06-05-2020 09:32 AM
بقلم : الدكتور مهند صالح الطراونة
تمر الإنسانية جمعاء في مخاض عسير وإختبار عسير لمدى تحقق (أنسنة الأنسان) في كل فرد فينا، وهو مصطلح لسيدي صاحب السمو الملكي سمو الأمير الحسن بن طلال يحفظه الله ويرعاه أطلقه ويطلقه دوما للتأكيد على أن قيمة الإنسان تكمن في إنسانيته التي لاتعد ركيزة أساسية رحاها تضامن البشر وتعاضدهم ضد أي خطر يحدق بهم ، وإن هذا الظرف العسير يدفعنا بالتفكير جليا بحلول وبدائل تخرجنا من التحديات التي تواجه البشرية، ويجعل جميع الدول حكومات وشعوب مسؤولين مسؤولية جماعية مشتركة .
ولعل من أهم هذه الحلول والتي تحتاج منا ومن العالم الإسلامي أجمع إلى تعزيز ونشر وتطبيق مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال يحفظه الله ويرعاه في (مأسسة صندق عالمي للزكاة) ، وأقول أن هذا الظرف جاء ليشكل فرصة مناسبة لنا لإطلاق هذه المبادرة وخير اختبار لكشف مدى إنسانيتنا، و كشف مدى تحقق جوهر الإيمان فينا ومدى تعظيم شعائر الله في قلوبنا نحن المسلمين ومنها فريضة الزكاة وهي السبيل الوحيد للتمكين في الأرض والتعاضد الاجتماعي وانموذج رباني للتكافل الإنساني الاجتماعي وقد جعلها الله عز وجل بعد الصلاة في اكثر من موضع في القرآن الكريم لتمكين الانسان في ارضه مصداقا لقوله تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) ، وهي فرصة مناسبة لتوحيد الجهود الدولية جماعات ومؤسسات ومنظمات دولية والخروج في آليات مبرامج لتنفيذ هذه المبادرة .
وتكمن أهمية مبادرة مأسسة صندوق عالمي للزكاء في تعزيز قيم الرحمة والتعاضد الاجتماعي الذي يخفف من المعاناة التي تواجه البشرية ومن تداعيات هذه الجائحة اقتصاديا ، هذا البلاء الذي وقفت جميع الدول العظمى بكامل جاهزيتها الاقتصادية والتكنولوجية والطبية والبيولوجية عاجزة مرتبكة امامه وامام السيطرة عليه ، ولعل في رسالة الإسلام خير أنموذج للرحمة والتعاضد والتكافل من خلال تفعيل مؤسسة عالمية للزكاة .
ولعل من حسن الطالع الإشارة هنا إلى بعض المبادرات والنداءات التي تمخضت عن مبادرة صاحب السمو الملكي منها مبادرة التكافل والتضامن التي اطلقها مجموعة من علماء ومفكرين العالم الإسلامي بإشراف منتدى الفكر العربي في عمان ،وأيضا بعض الفتاوي الدينية التي تتضمن جواز تعجيل الزكاة لعام أو لعامين ـ بل واستحباب التعجيل فيها وخاصة ونحن بشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار فإن افضل أوقات الزكاة ، ولقد قدر هذه الفتاوي قيمة الزكاة لو تحققت بإشراف الدول والمنظمات في اربعمائة مليار دولار في العالم الإسلامي ، ولعل هذا مايؤكد عالمية وشمولية أحكام التشريع الإسلامي وكمالها والتي يقف أمامها كل أباع وكل ابتكار وكل نظية أقتصادية .
أخيرا هذه دعوة للرجوع إلى الطبيعة والفطرة الإنسانية في الرحمة والمودة والتكافل والتصالح مع النفس وتعظيم شعائر الإسلام في قلوبنا نحن المسلمين من خلال في تعزيز فريضة الزكاة على صعيد الافراد والمؤسسات والدولة الواحدة والعالم الإسلامي للخروج من هذه الجائحة ومن تداعيتها الاقتصادية التي ستكون أليمة على الكثير .
tarawneh.mohannad@yahoo.com
الدكتور مهند صالح الطراونة
جامعة العقبة للتكنولوجيا