23-05-2020 02:33 PM
بقلم : لوزان عبيدات
" إنَّ الطَّبيبَ بِطبِّهِ ودَوائِهِ " فضل الطبيب كبير عند رب العالمين وعند الإنسان بشكل كبير فهو من يفني معظم سنين عمره وهو يقوم بدراسة الطب ومعرفة اساسياته ومبادئه وكيفية ممارسة والذي يحتاج إلى جهد عملي كبير والي تركيز عالً .
يبدأ مراحل دراسته بتقديم جهد كبير وذلك من أجل اجتياز اختبارات أولية ومن ثم ينتقل الى مراحل اخرى تحتاج الى جهد مضاعف ومن ثم سنة امتياز وسنوات اختصاص وذلك من اجل ان يأتي اليوم الذي يكون فيه مؤهل بشكل كبير لمواجهة ألم المريض وتقديم مساعدته الإنسانية و التي هي أساس الطب .
ومن بعد امتحانات عملية كبيرة وتقييمات عالية المستوى وسهر وتعب وتركيز كبير في المستشفيات واخد جرعة معنويات قد تكون عاليه من قبل الاطباء وقد تكون بائسه بشأن ارتكاب خطأ أثناء التدريب ومن ثم المحاولة مرة أخرى واجتهاد اعلى تتحول هذه الجرعه من بائسه الى تأثير كبير يصطحبه امتياز في شأن معين " فالكلمة كفيلة أن تحول الطبيب من اجتهاد أدنى ، لأجتهاد أعلى ".
ولكن في ظل الازمة التي نمر بها والذي أصبح التقييم بها عن بعد لجميع الطلبة في جميع التخصصات .. هل يصلح أن يطبق هذا القانون ايضاً على طلاب الطب ؟ هل سيتمكنون من الاستفادة بشكل كبير من الامتحانات الالكترونية مثل الامتحانات العملية المطبقة في مختبرات التدريس ؟
اليوم وبعد مساواة جميع الطلبة في جميع التخصصات ومن بينهم " طلبة الطب " هل نستطيع ان نقارن بين تخصص نظري بأكملة تجري فيه تحرياتك وتحاليلك وعملياتك على صفحات من الكتب والدواء يكون قلم يتم اختيار لونه عن طريقك تقوم بصب جميع الافكار التي تدور في عقلك على ورقة بواسطته .
وبين تخصص يحتاج لسنوات عدة ومجهود لا يمكن ذكره ودراسات عديدة واهتمامات في شتى مناحي الحياة وذلك من أجل الوقوف امام مريض ومعرفة سبب ألمه وكيفية علاجه .!
هل يمكن وصف شعور طبيباً بعد سنوات من الدراسة والجهد قام بكتابة اول وصفة علاجية لمريض ، هل يمكن وصف شعور طبيباً كان هو السبب بشفاء مريض بعد رب العالمين ، هل يمكن وصف شعور طبيباً قام بأول عملية جراحية وهو الجراح الأساسي فيها .
عن اي امتحانات الكترونية تتحدثون اليوم ، هل أصبحت حياة الإنسان عبارة عن خيارات متعدده و اسئلة صح وخطأ ، لا يمكن تطبيق هذا القرار على طلبة بعد بضع سنوات سوف يصبحون اطباء يعالجون الاشخاص .
لماذا لا يتم تخصيص قاعات محددة لهؤلاء الطلبة ضمن معايير السلامة والالتزام العام والتباعد الجسدي والاجتماعي ما المانع من تأدية طلبة الطب امتحاناتهم بالحرم الجامعي كفئة استثنائيه "هؤلاء اطباء " يستحقون دراسة وتدريب كامل من غير تهاون .
هل من السهل فتح المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والمطاعم والصيدليات وعيادات الطب البشري وطب الاسنان والمولات ومحال الحلويات ضمن معايير وزارة الصحة وليس من الممكن فتح مجال لعدد من الطلاب سوف يصبحون غداً مسؤولون عن حياة مريض !
اعيدو النظر في هذا القرار فقد يأتي يوم لا يكون في الطبيب قادر على مواجهة المريض .