17-05-2020 10:19 AM
سرايا - تظهر عند 30 في المئة من المصابين بحالات متقدّمة من فيروس كورونا، جلطات دموية خطرة، بحسب خبراء طبيين.
ويقول الخبراء إنّ الجلطات، المعروفة أيضاً بالخثرات، قد تساهم بوفاة عدد من المرضى.
ويعود السبب بتشكّل تلك الجلطات، إلى الالتهابات الحادة في الرئتين، إحدى ردود فعل الجسم المعتادة على الفيروس.
وتظهر على المصابين بالفيروس حول العالم مضاعفات طبيّة متعدّدة، قد يكون بعضها قاتلاً.
وفي مارس/آذار الماضي، ومع تفشي الفيروس حول العالم، لاحظ الأطباء زيادة فائقة بمعدلات الجلطات بين المرضى في المستشفيات، خلافاً للمتوقع عادةً.
كما لاحظوا مفاجآت أخرى، من بينها اكتشاف آلاف الجلطات الصغيرة في رئات بعض المرضى.
وزادت الإصابة بالفيروس أيضاً حالات الخثار الوريدي العميق، وهي عبارة جلطات في الأقدام.
وتعدّ هذه الحالة خطراً على الحياة، إن انفصلت إحدى التخثرات عن أوردة القدم، وانتقلت في الدم نحو الرئتين، لتسدّ الدورة الدموية في الشرايين العلوية.
“ورطة حقيقية” نقل الفنان براين ماكلور إلى المستشفى الشهر الماضي، إثر إصابته بالتهاب رئوي ناتج عن فيروس كورونا.
لكن ما أن وصل، وأجرى الصور الشعاعية، حتى تبيّن أن يواجه معركة أكبر للبقاء على قيد الحياة.
يقول: “أظهرت صورة الرئتين وجودة جلطات دموية فيهما، وقيل لي إنها خطيرة جداً.
عندها بدأت أشعر بالقلق جدياً.
فهمت أنّي إن لم أتحسّن، عندها سأكون في ورطة حقيقية”.
وحالياً يتماثل ماكلور للشفاء في المنزل.
ويقول روبن آريا، وهو طبيب مختص بتخثر الدم والجلطات الدموية في مستشفى “كينغز كولدج” (لندن) الجامعي، أنّ “الأسابيع القليلة الماضية حملت فيضاً في البيانات، وبات واضحاً، في اعتقادي، أنّ التخثّر من المشاكل الكبرى”.
ويضيف الطبيب: “المشاكل تطال على وجه الخصوص مرضى كوفيد في العناية المشددة، إذ بيّنت عدّة دراسات حديثة أنّ نصفهم يعانون من انسداد رئوي وجلطات دموية في الرئة”.
ويعتقد الدكتور روبن آريا أنّ أرقام المرضى المصابين بحالات متقدمة من كوفيد، والذين يطوّرون جلطات دموية، قد تكون أعلى بنحو 30 بالمئة من البيانات المنشورة في أوروبا.
ويعمل فريق البروفيسور المتخصص بعلوم أمراض الدم، داخل المستشفى، على تحليل عينات من المرضى، تظهر كيف يغيّر فيروس كورونا دمهم، فيصير دبقاً، ما يسهّل تشكّل التخثرات.
هذا التغيير في لزوجة الدم، ينتج عن التهاب حادّ في الرئتين.
ويقول البروفيسور آريا: “نلاحظ لدى المرضى المصابين بحالات متقدّمة، تدفقاً للمواد الكيميائية في الدم، وذلك له تأثير ضار على تنشيط تخثر الدم”.
وكلّ ذلك يؤدي بالنتيجة إلى تدهور حالة المريض.
وبحسب البروفيسورة بيفرلي هانت، المتخصصة بالتخثّر، فإنّ الدمّ الدبق له تداعيات أوسع من التخثرات، لأنّه يؤدي إلى ارتفاع معدلات السكتات الدماغية، والأزمات القلبية.
وتؤكد: “نعم، الدم الدبق يساهم بارتفاع معدلات الوفيات”.
تجارب سيولة الدم وإضافة إلى كلّ هذه التحديات الطبية، تظهر دراسات أنّ الأدوية المسيّلة للدم المستخدمة حالياً لعلاج تخثرات الدم، لا تعطي دوماً المفعول المطلوب.
كما أنّ زيادة جرعات تلك العقاقير إلى مستويات أعلى، يعدّ مخاطرة بتعريض المصابين لنزيف قد يكون مميتاً.
وبحسب البروفيسور آريا، فإنّ التوازن “متزعزع” بين علاج التخثّر، والتسبّب بنزيف.
وحالياً، هناك دفع كبير للطواقم الطبية من كافة أنحاء العالم، للتعاون بهدف الوصول إلى طريقة آمنة وفعالة، لعلاج مشكلة تجلط الدم الناتجة عن فيروس كورونا.
وتجرى حالياً تجارب لإيجاد العيار النموذجي المطلوب من مسيلات الدم، لاستخدامها حول العالم.
وبالرغم من ذلك، يعتقد بعض الخبراء أنّ هناك حلاً آخر ممكن وهو البحث عن طريقة للحدّ من التهاب الرئتين الحاد، المسبب لتكوين دم دبق، أي حلّ مصدر المشكلة في الأساس.