28-05-2020 09:57 AM
بقلم : عبد الحكيم محمود الهندي
تعلمنا من قيادتنا الهاشمية أن الوطن فوق الجميع وأن المسؤولية أمانة ، وأننا جميعاً في خندق واحد في وجه التحديات التي قد تصيب الوطن لا قدر الله ،جلالة الملك من خلال توجيهاته السامية وتأكيده المستمر على ضرورة بث روح التشاركية والتنسيق والتعاون بين القطاعين العام والخاص يؤكد بذلك على أساس هام من أسس التنمية الاقتصادية، ويدعو الجميع إلى الانفتاح والتعاون بدون قيود ولا محددات ،،ونحن الان في هذا الظرف الدقيق أحوج ما نكون إلى التشاركية في مرحلة تتطلب من الجميع العطاء بدون حدود، والقيام بواجبنا على أكمل وجه، والنظر بعين الحريص على مصلحة الوطن .
لذا لم يكن من المفاجئ اليوم قرارت و توصيات الحكومة فيما يخص القطاع السياحي، حيث صرحت معالي وزيرة السياحة بأن هناك أخبار سارة ستساهم في حل بعض مشاكل القطاع ، منها توفير السيولة لمشغلي القطاع لضمان استدامة عملهم الى حين عودة القطاع للتعافي الكلي ، اضافة الى العمل على تنشيط السياحة الداخلية من خلال القرار الذي صدر بفتح النشاطات السياحة الداخلية في غضون الايام القليلة المقبلة ، الامر الذي سيساهم في اعادة احياء القطاع في كافة ارجاء المملكة ، و هذه الخطوة تعتبر خطوة ايجابية من الحكومة و وزارة السياحة في محاولة للتخفيف من الضرر الذي لحق بالقطاع.
القطاع السياحي الاْردني ، قطاع نشأ منذ عقود وسنوات طويلة ومنذ قيام الدولة الاردنية الكثير ، و ساهم مساهمات كبيرة في الاقتصاد الوطني، و تغنت الحكومات المتعاقبة بإنجازاته ، ودوره الهام في التشغيل والتوظيف، وفي رفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة، وهذه حقائق لا يمكن إنكارها ، وبذلك شكل هذا القطاع رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني .
سنين طويلة من الانجازات تضافرت فيها جهود أبناء القطاع ، وتكاثفت وحققت ما حققت من إنجازات ، قطاع بُني على أكتاف أبنائه وبناته ،الذين شكلوا بجهدهم قصص نجاح وخبرات عالمية انتشرت في كافه انحاء العالم ، وشكلوا رصيداً من الخبرات والكفاءات الأردنية المدربة والمؤهلة وفقا لأعلى المعايير العالمية في صناعة السياحة ، وبجهودهم جميعا وبكل فخر شكلت السياحة الأردنية رقما صعبا على خارطة السياحة العالمية ، ومنافسًا قويًا لدول في الاقليم كانت قد سبقتنا بسنوات طويلة من الانجاز في هذا المجال.
القطاع السياحي قطاع منفتح على الجميع يستمع ويشارك ويتبادل الأفكار ، ويعكس هذه الروح الإيجابية على زوار الاردن وضيوفه الكرام ، ويعكس على الدوام صورة الوطن البهي وكان وما زال مرآة للوطن وسفيرا أمينا ، يمثل أبناءه وبناته الحضارة والثقافة والهوية الأردنية بكل صورها و تجلياتها ، هذا القطاع صاحب مبادرة ناضجة ، يدرس الواقع بعناية، ويقدم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، ولم يكن يوما قطاعاً مغلقاً على نفسه أو يعمل بمعزل عن القطاعات الأخرى و بعيدا عن الواقع ، بل انغمس بكل فعاليته في اشجان وافراح الوطن، وشارك الجميع المسؤولية وتحملها بأمانه كواجب وطني مشرف ،في وقت لا ينتظر الشكر على ذلك ما زال هذا القطاع يكافح من آثار هذه الجائحة والتي ضربته بعمق وشكلت صدمة قاسية له .
مليارات الدنانير تم استثمارها في هذا القطاع عبر سنوات ،اكثر من اربع مليارت دينار فقط في العام 2019 كان حجم مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد الوطني ،مئات الآلاف من العائلات الأردنية تعيش من هذا القطاع ،قطاع بهذه الضخامة والأهمية يستحق من الابجديه الوقوف معه في هذة المحنة العالمية التي اكتسحت كل البلدان على حدٍ سواء.
نحن أبناء هذا الوطن في الشدة والرخاء ، أبناءه البرره وجنوده الاوفياء وسنبقى على عهدنا و وعدنا ، وهذا ويوجب علينا ان نكون إلى جانب الوطن و مصلحته العليا ، ومصلحة الوطن في هذه الظروف تقتضي أن نحافظ على هذه الاستثمارات التي شيدت على مدار سنوات وبذل فيها جهود جبارة في استقطابها و وفرت مئات الآلاف من الوظائف. وفرص العمل للشباب والشابات للاردنيين .
لا يمكن رؤية تدهور استثمارات بمليارات الدنانير أمام أعيننا ونحن مكتوفي الأيدي ، فلا بد من الوقوف والتنبيه وقرع الجرس ، هذا الوقت هو وقت العمل والخروج بحلول ناجحة للتحديات .
و نحن نأمل بصدور المزيد من القرارت و التوصيات التي من شأنها إعادة الحياة لقطاع السياحة بأكمله و خروجه من هذه الأزمة بأقل الأضرار و هذه القرارات بالطبع سيكون لها الاثر الايجابي على القطاع بشكل خاص و الوطن بشكل عام .
حمى الله الاردن و قيادتنا الهاشمية الحكيمة
عبـدالحكيــم محـمـود الهـنـدي
رئيس مجلس إدارة جمعية الفنادق الأردنية