08-06-2020 08:30 AM
بقلم : النائب الدكتور مصلح الطراونه
قد تقف المفردات عاجزة أمام الكثير من العطايا، و تبقي الهبات أضخم بكثير من مفردات اللغة التي تبدو فارغة في بعض الأوقات، فارغة لانها لا تحيط بحجم العطايا و لاتكافئها.
في خضم ما نحن فيه من امتحان قاس، يجلل علينا ظلاله القاسية، و أسئلته الصعبة، و مفاجآته الصادمة،... وفي حضرة هذا الكائن المجهري الذي جعل البشرية من أقصاها إلى أقصاها في حالة ارتباك، أو ربما أجد أن كلمة ارتباك لا تفي و لا تحيط بالوضع و الحقيقة، ربما ستكون كلمة ( ميمعة) و إن كانت عامية لربما هي الأنسب لوصف مواقف كثيرة سياسية و اقتصادية و اجتماعية، ربما هي الكلمة الأنسب لوصف سيول الأخبار التي نتابعها و نحن نجلس في بيوتنا مجبرين لا أبطال و لا مدعي أبوة ومناصري فكرة الأسرية.
أقول و نحن في خضم كل ذلك ربما يغيب عنا شكر الكثيرين، و أذكر بعضهم الآن، ولأن الشكر لا يفي كما أسلفت سأستعمل الامتنان لربما سيكون أجدر، نعم نحن كجموع أرى أننا ممتنون لهذا الكائن أولا، لأنه علمنا الكثير ، علمنا مقدار الهشاشة في كثير من الكيانات و المصطلحات و الأوهام التي كنا نعتقدها واقعا فإذا هي سراب حسبناه ماء، أولها النظام العالمي و الرأسمالية، والفردية التي وقفت كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه،
أننا ممتنون أيضا لذلك الجيش الأبيض بجميع مسمياتهم و مراكزهم و فئاتهم و وظائفهم بداية من رأس هرم الصحة و حتى أصغر موظفيه، هم الجنود الذين كانوا في الصفوف الأولى لمواجهة هذا الكائن كي لا يفتم ببقية باقية، شكرا لهم بحجم ما اتسع من السماء
إننا ممتنون أيضا لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية بجميع أطيافها و مسمياتها قادة و ضباطا و أفراد، الذين كانوا السند المنيع، ولجدار الذي يقينا في هذا الوطن عثرات كثيرة، هم الذين ما بخلوا بجهدهم ولا مساعدتهم أيا كان شكلها تجاه المواطنين، شكرا لهم بحجم ما اتسع من السماء.
إننا ممتنون أيضا لذلك الجندي المجهول الذي حمل على عاتقع إدارة المسهد بعيدا عن الصخب الإعلامي وكانت أعماله و قراراته بمكانها و زمانها الصحيحين و إن خالفني البعض، نعم ذلك الجندي هو لجنة الأوبئة التي استلمت زمام إدارة المشهد، شكرا لجميع أفرادها بحجم ما اتسع من السماء
و الشكر موصول بداية ونهاية لذلك الأب الذي وقف على المشهد من عل، يوجه هذا و يؤنب ذاك، وقف موقف الأب حانيا وحاميا لأسرته الصغيرة من مخاطر الوباء، يحتاط لكل صغيرة و كبيرة، أوصى بأن يعود طلابنا و من تقطعت بهم السبل في بداية الأزمة و حتى نهايتها، استمع بشكل يومي لكل مجريات الأحداث و متابعة الإجراءات اللازمة و الإنجازات، وما زال
نعن شكرا لك يا جلالة الملك بحجم ما اتسع من السماء، فكثير من القادة وقف على الحياد ومنهم من اتهم مواطنيه بالتخريب و منهم من جعلهم سببا في كل ما حدث.
و الشكر العظيم لبعض مؤسسات المجتمع التي وقفت موقفا جميلا في خضم ما نحن فيه، و ساندت ااجهود الحكومية و كان لها موقعا رديفا في تطبيق التعليمات و التوجيهات
شكرا لكل هؤلاء و لغيرهم ممن وقف في صق هذا الوطن، شكرا لكل المواطنين الذين كانوا بحجم المسؤولية و على مستوى من الإدراك لحجم المشكلة.