18-05-2020 11:34 AM
بقلم : رنا الحموز
هبت صافرة الإنذار.... استيقظ من نومه.. وسمع الوطن يناديه... لملم رحاله... وودع أهله... وأعاد في مخيلته قَسَم المهنة وردّده ثم انطلق..
كان الرعب والخوف بداخله... فهو يواجه مرضاً لا يعرف عنه شيء..يخشى الإصابة... تهبط العزيمة
ثم يرى تحسنَ مرضاه فينبعث الأملُ فيه من جديد...
وكل ما تخر قواه يسمع من هنا وهناك مديحاً وتمجيداً ورفعاً للمعنويات... بالتلفاز يرى صورةَ الجند الأبيض... وفي الشوارع يرى كل الإعلانات توسمت بالأمل بهم ... يرى سمعةَ بلده بين دول العالم وكلام الجميع عن الأردن ... فيشطاط عزيمةً ووطنية فيقفل بريده الإلكتروني رافضاً كل العروض التي جائته من دول العالم..
وما زال يجوب في رحلته من العطاء والتي استمرت أكثر من شهرين ..
حتى اليوم.. اليوم تحديداً عندما لُطّخ ثوبُه الأبيض بسواد الفساد والسلب تحت إسم الوطن....
لم يكن ينتظر مكافئةً كما وعدوا... ولكن لم يكن يتوقع أن يُهضَم من راتبه الزهيد ما يزيد عن مئة دينار ويُحْرم أبناءه البعيدين عنه ملابسَ العيد وبهجته....
إذا كان الوطن يعتمد على هذا الجند من أبناء الحراثيين للوقوف على قدميه ودعم خزينته ... فكيف لهذا الطبيب أن يقرأ في الشوارع عبارات (أنتم جند الوطن فشكراً لكم بحجم الوطن!.... )
عندها سيفهم معنى "والباقي تفاصيل" .
#رنا_الحموز