09-05-2020 01:59 PM
بقلم : الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس
رغم ما جرته هذه الجائحة علينا من اثار ، ورغم ما تركته في نفوسنا من خوف ، ورغم الجهود التي بذلت لمواجهتها، ورغم مساسها بادق تفاصيل حياتنا ، الا انني كمواطنة اردنية اقف لاحيي كورونا ، ولاقول لها شكرا،لكي لا يفهمني البعض خطأ ، فاني اهمس في اذانكم واخاطب فيكم الضمير ، واضع حجتي بين ايديكم .
احصائيات لطالما اعلنتها مديرية الامن العام تتعلق بحوادث الطرق ، والمشاجرات ، والعنف وغيرها من مسببات حصدت الكثير من الارواح،
اربعون يوما وتزيد مرت على بداية الحظر الذي فرضته الحكومة مشكورة ، لتجنبنا تبعات جائحة كورونا ، اربعون يوما مرت علينا كوطن ومواطنيين ، بسلام وطمأنينة دون نشر تقارير عن حوادث المركبات ( ربما حالات فردية لا مسؤولة ) و ما تجره من ويلات ، من حصد لارواح لا حول لها ولا قوة .
بالامس اعلنت الحكومة عن العديد من الاجراءات ، ومنها السماح وبدءا من يوم الاربعاء لوسائل المواصلات برمتها اعادة الانتشار في شوارع المملكة. هذا القرار اعادني للوراء قليلا لكن ليس ببعيد ، اعادني الى كم التقارير التي كانت مديرية الامن العام توضح من خلالها حصيلة الوفيات من ضحايا حوادث السير . فعلى سبيل المثال طالعت احد هذه التقارير الذي يذكر بانه منذ مطلع العام الحالي بلغ عدد الوفيات جراء حوادث السير (٣٤) حالة خلال شهر كانون الثاني ( ٢٠٢٠) ، توقفت هنا لبرهة ، هل كان انتشار وباء كورنا ارحم بنا من مركباتنا ؟ ام اكثر خوفنا علينا من شرذمة كانت لا تلقي بالا للتعليمات والقوانيين التي كانت ترمي بها عرض الحائط ؟ فمنذ بداية هذه الجائحة وانتشار هذا الوباء سجل في المملكة (٧) حالات وفاة ، (والحمدلله ) من قبل وباء لا يميز بين كبير وصغير ، غني او فقير ، ذكر ام انثى ، فالكل عنده سواسية كاسنان المشط ، لكن الغلبة فيه وفي الاجهاز عليه تكمن فينا نحن كمواطنيين ، وفي اذعاننا لمجموعة من وسائل السلامة العامة ، التي تجنبنا اياه ، وتجنبنا شره ، منذ الاربعاء ستعود الحياة للشوارع والمحال التجارية ، نحن الان في تحد مع انفسنا ، فهل نحن الان في امان ، ونعود لحياتنا الطبيعية نصول ونجول وكأن شيئا لم يكن ؟ على العكس تماما فهذا لا يعني اننا الان في امان من هذا الوباء من جانب ، ومن حوادث السير من جانب اخر، ومن الاستهتار من فئة كانت وكأنما هي في سجن وحانت ساعة الخروج لتصول وتجول كما يحلوا لها، اليوم نحن في تحد مع انفسنا كمواطنيين ، كمسؤولين عن ارواحنا وارواح الاخرين ، لنكون في تحد مع الزمن ، ولنكون اكثر خوفا على بعضنا البعض ، فليس الكورونا احن علينا من انفسنا ، فبلغة الارقام هل كانت كورونا احن على انفسنا وبعضنا منا بحصدها لارواح اقل بكثير من حصد بعضنا لارواح غيرنا ؟ علها اي كورونا تجعلنا نعيد تقييم الذات ، وتعيد لنا انسانيتنا ،ومسؤوليتنا امام الله وانفسنا ووطننا ، هل ايقنتم الان لماذا الشكر لكورونا ؟ همسة في اذني واذنكم
.