15-05-2020 03:28 PM
سرايا - الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة ، و فرض من فرائضه ، ثم فرضها في المدينة المنورة في شوال في السنة الثانية من الهجرة بعد فرض رمضان و زكاة الفطر
الزكاة :
الزكاة هي فريضة على كل مسلم بالغ عاقل يملك نصاباً من المال و قد فرضها الله حين قال : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها [سورة التوبة 104] و قال تعالي كذلك : و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة [ سورة المزمل ]
الحكمة من الزكاة :
تطهير النفوس من صفات مثل البخل و الشح و الطمع
مواساة الفقراء و سد الحاجات للأشخاص المعوزين و المحرومين
السيطرة على تضخم أموال الفقراء و ازديادم غناء بينما يزداد الفقراء على فقرهم ولا ينحصر أموال المجتمع في فئة واحدة
أنواع الزكاة في النقود :
تجب الزكاة على خمس أنواع من الأموال هما :
النقود : سواء كانت سبائك أو مضروبة أو كانت حليا من ذهب أو فضة ونصابها هو (85 غراما) من الذهب والمال
الفضة : نصابها (700 غراما)
الأنعام : و هي الإبل و نصابها أن تكون خمساً من الإبل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ليس فيما دون خمس صدقة (متفق عليه)
زكاة البقر : فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : في كل ثلاثين تبيع ، و في كل أربعين مسنة
( رواه أبو داود والترمذي و صححه ابن حبان و الحاكم)
زكاة الغنم : لقول النبي صلى الله عليه وسلم: في كل أربعين شاة شاة
شروط وجوب الزكاة :
يجب أن تكون من إنسان مسلم ( يجب أن نعلم أنه لا يُشترط أن يكون الشخص بالغاً أو عاقلاً
-ذلك تبعا للراجح من قول العلماء ، و على هذا فتجب الزكاة في مال الصغير و المجنون ، و ذلك بأن يخرجها عنه وَلِيُّه)
يجب أن يكون إنسان حر طليق ليس عبد ، و لكن يجب التنويه أن العبودية قد قضى عليها الإسلام منذ زمن فلا نجدها ف زماننا هذا
3- أن يكون المال مملوكاً لصاحبه ملك تام و مستقراً لديه
يجب أن يكون المال ينمو و يزداد أو على الأقل يكون قابلا للزيادة ، مثل الإبل
فهي تلد و تتكاثر و الزرع فهو يثمر ، و التجارة التي تزداد و تزدهر ،
و كذلك النقوم القابلة للزيادة ، و ذلك تبعاً لقول الرسول صلى الله عليه و سلم
ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة (رواه البخاري)
و قد قال الإمام النووي : أن هذا الحديث هو أصل في أن الأموال المعدة للاقتناء أو للادخار فقط لايجب عليها زكاة
يجب أن يكون المال متبقي عن الحاجات الأساسية مثل :
المأكل و المشرب و المسكن و الملبس و النفقة على البيت و الزوجة و الأولاد و من يلتزم الفرد بنفقتهم
الحول : يجب أن يمر على امتلاك الشخص للنصاب عاماً هجري كامل ،
ذلك لقوله صلى الله عليه و سلم : لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول
[رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد حسن]
ذلك فيما عدا الزروع و الثمار لقوله تعالى : وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [سورة الأنعام : 141]
أيضاً نتاج بهيمة الأنعام ، و ربح التجارة ، حيث يكون حولها حول أصلها
السوم : وهو رعي بهيمة الأنعام بلا مؤنة ولا كلفة ، فإذا كانت الأنعام معلوفة لأكثر من عام و هناك تكلفة في رعيها فلا يوجد لها زكاة عند أغلب الجمهور
الحديث الشريف : في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون [صحيح ابن خزيمة]
أما في كتاب سيدنا أبي بكر رصى الله عنه فقال : و في الصدقة الغنم في سائمتها .. [رواه البخاري]
و هذا يدل على تقييد الزكاة بالسوم
ملك النصاب : النصاب هو المقدار الذي قام بتشريع وجوب الزكاة بوجب بلوغه ،
فالفقير الذي لا يملك شيئاً لا يجب عليه شيء أو زكاة ، و أما من يملك مقدار أقل
من النصاب فلا زكاة عليه ، و يجب المعرفة بأن النصاب يختلف من مال إلى مال
أنواع الزكاة عامة :
زكاة الأوراق البَنكية والسندات
زكاة الفطر ( الزكاة الواجبة في الذمة)
زكاة الرِّكَاز(وهو كل شيءٍ له قيمة، قد دُفِنَ في الأرض مِن أيام الجاهلية كما سيأتي)
صدقة التطوع ، و هي ما يقوم المسلم بإخراجه إحساناً إلى غيره ، طلباً لزيادة الأجر من الله
حكم الزكاة :
الهدف الرئيسي منها ليس فقط أخذ المال من الغني و إنفاقه على الفقير و لكن ،
التحلي بنعمة التخلي حتى لا يصبح الإنسان عبداً للمال بل يصبح سيداً له
قال الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
مصارف الزكاة :
الفقراء : الفقير من لم يكن لديه من المال ما يسد حاجته وحاجة من يعول
و المساكين : وهو قد يكون أخف فقرا من الفقير أو أشد
ابن السبيل : وهو المنقطع عن بلده فيتم إعطاؤه من مال الزكاة ما يسد به حاجته
في الغربة و حتى إن كان غنيا في بلاده ، نظرا لما تعرض له من فقر أثناء سفره و انقطاعه عن بلده و أمواله
المؤلفة قلوبهم: المؤلف قلبه هو رجل مسلم يكون ضعيف الإسلام
و لكن تكون له الكلمة النافذة في قومه ، فيعطى من الزكاة تأليفا لقلبه ،
وجمعا له على الإسلام مرة أخرى رجاء بذلك أن يعم نفعه و يكف شره
العاملون عليها : و هم الجباة و السعاة الذين يسعون لجمعها و توزيعها لمصادرها
في الرقاب : هم العبيد و الرقيق الذين يرجى تحريرهم
الغارمون : الغارم هو الشخص المدين المعسر الذي لديه
دينا في غير معصية الله و رسوله فيتم إعطاؤه من الزكاة ما يساعده على سداد دينه
في سبيل الله : المراد بها هنا هو العمل الذي يوصل إلى مرضاة الله
و جناته و بالأخص الجهاد لتبليغ كلمة الله تعالى ، و كذلك المصالح الشرعية
مثل عمارة المساجد و بناء المستشفيات و المدارس و الملاجئ للأيتام
الزكاة في القرآن الكريم :
تم ذكر الزكاة في القرآن الكريم في كثير من المواضع و هذا إن دل فيدل على قوة مكانتها في الدين الإسلامي
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [سورة البقرة 43]
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ [سورة البقرة 110]
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [سورة المائدة 55]
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [سورة التوبة ،11]
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ [سورة الحج 41]
رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ [سورة النور 37]
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [سورة النور 56]
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [سورة النمل 3]
وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [سورة البينة 5]