10-06-2020 11:16 PM
بقلم : محمود الخلايلة
هو الأردن، على امتداد مسيرتهٍ وطناً شامخاً، وبعمق سيرته عروبياً خالصاً، نراه اليوم يقف على أبواب مئويته، عريقاً بوجوده، فخوراً بتاريخه، راسخاً بأمجاده، عزيزاً بقيادته، معتزاً بشعبه.
في أعياد الوطن ومناسباته العزيزة، تجد عزة الأردنيين وفخرهم وفرحتهم لا يحدها حد، بل تسمو عنان السماء وتمتزج بشعور وطني صادق، وهم يحتفلون بثلاثية عزيزة وغالية (العرش، الثورة والجيش).
ومع حلول مناسبة الذكرى الحادية والعشرين لجلوس جلالة الملك على العرش، نتطلع لدرب خطيناه بقيادة حكيمة وازنة، ورؤية استشرافية ثاقبة، وعزم لا يلين، وعزيمة صلبة اعتز بها الأردنيون على مدار واحدٍ وعشرين عاماً منذ جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش.
وهي مسيرة حملت الأردن على خطى الإنجاز الشامل، وحققت تقدما مشهود في خارطة الإصلاح بأبعاده الثلاث؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعززت من رفعته على المستوى الدولي، ورسّخت حضوره وفعاليته في قضايا الأمم، داعيًا للسلام والسلم، وداعماً للأمن والاستقرار، ونصيرًا للإنسانية، ورمزًا حضارياً للحوار والحرية والعيش بين الأمم والأديان.
بتزامن مناسبة الجلوس الملكي، عيد استمرار الإنجاز ومنارته، وذكرى الثورة العربية الكبرى، دستور المبادىء والقيم الوطنية والعروبية، ويوم الجيش، حامي المسيرة وحامل لوائها، يتميّز الأردن مرسخًا قواسم تجمع مسيرة العرش ومبادىء ثورة الأمة ولواء الجيش العربي المصطفوي، فالعرش هاشمي، وزعيم الثورة هاشمي وقائد الجيش العربي المصطفوي هاشمي.
واليوم، لا تغيب عنّا الإنجازات الماثلة التي تحققت في عهد جلالة الملك المعظم، وهي تمثّل علامة فارقة في مسيرة الأردن، الذي نراه بعيوننا بكل فخر كما نرى قائدنا، وينظر لها العالم بإعجاب وتقدير، أنموذجا تزيّنه الديمقراطية، وتسطع فيه شمس التقدّم، ولا يغيب عن سمائه الحرية، حتى غدا منارةً للأمن والاستقرار، وقبلةً للسلام والعيش المشترك والتسامح، التي رسخّها جلالة الملك في صورة الأردن ومبادئه وخطابه المعتدل.
وللجيش، حامل رسالة الثورة العربية وحافظ مبادئها وحامي الحمى ودرع الوطن، مكانة وطنية ووجدانية راسخة في تاريخ الأردنيين ودولتهم؛ جنوده بواسل، ورجاله أشاوس، وتضحياتهم ماثلة، وهو الجيش الذي التصقت به ثنائية العربي والمصطفوي.
في غمرة الاحتفالات والأعياد الوطنية، نزداد فخراً وأردننا يزدان بتعابير الفرح ورايات النجاح، والدولة تضرب مثالاً بجميع مؤسساتها لعبور مرحلة حكم بها الوباء العالم، لكنها هي ذاتها الرؤية الملكية الرشيدة والتوجيهات الصائبة، التي قادت الأداء وحكمت تناغمه وصولا إلى ما نحن عليه اليوم.
للأردن، قيادةً ملهمة، ووطناً عرفناه «أرض الشومات»، وشعباً معطاءً خيّراً، خيرٌ قادم، ومستقبلٌ باهر، وفرصٌ يستثمرها أبناؤه نحو الرفعة والمجد، لنراكم الإنجاز طيباً على طيب، ونعزز البناء ظاهراً شامخاً وراسخا، نتعلّم من محطاتٍ مرت بنا واجتزناها برؤية الحُكم وعزم الشعب، ونحتفي بمنجزات تحققت للوطن وشعبه.
لسيدنا أبي الحسين، رائد المسيرة، ولملهمنا بعين القائد وقلب الأب وعزم الفارس وتصميم الفذ، نعاهدك أن نبقى كما عرفتنا معك، ونعدك كما نحن على العهد، بكم نفخر، ومعكم نكبر، وبدعمكم نمضي، بوصلتنا الإنجاز، ومنارتنا العز، وميثاقنا الوطنية الحقّة، لنبقى ويبقى الأردن معكم وبكم ماضٍ نحو دروب الخير والمجد.
فكل عام وجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين والأردن الأغر وشعبه الوفي بخير وعزة ومعزة.