05-06-2020 05:21 PM
سرايا - نعى دعاة ورجال دين وقراء معروفون للقرآن الكريم، اليوم الجمعة، القارئ المصري المعروف الشيخ محمود سكر، الذي توفي عن عمر ناهز التسعين عاما قضى منها سنين الطفولة والشباب وحتى آخر أيام حياته ملازما لكتاب الله تعلما وتعليما.
ولد الشيخ محمود بن عمر سكر، في قرية ”أبو غالب“ بمركز إمبابة في محافظة الجيزة بالقاهرة، ومنها بدأت علاقته الوطيدة مع القرآن الكريم في سن مبكرة، والتي استحوذت على الجانب الأكبر من حياته، فيما له في حياته العائلية أربع بنات وولدين.
يروي الراحل في مقابلة قديمة مع إحدى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، كيف حفظ كتاب الله قائلا إنه حفظ القرآن في قريته، ”فقد كنت أقرأ القرآن وأنا أقوم بالحرث والزراعة مع والدي في الأرض والمصحف كنت أضعه تحت إبطي وأنا أعمل لأنه لا تتوفر لدينا نسخ كثيرة مثل الآن، فكنت أحرص عليه، وكنت مع ذلك أعاني من الفئران حين تقضم أجزاءً من المصحف ليلا بالمزرعة“.
في أعقاب الهجوم الأخير.. حصيلة الغارات الإسرائيلية في سوريا خلال النصف الأول للعام الجاري
لتجنب أمراض خطيرة.. تعرّف على البدائل الطبيعية للسكر
واستمر الشيخ على تلك الحالة، وحفظ من القرآن الكريم في المرحلة الابتدائية إلى سورة الصافات، ثم اضطر حينها إلى الانقطاع عن الدراسة لظروف عائلية، قبل أن يعاود دراسته عندما تم افتتاح قسم ليلي للتعليم في القرية.
سجل الشيخ سكر في ذلك القسم وقد كان عمره آنذاك 14 عاما، وعاد أيضا لإكمال حفظ كتاب الله رغم سنه الكبير مقارنة بمن يحفظون القرآن وهم صغار في العمر، لينجح بعد عام واحد في حفظ القرآن كاملا بعد مساعدة وجهود أساتذته في التحفيظ.
التحق بعدها الشيخ سكر، بمعهد القراءات بجامع الأزهر الشريف، الذي يدرس فيه النحو والصرف والبلاغة والتفسير وعلوم القرآن والفواصل والرسم، وحصل على إجازة التجويد برواية ”حفص عن عاصم“، ثم الشهادة العالية في القراءات العشر الصغرى، وهي ”الشاطبية والدرة“، ومن ثم شهادة في تخصص القراءات وهي في العشر الكبرى.
وبعد أن تخرج من المعهد، التحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وحصل على شهادة ”الليسانس“، ثم تقدم إلى قسم أصول الفقه بكلية الشريعة في مصر للحصول على الماجستير في أصول الفقه، لكنه لم يكمل تلك الخطوة، إذ سافر إلى السعودية للعمل في تدريس القرآن.
بدأت حياة الشيخ سكر المهنية، خلال دراسته في معهد القراءات، فخلال دراسته في المعهد، عمل مؤذنا ومحفظا للقرآن في حلقات أحد المساجد، قبل أن يتم تعيينه إماما في مساجد القاهرة.
قدم إلى السعودية أول مرة عام 1973، والتحق بوزارة المعارف فيها، والتي تحولت فيما بعد إلى وزارة التعليم، وظل فيها لمدة عامين، قبل أن يعود للقاهرة عام 1975، ليكمل عمله في المسجد الذي كان إماما فيه، وبقي فيه لنحو خمس سنوات.
عاد بعدها الشيخ سكر إلى السعودية، ولنفس وظيفته في تحفيظ القرآن بمدارسها، ليبقى هناك سنين طويلة، ويحال في نهايتها على التقاعد قبل نحو عشرين عاما، بعد مسيرة حافلة في العمل بمجال التحفيظ، شهد فيها تطور هذا المجال الذي اقتصر عند قدومه إلى السعودية أول مرة على وجود مدرسة واحدة لتحفيظ القرآن الكريم تابعة لوزارة المعارف.
عمل الشيخ سكر بعد عودته الثانية للسعودية، محفظا للقرآن الكريم بمتوسطة وثانوية عليشة (مدرسة الشيخ عبد الرحمن بن فريان رحمه الله لتحفيظ القرآن الكريم )، ودرس في عدة مساجد كان أولها، جامع سارة في ظهرة البديعة، ثم جامع الفريان ثم جامع الشهداء في السويدي ثم جامع الأمير عبد الرحمن بن عبد الله في أم الحمام الشرقي، والذي ظل فيه لسنين طويلة حتى بعد تقاعده من العمل الحكومي.
وخلال حياته المهنية في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، أشرف على الكثير من المسابقات القرآنية المحلية في مصر والسعودية والدولية، كما شارك في برنامج ”تلاوة وقراءات“ الذي كان يذاع في إذاعة القرآن الكريم السعودية، وبرنامج ”دوحة القرآن“ الذي عرض على قناة ”المجد“ العلمية.