09-05-2020 01:57 AM
بقلم : علي نجيب الدلكي
لم نكن نتوقع ان تكون هكذا وبهذة القسوة بعد ثمانية ايام من صفر الاصابات... هذا يقودنا إلى أن نقف مع أنفسنا وندقق في المشهد اكثر واكثر وهذا يتطلب منا الجدية الخالية من المجاملات على حساب الوطن والمواطن... الحقيقة وليس غير الحقيقة انه مازال البعض غير آبه بخطورة الوباء وينظر إليه بكل استهتار وعدم مبالاة وهذا البعض يقنع نفسه ببعض الأفكار التي ما انزل الله بها من سلطان حتى ذهب بهم التفكير على أنه لعبه سياسية تمت بين كبريات الدول للتنافس على قيادة العالم ولم يأخذ العبرة مما يشاهد من مناظر مؤلمة لما يحدث في دول العالم اجمع ولم تنال منه مناظر المستشفيات وهي تغص بالمصابين الذين انهكوا القطاعات الصحية واستنزفت قدرات غالبية الدول حتى المقتدرة منها... ولا يستوي لديهم كيف ان الدول أصبحت تعاني من ضائقة مالية سيطول اثرها وامدها... ألم تاخذ منهم ومن مشاعرهم واحساسهم وقع وصف الانتكاسة التي أطلقها معالي وزير الصحة وبكل حرقة على ما حدث في المفرق... حقيقة لا غبار يلفها ان لم تكن الانتكاسة تحدث صدمة نصحوا منها على أنفسنا وواقعنا وان لم تحدث التغيير في سلوكنا وتعاطينا مع الوباء وننهض من جديد فإن الأمر سيكون صعبا جدا في المستقبل سيما وأننا مقبلون على إجراءات كان من المفروض ان تتم في الأمد القريب وبامر جلالة الملك للتسهيل على المواطنيين وعلى أبناء الوطن في ديار الغربة... مع كل المعطيات وما طرأ من مستجدات اخيرا وجب وضع خطة استراتيجية لتكثيف التوعية والارشاد من جديد ووضع الحقائق على الطاولة لعل وعسى أن يحدث الله أمرا.... وبخلاف ذلك من المؤكد ومن باب الواجب الوطني لكل مسؤول يعمل لمجابهة الوباء ان يضع جميع الخيارات التي تضمن السلامة للجميع وهنا حتما سوف تكون قاسية على الجميع وسوف تؤثر على عودة جميع القطاعات إلى طبيعتها كما كان مأمول وما له من آثار سلبية على مستقبلنا الاقتصادي والذي سينعكس على المستوى المعيشي للجميع... لذلك علينا أن نفاضل بين الخيارات وما يجب أن تكون وما يقرر هو بأيدينا وما سنكون عليه من تجاوب وتعاون مع التعليمات التي تصدر... ليس من المنصف ان نلقي باللوم على الحكومة وخلية الأزمة لوحدها دون أن نلوم أنفسنا ونقر بأن مكافحة الوباء حاليا وفي ظل عدم وجود لقاح ناجع له لن يتم الا بعقد تشاركية واضحة مع الجهات جميعها مبنية على الثقة المتبادلة والشفافية في تطبيق الإجراءات وتطويرها حسب مقتضيات واقع الحال....