حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 730

الأردن و الدراما

الأردن و الدراما

الأردن و الدراما

31-05-2020 11:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. حنين عبيدات
طمس التاريخ الأردني هو طريق لطمس الهوية الأردنية و ثقافتها....

إن الدراما العربية لهذا العام تعددت و تناولت مواضيع إجتماعية و تاريخية هامة ، أوصلت رسائل جيدة للأجيال الحالية و القادمة، فعلى سبيل المثال فإن الدراما المصرية كان للمؤسسة العسكرية نصيب مما قدمته و تاريخ الحروب في سيناء و ترسيخ القضية الفلسطينية في عقول الأجيال ، فلا ننس دورها في تعظيم تاريخها و قادتها و جيشها كما تحب أن تكون مصر بصورها اللائقة أمام العالم ، فكم من دراما مثلت أدوار جمال عبد الناصر و أنور السادات ( الذي كان رجلا عربيا بحق) و الملك فاروق و الخديوي و غيرهم ممن حكموا مصر، وكم من دراما عظمت الجيش المصري و دوره في الحروب العربية، مصر( أم الدنيا) و ضعت نفسها على الخريطة تاريخيا و حاضرا و مستقبلا للأبد و ذلك بتاريخ تناقله الكثير و رسخته الدراما بأسلوب يتقبله المشاهد بسلاسة و قناعة.

أما عن الدراما السورية و التي أعتبرها أذكى الدراما الموجودة على الساحة العربية فهي تناقش قضايا مجتمعية و صحية و تاريخية و تبحر بالتفاصيل بأسلوب يتعايش معه المشاهد و يرفع من درجة الوعي و الثقافة لديه ، فبينت الدراما السوريا على مر الأعوام دور الجيش العربي السوري و تاريخه في مقاومة الإستعمار الذي عاناه السوريون في أزمنة مختلفة و عظمة مكانة الرجل السوري تاريخيا و دور المرأة السورية في الحروب على الإستعمار ، و بينت أيضا تفاصيل تاريخية عظمت القضايا العربية بمختلفها و منها القضية الفلسطينية التي كان لها نصيب هذا العام بمسلسل حارس القدس و الذي قدم الدور الرئيس فيه الفنان رشيد عساف.

أما الدراما الخليجية هذا العام و منها مسلسل أم هارون الذي لاقى أصداء غير موفقة قبل عرضه فإنني لم أر به نجاحا، فالمسلسل لم يحقق من و جهة نظري نجاحا كما كان يعتقد البعض بل حبكته الدرامية فاشلة و مترددة و غير واضحة، بالرغم من أن الدراما الخليجية أصبحت تركز في كل عام على إظهار جزء من تاريخ دولها للعالم و ترسيخ تفاصيله في أذهان العامة.

أما في الأردن لم يكن للدراما دور في إظهار التاريخ الأردني المشرف ظنا بأن الأردن دولة قد أنشئت حديثا و بالطبع هذا أمر عار عن الصحة مع أن الأردن غني بالكتاب و المؤرخين الذين أرخوا و تناقلوا قصصا تاريخية كثيرة قدمتها الدراما العربية .

فلماذا لا يكون هنالك فيلما أو مسلسلا عن حياة و سيرة جلالة الملك عبدالله الأول في إمارته لإمارة شرق الأردن و دوره الأدبي العظيم في كونه شاعرا كبيرا ؟ و لماذا لا تقدم سيرة حياة الملك الحسين بن طلال و الذي كان يتسم بحنكته السياسية أردنيا و عربيا و عالميا ، و تبين دوره العربي و العالمي في القضايا العربية عامة و الفلسطينية خاصة ؟ و لماذا لا تتبع الدراما سير العظماء الذين جاهدوا و استشهدوا على أرض فلسطين فالعتب على من همشوا العبيدات اول شهيد على ثرى فلسطين ، و حابس المجالي ، و وصفي التل و غيرهم من الأسماء الهامة التي خلدت في أذهان الأردنيين و على من أراد مسح المعارك العربية ضد فلسطين كمعركة باب الواد و معركة القدس.

هل يا ترى من حقنا كأردنيين أن نطالب نقابة الفنانين و وزارة الثقافة بذلك؟ هل لنا الحق أن نكون على خارطة العالم في التباهي بتاريخنا المشرف؟ هل ما يحدث من تجاهل للتاريخ الأردني هو طريق لطمس الثقافة و الهوية الأردنية لاحقا واقناع الأجيال القادمة بذلك؟
هل من جواب عند أهل الإختصاص؟








طباعة
  • المشاهدات: 730
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم