07-05-2020 12:53 PM
سرايا - في وقت تركز فيه الاهتمام الدولي على سفينة "أميرة ألماس" التي أصيب المئات من ركابها بفيروس كورونا المستجد، لفتت وسائل إعلام إلى أن هذه ليست الحالة الوحيدة من نوعها في اليابان.
وذكّرت وكالة "رويترز" في تقرير نشرته اليوم الخميس بقصة سفينة إيطالية تحمل اسم "كوستا أتلانتيكا"، رست في ميناء ناغاساكي في 29 يناير الماضي، قبل سبعة أيام من فرض حكومة طوكيو عزلة على "أميرة ألماس" الراسية في ميناء يوكوهاما.
وكان على متن "كوستا أتلانتيكا" عند دخولها الميناء قادمة من الصين فقط الطاقم المؤلف من 623 فردا.
وعلى الرغم من قضية "أميرة الماس" التي كانت تتطور في نفس الوقت، لم تتخذ السلطات اليابانية خلال نحو ثلاثة أشهر أي إجراءات احترازية تحسبا لإمكانية تفشي الفيروس التاجي على متن السفينة، ولم تفرض قيودا على تحركات أفراد طاقمها.
وفي 6 مارس، قبل شهر من إعلان حالة الطوارئ الصحية في اليابان، أوصت السلطات المحلية في ناغاساكي المواطنين بالبقاء في منازلهم، لكن الشركات والمشاريع المحلية، بما في ذلك المطاعم والمقاهي، لم تتوقف عن العمل، وكان بين زبائنها أفراد من طاقم السفينة..
وبعد ثمانية أيام، عندما تم رصد أول إصابة بكورونا في ناغاساكي، طلبت شركة Costa Cruises المشغلة لـ""كوستا أتلانتيكا" وشركة "ميتسوبيشي" للصناعات الثقيلة التي تشغل الرصيف الذي رست فيه السفينة من طاقمها البقاء على متنها، لكن بعض هؤلاء لم يتجاوبوا مع هذا الطلب.
وأكدت السلطات المحلية أن أكثر من 30 شخصا غادروا السفينة أو صعدوا إلى متنها خلال فترة بين 1 و20 أبريل، قبل أن يتم تسجيل أول حالة لكورونا على متنها وفرضت عزلة عليها.
وأوضح مسؤول في وزارة الصحة يتعامل مع أزمة "كوستا أتلانتيكا" أن الحكومة لم تكن مخولة بإصدار قرارات إلزامية وإجبار طاقم السفينة على تطبيقها.
ومنذ ذلك الحين، تم تشخيص 149 إصابة بكورونا على متن "كوستا أتلانتيكا" وتم نقل خمسة مرضى إلى المستشفى، ما يجعل من السفينة إحدى أكبر بؤر الوباء في اليابان.
وبعد نحو أسبوعين من تشخيص أول إصابات بكورونا على متن السفينة، شرعت شركة Costa Cruises في سحب أفراد طاقمها الأصحاء وإعادتهم إلى دولهم، وحتى الثلاثاء الماضي تم إجلاء 181 شخصا، معظمهم إندونيسيون وفلبينيون، من السفينة.
واعتذرت شركة "ميتسوبيشي" للصناعات الثقيلة أمام سكان ناغاساكي عن "إحداث قلق" و"سوء التفاهم" وعدم تقديم توضيحات ملموسة بشأن تحركات أفراد طاقم السفينة الموبوءة.
وأوضحت الشركة أن Costa Cruises تتولى إجراء الفحوصات على متن السفينة ومتابعة تحركات طاقمها، فيما يقتصر دور "ميتسوبيشي" على الرقابة على مدخل الرصيف وقياس درجة حرارة كل من يدخله.
وأشارت "رويترز" إلى وجود تساؤلات ملموسة بشأن طريقة تعامل الحكومة اليابانية مع "كوستا أتلانتيكا"، حيث يعتقد خبراء في مجال الصحة العامة أن عدة عوامل أسفرت عن تفشي كورونا على متن السفينة، وهي عدم اتخاذ إجراءات إضافية بغية تقليص خطر تفشي الفيروس التاجي في السفن السياحية بعد قضية "أميرة الماس"، وعجز القانون المحلي عن التعامل مع المشكلة وضيق نطاق الفحوص في البلاد وخاصة في ناغاساكي.
وحذر الخبير في مركز الأمن الصحي في جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، أميش أدالجا، من أن النهج الذي تتبعه حكومة طوكيو بحق "كوستا أتلانتيكا" حاليا يهدد بتحويلها إلى "أميرة الماس" ثانية.