25-05-2020 03:09 PM
بقلم : هبة احمد الحجاج
عيدُ الاستقلال في عيونِ الأردنيين هبة أحمد الحجاج الشمسُ أشرقت من جديدٍ ككلِ يومٍ تُشرقُ كالنورِ الذي سطعَ في آخرِ النفقِ فأشرقتْ منهُ شمس، لكنني لاحظتُ في هذا اليوم الشمسُ كانت ساطعةً وكأن خُيوطها الذهبية تنشرُ الضوءَ والنورَ وتبعثُ الحياة ، سقطتْ أشعتها على المباني والبيوت وشرفات الأردنيين الذين زينوا بيوتهم بأعلام الأردن ، أعلام الأردن مرفوعةً على كلِ بيتٍ أردني وكأنهم يقولون " الكورونا لن تحرمنا فرحة استقلالنا ، بل سنطل من شرفاتِ منازلنا ونلوحُ بالشماخِ الأحمر ونرددُ بصوتٍ عالي يملأُه الفرح و الانتصار و الكرامة والقوة ونقول: " نشمخ بالعلالي راسنا مرفوع .... نهتف بأعلى الصوت حنا أردنية عبدالله والأردن ما بين الضلوع ..... وبالعلالي عالية المعنوية" عندما رددتُ معهم هذه الهتافات، تذكرتُ كم من المصاعبِ والظروفِ و التحديات والأزمات التي واجهناها بيدٍ واحدة وبقدمٍ واحد، كنا كما قال رسول الله ﷺ:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى لهُ سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمى" . وهذا ما يحصلُ لنا في الوقتِ الحالي، في ظلِ أزمةِ الكورونا ، وكما تعلمون أن الكورونا ، مرضٌ سريعُ الانتشارِ كالنارِ في الهشيمِ ، فكان من الواجبِ علينا ، أن نلتزمَ بيوتنا ، ونبتعدَ عن بعضنا حتى نُحافظَ على أنفسنا و أهلنا وأحبائنا وشعبنا وأُرّدنا حتى تبقى بخير ، ونُفسحَ المجال للمرضى أن يُقدّمَ لهم العلاج، ويُشفون بإذن الله ويعودوا لنا منتصرين من هذا المرضِ اللّعين ونحنُ نُقدمُ لهم الدعاءَ و الرجاءَ إلى الله بالشفاءِ العاجل بإذن الله. وأخذتُ أردد معهم الهتافات وأقول : "أبشر يا وطنا أبشر يا الأردن حنا رجالها ما نخيب الظن ، شيب مع شباب وبدو مع مدن حنا رجالها ما نِخَيّب الظن ". نعم أبشر يا وطنّا أبشر يا الأردن ، نحنُ لها ، فعِندما غزا الكورونا الأُردن ، التفَ كلٌ مِنا على الآخر، الشاب امسكَ بيد المسن ، البدوي امسكَ بيد المدني والتفوا حولكَ كالسياجِ الذي يمنعُ دخول الأعداء ، لأجلكَ يا أرّدن ، تباعدنا اجتماعيًا ، ونحن من الشعوبِ التي تُحب لمةَ العائلة ، لم نشارك بأفراحٍ ولا حتى أتراح ، مساجِدُنا لم نذهبْ لنُصلي فيها كالمعتاد، وكم هو شعورٌ مأساوي، الطفل الصغير الذي يتمنى أن يُصبح ما يُريد في المستقبلِ لم يذهب إلى مدرسته ، لأجلكَ الطالب الجامعي لم يذهب أيضاً إلى جامعته لكي يحقق حلمه ، الموظف لم يذهب إلى عمله حتى يُكْمل بناء الوطن الغالي، والكثير الكثير من الأمورِ تخلينا عنها لأجلكَ يا وطني، ولكن يا وطني لا تحزن ، هتفنا بصوتٍ عالي وقُلنا: "هبوا يا نشامى ونشيمات بالعمل والجد تعلى الإنجازات حنا يد بيد نمشي بقوة وثبات والأردن الأرواح فدوى وهدية" أجل يا وطني الحبيب يا أُرّدنا ، نعم صحيح كما قلتْ لك " توقفنا عن الذهاب إلى أعمالنا ولكننا لم نتوقف عن ممارسة أعمالنا ، ها هي المعلمة تُلقي الدروس للطلاب عن بعد، وأيضاً أساتذة الجامعات يشاركون الطلاب عن بعد بكيفية تحقيق أحلامهم ، وها هم الموظفون يمارسون أعمالهم ويبنون وطنهم في بيوتهم يمارسون أعمالهم جنبًا إلى جنب الجيش الأبيض ، الذي مهما حاولنا أن نقدم له ولا نستطيع أن نوفي لهم ولو جزء بسيط . "وبلادنا بالطيب مضرب للأمثال ، وجيشنا والدرك والأمن أبطال " نعم يا أرّدنا ، أصبحنا مضربًا للأمثال في ظل أصعب الظروف والأزمات ، في ظلِ هذه الأزمة العالمية ، كيف كان الأردن في عيون العالم : أميركا : إجراءات أردنية استثنائية ومبكرة لمواجهة الأزمة، الأردن يطبق حالة إغلاق شاملة تُعد من بين الأقوى عالميا. بريطانيا : الأردن يحوّل فنادق فاخرة لمراكز عزل. ألمانيا :الأردن الأكثر أماناً. تونس : التجربة الأردنية مضيئة بالتصدي للفيروس. لبنان : كيف واجه النشامى فيروس كورونا؟ "الأردن بات نموذجًا يُحتذى، ومثالًا إيجابياً لم تهزمه الظروف التي فُرضت عليه، مجدداً التأكيد على أنه وطنٌ طالما تحمّل ظروفًا قاسية، وتمكن بقيادتهِ الحكيمة من تجاوزها، ولم تكن هذه المواد الإعلامية وحدها التي تحكي عن الأردن ونجاحاته، إنما تبعها تفاعلات ضخمة عبر وسائل التواصل الإجتماعي من إعجاب وتقدير لهذه الحالةِ الفريدة من التميّز " وها نحن الآن نُطلقُ الزغاريد وننثر الورود على جيشنا البواسل ، وكيف لا نستقبلهم بهذا الاستقبال وهم مبعثُ الطمأنينة ومصدرُ الحب والاعتزاز، هم الذين استبدلوا بيتوتهم ، بشوراعنا وطُرقاتنا ومداخلِ ومخارجِ الدولة ، وكأنهم يقولون" لا تقلقوا نحن معكم ، إذا نظرتم من شرفات منازلكم ستشاهدونا ، إذا شعرتم بالمرض لا قدر الله سنسعفكم، إذا شعرتم بالخوف ، ها نحنُ معكم ، كما يقولُ المثل " إلي صاير عليكم صاير علينا" أنتم دُرّةٌ على جبين الوطن . وها نحنُ نردد معهم ونهتفُ بأعلى الأصوات " كيف الهمة عالية ، المعنوية عالية" . ولا ولن ننسى كلمةَ جلالةِ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه : "أنتم كِبار لأنكم تحققون الإنجازات العظيمة في أصعبِ الظروف، ولا تعرفون المستحيل، كبار لأنكم تقدمون أروع صورِ التضحية والإيثار، وكبار لأنكم في وطنٍ كرامة الإنسان فيه فوقَ كلِ الاعتبارات. نعم، هذا هو الأردنـي الذي أعرفه وأباهي به العالم، بـفخرِ الواثقِ بشعبه" مولاي صاحبَ الجلالة : يا من لكم أولَ المجد وآخره ، وباطنُ الفضل وظاهره ، لقد وثقنا بمائكم ، ومن وثق بماءٍ لا يظمأ أبداً ، فَسِرْ على بركةِ الله ، وإنّا من ورائك سائرون ، وإنّا إلى شطآن الأمان بإذن الله واصلون . حمى الله الأردن وعاش الملك .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-05-2020 03:09 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |