20-05-2020 02:31 PM
بقلم : علاء الصقر
أثبت الأردن بفخر أداءه المميز في ادارة ملف كوفيد-19 ، فبلا شك اسم الأردن قد بات لامعا في ادارته للجائحة في بداياتها و في اثنائها، لكن كيف لبلد قليل الموارد كثير الاقتراض ان يتفوق على دول عظمى مستقرة ماليا ذات موارد ضخمة ؟ فهل الاجابة هي قوة الأجهزة الأمنية، ام لتفوق الأردن في المجال الطبي ذائع الصيت في الوطن العربي، ام حكمة الفريق الوزاري لحكومة د. عمر الرزاز؟
سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في الأردن في 2 مارس 2020 أي بعد نحو أربعة أشهر تقريبا من ظهور المرض أولا في الصين، و من اوائل الاجراءات الوقائية التي صدرت من قبل الحكومة هي ايقاف جميع الرحلات الجوية القادمة و المغادرة في تاريخ 17 مارس باستثناء حركة الشحن التجاري، و من ثم اجراءات ايقاف الجامعات و المدارس و تحويل العملية التعليمية لتصبح الكترونية، و من ثم فرض حظر تجوال شامل و جزئي و اغلاق الشركات و المحال التجارية و ايقاف الاقتصاد، و شاهدنا جميعا نزول اجهزتنا الامنية للشوارع و كما اعتاد الشعب الاردني بعكس الكثير من الشعوب ان وجود القوى الامنية هو امر مطمئن و هذا يرجع الى الصلة المتينة و الثقة بين المواطن و رجل الامن، و لم تكترث الحكومة فالبداية الى الاضرار الاقتصادية التي قد تنجم عن اغلاق الاقتصاد بل صبت اعينها على صحة المواطن وسلامته، بعكس دول عظمى كانت مخاوفها دمار اقتصادها و فضلت وفيات و بضع وفيات على هبوط المؤشرات الاقتصادية و اتبعت سياسة مناعة القطيع التي تشير ان كل ما يتم قوله عن حقوق الانسان هو لا شيئ مقابل الاوراق الخضراء، اما بالنسبة للمجال الطبي الذي يمكن وصفه بأنه المحارب الوحيد في وجه الفيروس فقد أكدت كوادرنا الطبية كما توقعنا قدرتها على المحاربة في اقوى مستوى و استخدام سلاح الاخلاص و التفاني في العمل الذي قد يكون اقوى من الأجهزة و الأدوات الطبية المتطورة، بالاضافة للتفاعل الملكي الواضح لجلالة سيدنا الملك عبدلله في ادارته للأزمة بشكل موحد و تواجده في اماكن العمل و جهوده المشكورة في متابعة عملية القضاء على الوباء، لكن هل هي الجهود الأمنية و الكفاءة الطبية و ادارة الأزمة هي السبب بتقدم الاردن في مواجهة الوباء؟
من اكثر العوامل أهمية و أحد اهم تركيبات مجابحة الفيروس هو المواطن الأردني، فقد كان ايجابي من بداية الوباء حتى هذه اللحظة و التزامه المتين حتى مع ظهور الفئة التي قد تجاوزت بعض القواعد و هذا الشيئ موجود في أي مكان في العالم، على ان الاكثرية الواضحة التزمت و ابدت كل المساندة للحكومة و الأجهزة الأمنية، فعندما سمع الأردني أن وطنه مهدد بالخطر و قد يهدد هذا الفيروس أمن الوطن، صب كل تركيزه على طريقة المساعدة في مواجهة الوباء، وهي البقاء في المنزل.
الخلاصة هي ان السبب في تقدم و تفوق الأردن على العديد من الدول في مواجهة الوباء هي اخلاص الكوادر الطبية و جهود الاجهزة الأمنية و الحكمة في ادارة الأزمة و تماسك الشعب الأردني بكل طبقاته، والنزعة الوطنية التي تصد اي خطر يواجه الوطن، هذه النزعة الموجودة لدى المواطن الأردني الغيور، و ما يسعنا الا الدعاء بانتهاء هذه الازمة و حفظ الأردن و جلالة ملكنا الذين نفخر بهما العالم.