04-06-2020 08:53 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
أمل كبير من جانب المزارع الأردني وهو يستمع للتوجيهات الملكية للجهات المعنية بأن تكون الزراعة الاستثمار الأستراتيجي التي يعتمد عليه الأردن في توفير أمان وأطمئنان على معيشة المواطن الأردني، رسائل ملكية في مكانها وزمانها وقد اثبتت نظرة جلالة الملك وزنها وحاجتنا لها، أيقن الكل وأدرك أن القطاع الزراعي استطاع أن يلبي احتياجاتنا وتوفير مساحة لصانع القرار للاعتماد على الإنتاج المحلي، هي الزراعة ملاذ يرتكن عليه في الظروف القاهرة والصعبة من هنا نادى جلالة الملك بإعادة النظر في استراتيجيات البناء والرفعة الوطنية بأن نهتم بما نمتلك من مقومات محلية وتحفيز القطاعات الإنتاجية الوطنية.
من راقب نشاط الملك في الأيام الأخيرة يطمئن بأن وطننا بخير وأننا رغم كل الغث نستطيع رمي كل الأوراق التي تهدف فقط العرض والتنظير وبعيدة كل البعد عن الفعالية والواقعية، كل سنوات التنظير وغرف «الداتا شو» أرجعتنا إلى الوراء، ولم تحفل بأثر على الأرض أو تلمس من وراء قادتها أي أثر مادي، كنا نسمع كل عدة سنوات بإستراتيجية جديدة يتناولها المختصون واصحاب التنظير ونصل لمستوى الحلم وان الزراعة والمزارع سيكونان في عين الأهتمام، كل ذلك أوصل الزراعة الاردنية إلى ما وصلت اليه في هذه الأيام من تدهور تام مما أجبر المزارع الأردني ان يصبح عاملاً لدى العامل الوافد الذي جلبه من بلده ليعمل لديه، الملك يتنقل من مدينة الى قرية الى البادية وقد لمسنا تركيزه في الأونة الأخيرة على القطاع الزراعي من خلال زيارته لتجارب ناجحة في مناطق الأغوار وغيرها.
إعادة قراءة الملف الزراعي من الصفحة الأولى، الصفحة الاولى عنوانها المزارع الأردني، كيف ندرك ما يعاني منه؟ وما الذي أوصل هذا القطاع الى الهاوية؟ وكيف نرجع العصر الذهبي للقطاع الزراعي الذي ساد في السبعينيات والثمانينيات؟، ولابد ان نفتح صفحة الإتحادات الزراعية في مناطق المملكة وسؤالها السؤال البسيط، كيف نجحتم في الماضي في الوقوف الى جانب المزارع ودعمه؟ لماذا تركتم المزارع لقمة سهلة لدى الشركات الزراعية؟ صفحة لابد من فتحها ألا وهي صفحة مصانع رب البندورة وأثرها الكبير في تشغيل مئات الأسر في عدة مناطق وسبب خرابها حتى صارت مجرد «خردة».
كثيرة هي صفحات الملف الزراعي، من هنا لابد أن يكون صاحب الملف هو المعني في دراسته وإيجاد الحلول له، تناول هذا الملف يحتاج الكثير من المساحات للكتابة عن أوجاعه، الدعم الملكي وهذه النظرة الثاقبة لإهميته تحفز الجميع أن يكون على قدر ما يصبو اليه جلالة الملك، لعل وعسى ان يصبح القطاع الزراعي هو الأساس للعمل الحكومي في الفترة القادمة لأنه هو القطاع الوطني بامتياز.