30-05-2020 10:02 PM
بقلم : تيسير الملاجي
مايتم تداوله عبر منصات التواصل الأجتماعي ووسائل الأعلام وكل مايتصدر عناوين الصحف منذ بداية هذا العام هو أخبار فايروس كورونا وأتهامات مختلفة وحظر التجول وكذبة الفايروس وقرارات حكومية، وعن إقتصاد ينهار وأخر مازال صامداً.
وبلاد يعتمد أقتصادها على شعبها، وأخرى لم تهتم بشعوبها وكأنهم قطيع،
وأخبار سياسية وأقتصادية عديدة تصدح في سماء الأعلام، فلا حديث في العالم غير السياسة والأقتصاد ولم يبقى للعشق والعشاق وقت للكلام.
أما أنا مازلت جباناً لا أكتب إلا عن العشق وعشاقه ، علما أن بلدي يوجد فيها الكثير من العناوين السياسية الساخنه التي تجعل أمر الكتابه بهذا الجانب سهل جداً، لكنني لا أملك القوة وكأنني مقيد عند كتابة نص سياسي، لذلك سأبقى أكتب عن العشق و الفراق.
أمسكت قلمي الأزرق للكتابة لكني لم أستطع أن أفتح الغطاء، أظنه أصبح متمرداً يسيطر على ورقتي البيضاء .
لايريد قلمي أن يضخ حبراً كما السابق، وغطاؤه ثقيلاً كالصخر يصعب حمله.
سألته: ما خطبك أيها القلم؟ لماذا تمردت على أصابعي؟ مابالك ياقلمي! ماذا تريد؟ هل أصبحت الثائر الجديد؟
أجابني: لست متمرداً لكنني أريد حقوقي من أصابعك.
أريد يدك أن تكون يد ثائرٍ ، أريد أن أسكب حبري لقضايا الوطن والشعب، كف عن خرابيط الحب والعشق التي نزف حبري من أجلها، كن أكثر قوة وأكتب عن مصائب شعب وهموم وطن، أكتب لاتكن جبان.
قلت له: لكنك تعلم أنه طريق موحش و مظلم، أخاف نهايته. مابالك ياقلمي تخشى على بلدي ولا تخشى على يدي؟!
فقال لي: اذاً انت جبان بلا عزيمة، وأنا لا أضخ حبري إلا للشجعان الذين لايخشون أهوال المستقبل، لا أريد أن انزع غطائي لك، فنحن الأقلام رافقنا كل عظيمٍ وصانعٍ للتاريخ منذ أن كنا ريشة نختنق داخل وعاء الحبر، فكن عظيماً مثلهم ولا تخف.
نظرت حولي وقلت له: حسناً ياقلم، سأبدأ من هذه اللحظة وأكتب بلا خجل ولا خوف، لماذا أخاف إذا كان الحق سيف قاطع، سأسير بالطريق الموحش لأشعل أنواره.
رفع القلم رأسه وقال: ما أجملك وأنت في قمة حماسك، أريدك هكذا ، سأكون فخوراً بأني قلم نثرت حبري لأكتب أفكارك التي ستحكي عنها الأجيال،
هيا كن جريء وأنزع عني الغطاء، وأحملني بين أصابعك وأنثر الحبر ولا تخشى التمرد.
قلت له: أنا ممتن لك ياقلمي الجريء فأنت أفقتني، لقد كنت معتقداً أن كتاباتي في قمة الروعة، أعتذر لك فأنا لطخت تاريخك الناصع بكتاباتي الباهته عن الحب، لكني سأتغير حتماً سأنثر حبرك لما هو مفيد.
سابدأ الأن وأكتب كل مايجول في خاطري عن أفعال السياسيين وفسادهم وعن صندوق همة وطن وخصم العلاوات عن توريث المناصب ومجلس النواب عن حظر التجول وقوانين الدفاع سأكتب عن فلسطين والغاز الاسرائيلي وصفقة القرن وعن امريكيا وروسيا والعرب، سأكتب حتى ينفذ حبرك لن أخاف أبداً وأمسكت القلم بين أصابعي بكل حريه والحبر يسيل على ورقتي.
كتبت وكتبت وكتبت الى أن حل الظلام، ثم وضعت قلمي فوق أوراقي بجانب أحد الكتب السياسية التي لم أقرأه بعد،
وذهبت الى فراشي وأغمضت عيني حتى سمعت صرخة قلم، قمت مفزوعاً أركض حيث مصدر الصوت وجدت القلم منتحراً والحبر يسيل منه على أوراقي.
لقد قتل القلم نفسه وأضاع ماكنت قد كتبت،
لكن معالم العنوان مازالت واضحة لقد كان عنوان مقالي "ياربة الخصر النحيل"
للأسف مازلت جباناً
أعتذر لك ياقلمي ....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-05-2020 10:02 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |