاهر بالفطر
نبه الشيخ علي فخر، مدير عام إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن المجاهر بالفطر عمدًا في نهار رمضان يرتكب إثمًا عظيمًا ومعصية وينتهك أوامر الله عز وجل.
واستطرد «فخر»: أنه يجوز للأب أن يمنع ابنه البالغ المُجاهر بالفطر عن طريق الزجر واليد والتوبيخ، منوهًا بأن الجار المُجاهر بالفطر ينبغى علينا أن ننصحه بلسان لأنه يفعل معصية في نهار رمضان، فيجب عليه الاستتار حتى لا يقلده غيره.
واكمل مدير عام إدارة الحساب الشرعي: «أما الشخص المجاهر بالفطر الذي يسير في الشارع ولا نستطيع منعه باليد أو بنصيحة فندعو له بالقلب بأن يهديه الله عز وجل».
واستدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم-: «مَن رَأى مِنكُم مُنكَرًَا فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ».