12-05-2020 02:52 PM
سرايا - أصدرت منظمة الصحة العالمية مزيدا من الإرشادات والمبادئ التوجيهية الجديدة بشأن الرفع التدريجي للإغلاق، وإعادة فتح المدارس وأماكن العمل، في وقت تجاوز فيه عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا أربعة ملايين حالة في جميع أنحاء العالم.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، إن هناك 3 أسئلة رئيسية يتعين على الدول طرحها قبل رفع عمليات الإغلاق، هي: "هل الجائحة تحت السيطرة؟، هل نظام الرعاية الصحية قادر على التعامل مع عودة الحالات التي قد تنشأ بعد الاسترخاء في بعض الإجراءات؟، وهل نظام مراقبة الصحة العامة قادر على اكتشاف الحالات وإدارتها وتتبعها وتحديد عودة ظهور الحالات؟".
وأضاف غبريسوس أن هذه الأسئلة الثلاثة يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان بالإمكان رفع الإغلاق ببطء أم لا، قائلا إن "رفع الإغلاق أمر معقد وصعب"، لافتا إلى بدء عدة دول رفعا تدريجيا لأوامر الحجر المنزلي والقيود الأخرى الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن "الكثير من هذه البلدان استغلت هذا الوقت لتكثيف قدرتها على اختبار المرضى وتتبعهم وعزلهم ورعايتهم".
وتابع أن تدابير الإغلاق هذه كان لها تأثير ضار على حياة العديد من الناس، مشيرا إلى أن "رفع الإغلاق ببطء وثبات هو أمر أساسي لتحفيز الاقتصادات والمراقبة اليقظة للفيروس حتى يمكن تنفيذ تدابير المكافحة بسرعة إذا تجدد ارتفاع في حالات الإصابة".
وتطرق تيدروس إلى كوريا الجنوبية والصين وألمانيا، باعتبارها أمثلة للتحديات التي تنتظرنا بعد رفع الإغلاق، حيث شهدت البلدان الثلاثة ارتفاعا نسبيا في عدد حالات الإصابة بعد رفع الإغلاق.
وقال إن الدراسات المصلية المبكرة تشير إلى أن نسبة منخفضة من السكان لديهم أجسام مضادة لكوفيد-19، مما يعني أن معظم السكان لا يزالون عرضة للفيروس، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل بشكل وثيق مع الحكومات لضمان بقاء تدابير الصحة العامة الرئيسية في مكانها للتعامل مع التحدي المتمثل في رفع حالات الإغلاق.
وبين أن الحزمة الشاملة من التدابير هي مجموعة أدوات أكثر فاعلية لمجابهة الفيروس إلى حين توافر اللقاحات.
"توجهات فتح المدارس"
عند التفكير في قرار إعادة فتح المدارس، دعا تيدروس صناع القرار إلى التفكير في عدد من العوامل الرئيسية منها تقييم قدرة المدارس على الحفاظ على تدابير الوقاية والسيطرة.
وأوضح أن هناك حاجة إلى فهم واضح لكيفية انتقال الفيروس لدى الأطفال شدته عليهم، إضافة إلى أنه يجب مراعاة المواقع الجغرافية للمدارس وارتباط ذلك بانتشار كوفيد-19، والقدرة على الحفاظ على تدابير الوقاية والتحكم بالمرض داخل محيط المدرسة.
"توجهات فتح أماكن العمل"
وأصدرت المنظمة العالمية خلال عطلة نهاية الأسبوع مبادئ توجيهية جديدة مفصلة بشأن إعادة فتح أماكن العمل، حيث أوصت المنظمة بضرورة إجراء تقييم للمخاطر فيما يتعلق بالتعرض المحتمل للعمال لمخاطر كوفيد-19، وهذا يشمل تنفيذ تدابير لمنع انتشار الفيروس.
ودعا تيدروس أماكن العمل إلى ضرورة أن تضع خططا للوقاية من كوفيد-19 كجزء من خطة عملها الشاملة، مشددا على ضرورة أن تتضمن هذه الخطط أيضا تدابير لحماية الصحة والسلامة والأمن.
وأعلن تيدروس إصدار منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز نماذج جديدة بشأن مرض الإيدز، حيث تسلط هذه النماذج الضوء على أهمية اتخاذ خطوات فورية لتقليل الانقطاعات في الخدمات الصحية والإمدادات من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية خلال جائحة كوفيد-19.
وتشير أسوأ الاحتمالات، وفقا لوكالة الصحة الأممية، إلى وفاة 500 ألف شخص، في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، خلال العام المقبل، في حال حدوث اضطراب لمدة 6 أشهر بشأن العلاج المضاد للفيروسات الرجعية، حيث حذر تيدروس من أن ذلك يمكن أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء بأكثر من عقد، عندما تم تسجيل أكثر من 950 ألف حالة وفاة؛ بسبب الإيدز في المنطقة في عام 2008.
وشدد تيدروس على ضرورة ضمان وصول الإمدادات العالمية من الاختبارات والعلاجات لكل من فيروس نقص المناعة البشرية والسل إلى البلدان والمجتمعات الأكثر احتياجا لها. وأضاف:
"يجب علينا إنقاذ الناس من كـوفيد-19 وفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض الأخرى التي تهدد الحياة. فحتى الانقطاعات قصيرة الأمد للعلاج تشكل تهديدا كبيرا لصحة الشخص وإمكانية نقل فيروس نقص المناعة البشرية" بحسب تيدروس.