08-05-2020 11:17 AM
سرايا - عبدالله بن أم مكتوم هو عبدالله بن قيس بن زائدة ابن خال السيدة خديجة -رضي الله عنها- أمُّ المؤمنين، واسم أمِّه عاتكة بنت عبدالله بنت عنكثة، ويُقال كان اسمه الحُصين فسمَّاه النبيِّ عبدالله، أسلم في مكة وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، كما أنَّه كان أوَّل من هاجر إلى المدينة وكان يتسابق هو ومصعب بن عمير على أهل المدينة ليقرآنهم القرآن ويفقهوهم بالدَّين، وكان ابن أمَّ مكتوم ضريرًا فقد ذهب بصره وهو غلام؛ لذلك كان النبيُّ يستخلفه في المدينة في عامَّة غزواته، وقد استخلفه النبيُّ ثلاث عشرة مرَّة، كما أنَّه كان يؤذن للصلاة تارةً ويقيم لها تارةً أخرى، وقد نزلت به السورة الكريمة سورة عبس فهو الصحابيِّ المقصود بالآية الكريمة {عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَن جاءَهُ الأَعمَى}.
سبب نزول سورة عبس أتى عبدالله بن أم مكتوم إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وكان يناجي مجموعة من عظماء قريش وهم: عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وعباس بن عبد المطلب وأبيًا وأمية ابني خلف لدعوتهم إلى الله -عزَّ وجلَّ- راجيًا إسلامهم، فطلب حينها من النبيِّ أن يُعلِّمه القرآن ويُفقِّه في الدين وكرر ذلك على النبيَّ حتى ظهرت الكراهية في وجه النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فعبس في وجهه وأعرض عنه وعاد إلى من كان يدعوهم فنزلت هذه الآيات الكريمة وقد كان النبيُّ بعد ذلك يمازحه ويقول له إن رآه: مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي، وسبب وصف الله تعالى لابن أمِّ مكتوم بالأعمى لإشعار النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بعذره عندما قطع كلامه؛ حيث لو أنَّه رأى النبيَّ مشغولًا بصناديد قريش لما قَدِم على قطع الكلام بالإضافة إلى ترقيق قلب النبيِّ عليه.
من هو الصحابي؟ الصحابي : هو من لقيَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وآمن به ثم مات على الإسلام، ويخرج من ذلك من لقيَه كافرًا ثم أسلم بعد وفاته وكذلك من ارتدَّ عن الإسلام وإن لقيَ النبيَّ مؤمنًا، ولا فرق بين النساء والرجال في ذلك، ويُقسم الصحابة إلى قسمين: المهاجرين وهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة نصرةً للنبيَّ -صلى الله عليه وسلم- تاركين أموالهم وممتلكاتهم والأنصار وهم الذين أسكنوا النبيّ عندهم واستقبلوه مع المهاجرين وآمنوا معه وقاموا بحمايته، وقد كان للصحابة دورٌ كبير في نشر رسالة الإسلام، وقد مدحهم الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود} وسيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن الصحابيِّ الجليل عبدالله بن أم مكتوم وسبب نزول سورة عبس.
وفاته استُشهد في القادسية في السنة الرابعة للهجرة حيث أنَّه ندب نفسه لحمل راية المسلمين أو الموت دونها.
.
اعرف الضوابط الشرعية قصة صحابي قدمه عند الله أثقل من جبل أحد.