12-06-2020 09:25 AM
سرايا - لا يحبذ كثيرون ارتداء الكمامة لأنها تجعل التنفس أصعب ولا تمكّن الناظر من تمييز ملامح وجه الآخر وانفعالاته بشكل جيد.
الواقي البلاستيكي يبدو حلاً مناسباً، ولكن ماذا يقول العلم عن فعاليته للوقاية من فيروس كورونا المستجد؟ التنفس بشكل أفضل وتمييز الابتسامة وتفاهم أفضل عن طريق رؤية ملامح الوجه.
تلك أهم مميزات الواقي البلاستيكي على الكمامة.
بيد أن ارتداء الواقي للحماية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد أمر ما يزال يثير الجدل من الناحية العلمية.
ولاية هيسن الألمانية سمحت بارتداء الواقي البلاستيكي كبديل عن الكمامة، في حين أن ولاية بادن- فورتمبورغ لا تعتبره بديلاً.
فماذا يقول العلماء عن قدرة الواقي البلاستيكي على توفير الحماية من فيروس كورونا المستجد مقارنة بالكمامة التقليدية؟ لا بيانات علمية كثيرة عن قدرة الواقي على توفير الحماية.
ومن هنا ليس هناك حكم علمي قاطع.
عالم الفيروسات الألماني ألكسندر كيكولي قال في تصريح صحفي إنه "بنفس جودة" الكمامة القماشية.
ومعهد روبرت كوخ الحكومي لا يعتبره بديلاً بجودة تغطية الفم والأنف.
يشدد عالم الفيروسات من المشفى الجامعي في هامبورغ يوهانس كنوبلوخ على أهمية التفريق بين حماية النفس وحماية الآخر عند الحديث عن الواقي البلاستيكي: "لحماية النفس فإن الواقي مثالي للحماية من العدوى عن طريق البصاق ولحماية الأغشية المخاطية".
ولكن عند الحديث عن حماية الآخرين من العدوى فللباحث الألماني رأي آخر: "الواقي البلاستيكي يقي فقط من الفيروسيات التي يحملها الرذاذ الذي يصطدم بجدران الواقي".
الكمامة القماشية في المقابل توفر حماية أفضل بسبب عدم وجود فراغ بين الفم وجدار الواقي، حسب كنوبلوخ وهو رأي يشاركه فيه معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية.
الرذاذ يمكن أن ينتشر في الهواء بسبب المسافة الكبيرة بين الواقي والفم.
عالم الفيروسات الألماني ألكسندر كيكولي يرى أن الواقي يقي نفس درجة الكمامة القماشية عندما لا يتواجد الشخص مع الآخر لفترة طويلة جداً في غرفة مغلقة.
تُعد مدينة يينا في ولاية تورنغن الواقعة في وسط ألمانيا أول مدينة ألمانية تفرض استعمال الكمامة عند التسوق وركوب وسائل المواصلات بدءاً من السادس من شهر إبريل/ نيسان.
كما تتقبل المدينة الأوشحة كبديل للكمامة.
أدى التهافت على شراء الكمامات في بداية الأزمة إلى نفاذها في الأسواق، وهو ما أطلق العنان لخيال المبتكرين على شبكة الإنترنت لإيجاد حلول أخرى.
فعلى موقع تويتر استعمل المغردون وسم "maskeauf" أو "ضع الكمامة" لمشاركة طرق مبتكرة وبسيطة لصنع الكمامات.
أحد هؤلاء كانت مصممة الأزياء كرستين بوشو من مسرح مدينة كوتبوس الألمانية التي قامت بتفصيل عدد من الكمامات لفرق الإسعاف والصليب الأحمر الألماني.
لا يعني وضع الكمامة الواقية بالضرورة ألا يبتسم الشخص إذ يمكن الجمع بينهما، كما فعلت مانشا فريدريش من مدينة هانوفر الألمانية.
إذ قامت الفنانة الألمانية بصنع كمامات على أشكال وجوه ضاحكة وحيوانات أليفة لمواجهة كورونا بطريقة طريفة، كما راعت أن يكون القماش الداخلي للكمامة قابلاً للتبديل.
لفتت رئيسة سلوفاكيا سوزانا كابوتوفا الأنظار بكمامتها الواقية التي تناغم لونها مع لون فستانها.
وكانت جمهورية التشيك وسلوفاكيا في مقدمة الدول التي فرضت الكمامات الواقية في منتصف آذار/ مارس عند التواجد في الأماكن العامة أو الذهاب للتسوق، وتبعتهما النمسا في فرض الكمامة عند الذهاب للأسواق.
كانت الصين من مقدمة الدول التي فرضت وضع الكمامات الواقية.
لكن هذه الإجراءات الحكومية المشددة لم تمنع هذا الثنائي من التمتع بالرقص في الأجواء الربيعية بمدينة شينيانغ الصينية.
في إسرائيل أيضاً فُرضت إجراءات وقائية صارمة لمواجهة فيروس كورونا.
فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمر بفرض حظر تجوال بإشراف الشرطة والجيش.
يجب على الجميع الالتزام بالتعليمات، ففي الصورة يطالب شرطي يرتدي الكمامة بمدينة القدس أحد اليهود المتدينين بالعودة لمنزله.
أما في قطاع غزة فيحاول الفنانون تشجيع المواطنين على وضع الكمامات، حيث قاموا برسم الأشكال الفنية المبهجة عليها.
فرضت حكومة القطاع على السكان منع التجمعات وتقييد للخروج من المنزل، وأدى ذلك إلى إلغاء "مسيرات العودة" خوفاً من انتشار العدوى.
اختارت الشرطة الكولومبية تصميمات مثيرة للجدل على الكمامات الواقية.
تُظهر الصورة شرطي يرتدي كمامة مرسوم عليها وجه "الرجل الأخضر" المعروف باسم "هولك"، وهو شخصية خيالية ابتكرها الفنانين الأمريكيين ستان لي وجون كيربي وظهرت في مجلات الأبطال الخارقين في 1962 وفي العديد من الأفلام والمسلسلات.
ويُعد هولك أحد أقوى الأبطال الخارقين، مما يطرح التساؤل عن سبب اختيار هذا الشرطي له.
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة أحد مصانع تصنيع الكمامات والملابس الواقية في سانت بارتيليمي دانجو بغرب فرنسا.
أدى نقص الملابس والمعدات الوقائية إلى رفع مئات الأطباء لدعوى قضائية ضد الحكومة لعدم توفيرها لهم في هذا الوقت الحرج.
إلا أن العديد من الأطباء مازالوا يقومون بأداء واجبهم رغم النقص.