بقلم : الدكتورة ناهد عميش
الرأسمالية النيوليبرالية التي صعدت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في الدول الغربية واستمرت سيطرتها على الأنظمة الدولية لفترة طويلة، ستشهد ربما بعد أزمةً كورونا انتكاسة قوية بعد ان كشفت هذه الجائحة عن ضعف هيكلة الدول من ناحية الآمان الاجتماعي والتأمين الصحي وحقوق العمال وغيرها من الأمور.

هذه الأزمة قابلها نوع من الاستخفاف من قبل القوى الرأسمالية في التعاطي مع وباء كورونا، إذ قامت معظم الدول بإعطاء الأولوية للحفاظ على رأس المال على حساب صحة الشعوب.

هذه السياسات حتماً ستواجه الكثير من الاحتجاجات بعد أزمة كورونا، وربما سيشكل هذا نوع من الأرض الخصبة لتغير سياسات الدول الغربية التي سيطر عليها رأس المال لعقود طويلة من الزمن، وربما سيؤدي هذا إلى انهيار الرأسمالية بشكلها المتوحش الذي نشهده الآن.

فبعد إغلاق الدول حدودها، سيكون هناك واقع جديد فرضته أزمةً كورونا في العلاقات الدولية، وستصبح منظمة التجارة العالمية أيضا بلا اهمية، بعد أن كشف فيروس كورونا عن ثغرات النظام الرأسمالي.
فهل ستشكل جائحة كورونا حدث مفصلي سيغير المشهد العالمي في زمننا الحديث.