05-05-2020 03:13 PM
سرايا - قال طبيب فرنسي إن مريضا شٌخصت حالته على أنها التهاب رئوي سابقا، بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، في 27 ديسمبر/كانون الأول، كان مصابا بالفعل بفيروس كورونا المستجد.
ويعني ذلك أن الفيروس ربما وصل إلى أوروبا قبل شهر تقريبا مما كان يُعتقد.
وقال الطبيب إيف كوهين لوسائل إعلام فرنسية إن المسحة التي أخذها من المريض في ذلك الوقت خضعت لفحص جديد مؤخرا، وتبين إيجابية الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19).
وقال المريض، الذي تعافى بالكامل في وقتها، إنه لا يعرف من أين أصيب بعدوى الفيروس، نظرا لأنه لم يسافر إلى أي منطقة متضررة.
وتمثل معرفة أول حالة إصابة بالفيروس مفتاحا لفهم كيفية انتشاره.
ماذا نعرف عن الحالة الجديدة؟
قال كوهين، رئيس طب الطوارئ في مستشفيي "أفيسين" و"جان-فردييه" بالقرب من باريس، إن المريض كان يبلغ من العمر 43 عاما، وهو من بلدية بوبيني، شمال شرقي باريس.
وكانت تظهر على المريض أعراض عُرف بعد ذلك أنها الأعراض الرئيسية للإصابة بفيروس كورونا، مثل السعال الجاف والحمى وصعوبة التنفس.
ودخل المريض المستشفى في 27 ديسمبر/كانون الأول، قبل أربعة أيام من إبلاغ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الصين باكتشاف حالات إصابة غير معروفة السبب بالالتهاب الرئوي في مدينة ووهان الصينية.
وقال المريض الفرنسي لقناة "بي إف إم" الإخبارية الفرنسية إنه لم يسافر قبل مرضه.
وأضاف كوهين أن اثنين من أطفال المريض أصيبا بالفيروس، بيد أن الزوجة لم تظهر عليها أي أعراض إصابة، مشيرا إلى أن زوجة المريض كانت تعمل في متجر "سوبر ماركت" يقع على مقربة من مطار "شارل ديغول"، وربما تواصلت مع أشخاص كانوا قد وصلوا لتوهم من الصين.
وقالت زوجة المريض: "غالبا يأتي الزبائن من المطار مباشرة، وهم لا يزالون يحملون حقائبهم".
وقال كوهين: "نحن نتساءل إذا كانت أصيبت بدون ظهور أعراض عليها"، ودعا إلى إجراء المزيد من التحقيق.
لماذا يمثل ذلك أهمية؟
كانت أول ثلاث حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا أُعلن عنها في البلاد في 24 يناير /كانون الثاني، من بينهم حالتان تبين ذهابهما إلى مدينة ووهان الصينية، التي اكتشف فيها تفشي المرض أول مرة، بينما الحالة الثالثة لأحد أفراد العائلة المقربين.
وتشير نتيجة الاختبار الإيجابية هذه إلى أن الفيروس كان موجودا في فرنسا في وقت مبكر عن المعلن عنه، وقد يغير ذلك فهم كيفية انتشاره.
وقال كوهين لبي بي سي: "هذه الحالة ستسمح لنا بمعرفة أفضل بشأن تطور الفيروس على الأراضي الفرنسية".
وقال رولاند كاو، أستاذ علم الأوبئة البيطرية وعلوم البيانات بجامعة أدنبره، إن هذه الحالة، إن تأكدت بالفعل، تبين مدى السرعة التي يمكن أن تنتقل بها العدوى من منطقة تبدو بعيدة عن العالم إلى مكان آخر.
وأضاف كاو: "يعني ذلك أن المهلة المتاحة لدينا للتقييم وصنع القرار قد تكون قصيرة للغاية، مع التأكيد على ضرورة الاستعداد والتخطيط والتواصل العالمي السريع لمواجهة تهديدات الأمراض".
وساد اعتقاد حتى الآن أن أول حالة عدوى بالفيروس داخل أوروبا كانت لرجل ألماني أٌصيب بعدوى المرض من زميل صيني زار ألمانيا خلال الفترة بين 19 و 22 يناير/كانون الثاني.
كما اضطرت الولايات المتحدة مؤخرا إلى مراجعة الجدول الزمني لانتشار فيروس كورونا بها، بعد أن كشف فحص بعد وفاة مرضى، أجرته كاليفورنيا، أن أول حالة وفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة كانت قبل شهر تقريبا من التاريخ المعلن.
كيف اكتُشفت الحالة الجديدة؟
قال كوهين لقناة "بي إف إم" الفرنسية إنه أجرى مؤخرا فحصا شمل ملفات المرضى الذين دخلوا المستشفى يحملون أعراضا تشبه أعراض الأنفلونزا في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/كانون الثاني.
وأضاف أنه اختبر مسحات 14 مريضا.
وقال: "أعدنا اختبار مسحات الأنف التي أجريت في ذلك الوقت في مسعى لرصد آثار فيروس كورونا".
وأضاف: "من بين 14 مريضا، كانت نتيجة اختبار أحدهم إيجابية. أجرينا اختبار المسحة مرتين أخريين للتأكد من عدم وجود خطأ ما. وكانت النتيجة في المرتين إيجابية".
وقال كوهين إنه أخبر وكالة الصحة الوطنية الفرنسية، وحث علماء الفيروسات الآخرين على إعادة اختبار المسحات في مستشفياتهم لرصد الإصابة بفيروس كورونا.
وأضاف أنه من المقرر إصدار تقرير كامل في وقت لاحق خلال الأسبوع الجاري، وسوف تنشره الدورية الدولية لمضادات الميكروبات.