28-05-2020 05:38 PM
سرايا - لجأت السلطات الصحية في العراق، إلى حجر المصابين بفيروس كورونا في المنازل، بعد خروج عدة مستشفيات عن الخدمة؛ إثر تصاعد أعداد المصابين.
وسجل العراق، لغاية يوم أمس الأربعاء، 5132 إصابة بفيروس كورونا في مختلف محافظات البلاد، لكن العاصمة بغداد كانت هي الأعلى في تسجيل الإصابات بواقع 2774 إصابة، شُفي منها 1014 مصابا.
ويوم أمس الأربعاء، أعلن محافظ بغداد، محمد جابر العطا، خروج 3 مستشفيات عن الخدمة في منطقة الرصافة بالعاصمة بغداد، بعد تسجيل مئات الإصابات خلال الأسبوع الجاري، مشيرا خلال تصريحات صحفية، إلى أن التوقعات تشير إلى خروج عدد آخر من المستشفيات عن الخدمة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتصاعدت معدلات الإصابة بفيروس كورونا، على الرغم من بدء السلطات تطبيق إجراءات العزل على المدن الموبوءة، في محاولة لتقليل عدد الإصابات، لكن تفشي الوباء لم يتوقف وحصلت طفرات قياسية هي الأعلى منذ بدء تفشي الفيروس في البلاد؛ ما دعا السلطات إلى حجر المصابين في المنازل، بعد امتلاء ردهات مستشفيات العاصمة بغداد.
وقال مصدر طبي بالعاصمة بغداد لـ“إرم نيوز“: إن ”ما يحصل حاليا هو حجر المصابين في المنازل، بعد تأكد إصابتهم بفيروس كورونا، لكن هذا الحجر ليس لكل الأشخاص، وإنما للحالات غير الحرجة، إذ تطلب الفرق الصحية من المصابين البقاء في منازلهم، والابتعاد عن الأهل، وعزل الأدوات المنزلية الخاصة، وأخذ أنواع من العلاجات والمقويات، على أمل الشفاء بعد أيام“.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه؛ كونه غير مخول بالتصريح، أن ”هذا الإجراء بدأت به السلطات الصحية قبل يومين، وفي العاصمة بغداد فقط، وعلى نطاق ضيق، لكن هذا الإجراء بدأ يتسع، حيث أعددنا خريطة للمصابين لمراجعتهم، ومراقبة حالاتهم؛ بسبب امتلاء المستشفيات المخصصة للحجر، ومعالجة مصابي كورونا، على أمل إفراغ بعض المستشفيات في المستقبل القريب“.
وتعزو السلطات الصحية، تصاعد أعداد الإصابات، إلى زيادة الفحوص التي تجريها الكوادر الصحية، بعد ارتفاع العدد إلى أكثر من 7 آلاف فحص يوميا، بالمقارنة مع الفترات السابقة التي كانت تشهد إجراء الفحص لمئة أو 150 شخصا فقط، بحسب وزير الصحة، حسن التميمي.
انهيار
وتتخوف الأوساط الشعبية والسياسية من انهيار المنظومة الصحية في البلاد، التي تعاني من ضعف كبير في البنى التحتية الصحية، وقلة المستشفيات، والكوادر، فضلا عن سيطرة جهات سياسية متنفذة على الملف الصحي، وتوجيهه بما يتلاءم مع مصالحها، وفق تقارير مختصة.
بدوره، دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حسن الكعبي، اليوم الخميس، لعقد اجتماع عاجل بين خليتي الأزمة النيابية والحكومية، بحضور رئيس اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي؛ للوقوف على أسباب الارتفاع الكبير والخطير بأعداد المصابين بوباء كورونا المستجد، والإسراع بوضع الحلول الناجعة لاحتواء هذه الجائحة ومنع تفشيها لأعداد ونسب أعلى بكثير مما عليه الآن.
وانتقد الكعبي الإجراءات البطيئة وغير الجدية التي تتبعها الدولة بشكل عام بشأن مواجهة هذا الوباء القاتل؛ مما أدى إلى ارتفاع الإصابات في أغلب مناطق بغداد، لا سيما جانب الرصافة وحتى الكرخ، خلال الأيام الأخيرة الماضية، فضلا عن باقي المحافظات، بالرغم من تطبيق الحظر الشامل قبل عيد الفطر بيومين.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، يبلغ عدد سكان العراق نحو 40 مليون نسمة، وعدد الأسرة المتوفرة للعلاج، هي 14 سريرا لكل 10 آلاف نسمة، أي بواقع سرير واحد لكل 700 عراقي.
وبحسب المنظمة أيضا، فإن هناك 5500 سرير، هي عدد الأسرة المهيأة لعزل وعلاج المصابين بالأمراض الانتقالية، ومن بينها كورونا، في جميع أنحاء العراق، فضلا عن وجود 200 مستشفى في العراق لعلاج الأمراض الانتقالية، والسعة السريرية في ردهات العزل بهذه المستشفيات من 10 إلى 20 سريرا.
بدوره، ذكر أحد المواطنين في العاصمة بغداد ويدعى أبو ليلى 42 عاما، لـ“إرم نيوز“، أن عددا من المستشفيات رفضت استقباله، خلال اليومين الماضيين؛ بداعي أن أعراض الفيروس لديه ليست قوية وغير ظاهرة، فيما طالبته الكوادر الصحية بالمكوث في المنزل، وقدمت له توصيات للعمل بها.
وأضاف أن ”الحجر في المنزل مقلق لبقية أفراد العائلة وله، فهناك أدوية لا بد من تناولها دوريا، وفحوصات لإجرائها؛ ما يؤثر حتى على نفسية المريض، إذ إن وجوده في المستشفيات يمنحه الدافع والقوة للتغلب على المرض، بتحفيز من قبل الأطباء“.
وحاول موقع ”إرم نيوز“ التواصل مع السلطات الصحية في العراق، عبر المتحدث الرسمي باسمها، لكنه رفض الإجابة على الاتصالات المتكررة بخصوص ذلك.