28-05-2020 09:55 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
يجد المرء نفسه هذه الأيام في معترك وتجاذبات بين فريقين، فريق يصف ما تقوم به الحكومة في مكانه وسيبقى يلتزم بجميع ما تنادي به وزارة الصحة والجهات الرسمية، وفريق اخر ولا يخفى على أحد ازدياد عدد اتباعه بانه يكفي ما تم للآن، هذا الفريق يطالب بقوة بعودة كل الأمور إلى وضعها الطبيعي، وقد انتقل الفريقان إلى مستوى متقدم بوضع شواهد من خلال ظهور بوادر الاختلاف في وجهات النظر بين الفريق الحكومي المناط به مواجهة هذا الوباء، وقد استطاع جره إلى المواجهة العلنية ونفي وتأكيد بعض ما يتردد بين العامة.
كنا في بداية الجائحة نسير في توافق قل نظيره ولم تصل له كثير من الدول، كان المواطن يستمع فقط لحديث الجهات المعنية في مكافحة هذا الوباء، تفسير يومي لكل حدث او قرار وصار الجميع في مركب واحد يقوده ربان قلبه على هذا الوطن، كان جلالة الملك يبذل كل طاقاته وتفكيره للخروج من هذه الضائقة وأن نتعدى بهمة النشامى ابناء الأردن مما نحن به، كسبنا الرهان لمستوى نرفع به الرأس ونباهي بهذه الوقفة امام الاخرين، كان الجيش والأجهزة الأمنية في الصفوف الأولى خلف صف الجيش الأبيض الذي ضرب مثل في الانتماء والتضحية ليبقى هذا الوطن والمواطن بسلامة وآمان، نجحت كوادرنا الطبية في الامتحان ورفعت الأيادي للعلي القدير أن يديم عليهم صحتهم وعافيتهم.
آلمنا في الأيام الأخيرة الحيرة التي عاشها المواطن الأردني المنتمي وهو يراقب الفريقين يتصارعان لأجل أن يثبت كل فريق وجهة نظره وأحقيتها، وإن كنا نقر بأن الفريق الثاني يتوسع ويتمدد في نشر فكره من خلال عدة قنوات اتصال وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي التي ساندت بقوة وجهة نظر الفريق الذي يطالب بعودة الأمور إلى طبيعتها دون النظر لأي أمر آخر، من يدور في فلك الفريق الأول همه وغايته السلامة العامة بعيداً عن الاعتبارات الأخرى لانه في رأيهم الصحة هي الأساس والمطلب، ويتبع تحذيرات الجهات الرسمية ويتقيد بمتطلبات مكافحة هذا الوباء وينتظر بفارغ الصبر الإيجاز الصحفي لأخذ جرعة جديدة من المنعة والتفاؤل.
في نهاية الأمر لا بد أن يكون الحتمي في هذا الجدال مصلحة المواطن وسلامته، وأن نتحمل بعضنا البعض لأجل الوصول الى مستوى متقدم من الاطمئنان، تسعى الدولة برمتها إلى البحث عن سياسات صحية واقتصادية هادفة ترمي من خلالها إلى بناء منظومة من الاعتبارات يكون من وراء تبنيها إنقاذ ما يمكن إنقاذه والعودة إلى سلاسة السير بخطوات آمنة لإعادة ترميم الانتكاسات التي حدثت للقطاعات الاقتصادية والإنتاجية، وفي المحصلة النهاية نستفيد من هذه الجائحة في بناء نظام اقتصادي خاص بنا نستند عليه في أحلك الظروف.