05-06-2020 09:31 PM
بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
الأردن يتعافى من فيروس الكورونا، بإذن الله، نتيجة لجهود منسّقة وتكاتف بنّاء بين الجهات كافة .. ومحاولة شعب عظيم تشكيل أجمل صورة من الإخاء والمحبة والوعي الذي لطالما راهنا عليه وآمنا به.. لتعود الحياة الى طبيعتها، ويعاد تشغيل معظم القطاعات، ويستثنى قطاع التعليم لحساسيته وتعاظم حجم الفئة التي يشملها، وحفاظا على سلامته التي تمسّ سلامة كل عائلة ومواطن في وطننا الغالي.
وهنا، نقف أمام فرصة أخرى لتقييم ما مررنا به في قطاع التعليم العالي ومحاولة إصلاحه قبل خوض تجربة جديدة باقتراب بدء الفصل الصيفي في الجامعات!! ليبقى السؤال – كما أشرت سابقا بتاريخ 842020– ما مدى نجاح التجربة السابقة، وكيفية الاستفادة منها؟ فإن كانت حداثة التجربة عذرا لأخطاء الماضي؛ فتكرار الخطأ في التجربة الثانية غير مقبول!!
ومن هنا يمكن الإشارة إلى ثلاث نقاط رئيسة:
︎تحويل التحديات إلى فرص
إذ لابد من تحويل كافة ما واجهنا من قصور في البنية التحتية والتكنولوجية وضعف في قدرات ومهارات بعض أعضاء هيئة التدريس والتفاوت في مستويات الجامعات التقنية والمادية والتضارب في القرارات والآراء بين الجهات المعنية والافتقار لآلية موحدة في التدريس والتعلم والتقييم .. وغيرها الكثير إلى فرص يمكن استغلالها وتغييرها بتكاتف الجهود، ووضع الخطط، وتسخير الموارد، وتعاون القطاعين العام والخاص وتوحيد الآليات، وتوفير الكفاءات للنهوض بتجربة التعليم الإلكتروني ونجاحها والتمكن من اعتمادها مستقبلا في واقع يعج بالتغيير والتسارع والتنافس التقني.
︎ نمط القائد الذي نريد
إن كانت الموارد والبنية التحتية والآليات والخطط والمناهج عوامل مهمة لنجاح هذه التجربة فإن سر نجاحها الحقيقي يكمن في نمط القائد الجامعي القادر على إيجادها جميعا ، قائد مؤمن بالتغيير ، قادر على إحداث الفرق ، مؤثر في جامعته وكادره وطلابه ، مصدر للدعم المادي والتقني بعلاقاته ومهارات التواصل لديه ومطلع على كل جديد وناقد لكل خطأ ومصلح لكل خلل ومتقبل للحداثة وناشر لثقافة التجديد ومشجع لكل مبتكر ومفكر ومطور.. واعٍ لقدرة وكفاءة كادره وطلابه وداعم لها .. منتج ومشارك للأفكار والآراء والخبرات بكل ما يخدم مصلحة الطالب والجامعة والوطن.
︎ القيادة بحب
إن هذه التجربة من التحوّل للتعلم الإلكتروني أو غيرها من التجارب يصعب نجاحها في أي مؤسسة أو جامعة دون حب!! دون طالب أو مدرس أو إداري محب .. محب لوطنه لجامعته لكليته لقسمه ولتخصصه ،والأهم قيادة جامعية تؤمن بالقيادة بالحب .الحب الذي يجعل خدمة الجامعة ونجاحها وتميزها أولوية لدى العاملين جميعا. الحب الذي يؤمن بالآخر وقدراته ويحترمه . الحب الذي يوحد النظرة ويجعلنا نعمل كفريق لا كأفراد ،الحب الذي يصنع من مجرد المحاولات فرص نجاح ،ومن رحلة الوصول للهدف قصة نجاح بحد ذاتها.
نجاحنا بالتعلم الإلكتروني يعتمد على مدى حبنا لما نقوم به وإيماننا به وبأن نجاحنا كقيادات يكون بحبنا لطلابنا وجامعاتنا ونجاحها.
¤ محاور ثلاثة رأيتها مهمة لخوض تجربة جديدة .. قد يستفاد منها لجعل ما هو آت خير مما سبق .. وبما فيه نفع أبنائنا وطلابنا وجامعاتنا ووطننا بأكمله ...والله ولي التوفيق.