06-05-2020 11:20 PM
بقلم : علي نجيب الدلكي
بعد كل الذي تم وما سيتم وبعد كل التطورات والتوقعات داخليا وخارجيا بخصوص هذا الوباء الخبيث وما يرافق ذلك من تكهنات منها الايجابي ومنها السلبي وخصوصا بعدم التوصل إلى لقاح فعال في المنظور القريب وكل الاجتهادات في هذا الخصوص حيث أن الايجابي منها يبشر بأن الوقت ليس بالقريب فإن ذلك يتطلب منا أن نتأقلم مع هذا الوباء وان نتعامل معه بمنتهى الذكاء والحكمة والواقعية... مطلوب ان نقر بالأمر الواقع وان لا يصيبنا الإحباط ونبقى سلبيين في مسيرة حياتنا اليومية... مطلوب ان نعود لممارسة نشاطنا اليومي وان نسرع عملية الإنتاج في ظل كورونا ولكن بمزيد من الالتزام والحذر سيما وأن الوقاية منه لا يتطلب منا الكثير وليس به من التعقيد فكل ما هو مطلوب الإبتعاد والاخذ بالاسباب الموجبه للوقاية وهي استخدام القلفز والكمام واستخدام المعقمات وغسل اليدين باستمرار ... وهي سلوكيات اذا ما نظرنا لها بجدية وواقعية فإنها مطلوبه حتى في الظروف الطبيعية وخصوصا عادات التقبيل والازدحام الغير مبرر في المناسبات الاجتماعية وكم كنا نحذر من ذلك ما قبل كورونا لتجنب العديد من الاوبئة التي تؤثر صحيا وماديا على اسرنا... قطعا اصبح من الضروري ان تتغير كثير من السلوكيات التي فرضتها علينا بعض العادات والتقاليد وأهمها السلوكيات الاستهلاكية الغير منظمة وغير منضبطة والتي تستنزف الكثير من امكاناتنا المادية وترتب علينا التزامات مالية نحن بغنا عنها... قد يكون من الصعوبة بمكان عند البعض الاتجاه نحو التغير المطلوب حفاظا على إرث قديم او خشية من انتقاد البعض له... وحتى نتخطى هذة العقبة لا بد من أن تتولى هيئات المجتمع المحلي وأصحاب الرأي والفكر والتأثير في مجتمعاتنا بالمبادرة في إطلاق المبادرات التي تشجع وتساعد على اتخاذ خطوات عملية في مجتمعاتنا وان يكون هناك مدونات سلوكية يشارك في صياغتها وبتشاركية أبناء المجتمع بمختلف اطيافهم والاذرع المعنية بذلك من قبل الدولة الأردنية كالاوقاف ووزارة الثقافة والشباب والجامعات والحكام الاداريين... لا بد من البدء واخذ الخطوة الأولى بهذا الاتجاه لان ذلك سيساعدنا جميعا في أن نخطوا خطوات كبيره وموثوقة باتجاه الطبيعية في الحياة والطبيعية في عودة القطاعات الإنتاجية وبكامل طاقتها للتخفيف من الآثار السلبية المترتبة على أزمة كورونا والذي من شأنه ان يسرع عملية التعافي المنشود آخذين بعين الاعتبار انه ما زالت التشاركية الدولية والعالمية مفقوده في مكافحة الوباء والعمل ما زال فردي وهذا ما نوه اليه جلالة الملك في أكثر من لقاء ومناسبة ومنذ بداية الأزمة