حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1321

كلمة السر ( كورونا )

كلمة السر ( كورونا )

كلمة السر ( كورونا )

16-06-2020 11:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فدوى خصاونة

كل قصصنا الآن منسوجة بالفكر الغربي ولا أتوقع أنه خياراً بقدر كونه إجباراً .

فلا يمكننا أن نخاصم العالم ونقف مواقف الشواذ بالوقت الذي نعيش على فتات علومهم ونتعاطى عقاقيرهم ونغوص عبر فكرهم .
لكل هذا علينا أن نجد بدائل ونرتقي بما لدينا من خبرات وعلوم .

قبل أن نرفضهم ونلعنهم علينا أن نسخِّر الجن ونصل لمرحلة النضج غير الباهت كما ثمار الصيف التي تفقد طعمها بغير وقتها .

علينا أن نغلق الأبواب أمام ريح الفكر العقيم الذي يهب علينا ويشتت ثوابتنا ويذروها في سماء مزدحمة بالأقمار والأنظار فتستهدف الفكر والأخلاق .

فالجهل هو أداة سرقة العقول وضياع الأمم .
والإتكالية واحد من أهم مفاتيح الضعف هي ليل وظلمات فوق بعض .

فالإتكالية تجعلنا محكومين لمنتجات الغرب وموسيقاهم وأفلامهم وأكاذيبهم .

والإحتلال الفكري سيطرة لفكر غير مرتبط بذات الشخص ولا يناسبه شكلا ولا مضمونا ؛ الأمر الذي يجعله يتراجع بكل الأمور ويفقد إرادته وقدرته على مسايرة متغيرات الحياة ليقبع في سجن الجهل والتبعية ويبقى مستهلكا غير قادر على النهوض .

إذا كانت الطريق سهلة فاصنع حواجز لتصل مبكرا فما أسرع ما يصلنا تطبيقات الانترنت دونما قيود أو حواجز !
وما أسرع ما نقوم بتحميلها عبر أجهزة (الايفون والسامسونج) المصنوعة في بلادهم !

وما أسرع ما تصلنا الموديلات و(الفاشن) وأنواع العطور الباريسية الاصلية وحتى التقليدية من صناعتهم !

كل شيء يصلنا بسهولة ويسر إلا العلم النافع ؛ إنهم حريصون أن لا يصلنا شيء من العلم ؛ تماما كصاحب المطعم الذي يقدم وجبات مختلفة وبمذاقات محببة ، وعندما يسأله أحد عن الخلطات يقول : إنه سرُّ المهنة . وهذا تماما ما يحدث في سياسة العالم وسياسة القوة إنه سر المهنة يا سادة فلا تحاولوا استغلال الأرض أو تشغيل عقولكم لانه سر المهنة .

ونحن اليوم أمام سر عظيم ألا وهو سر كورونا وإنني لا أشك للحظة أن كورونا وصلت إلينا بإلزامية كما وصلت لنا كل التقنيات التي تجعلنا نعيش حالة الإتكالية .

كورونا وصلتنا كما وصلنا (الفايبر والتويتر ) وغيره من التطبيقات ؛ إنه شيء مفروض كما فرضوا علينا قبلا داعش والقاعدة ؛ حتى وإن كان ضربا من الخيال ، والأكشن.

حتى وإن كان ضربا من جنون السياسة علينا أن نقبله ونسجل أرقاما لمخالطين ومخالطيهم وكل من خالطهم إلى يوم يبعثون .

علينا أن نسجل عددا من الوفيات حسب الطلب العالمي .

كورونا حصل على موافقة عالمية شعبية على اعتباره وباء وجائحة كما حصل داعش على تصنيف أنه منظمة إرهابية و كان لزاما أن تسجل عمليات إرهابية بطرق مروعة .

سر كورونا لن يمكث طويلا في البئر ؛ وسيأتي السيارة يوما ما ويعلنوا هذا السر الذي قلب موازين العالم وعطل مصالح الشعوب .

بالوقت الذي بدأ العالم يتعافى من هذا الوباء يأتي ضابط شرطة أمريكي ويدوس على الإنسانية بأقدامه فيصرخ جورج فلويد بصوت يصل صداه عابرا للقارات والفضاءات فكانت آخر كلماته : لا أستطيع أن أتنفس دعني أتنفس .

كورونا خجل أن يفعل ما فعله هذا الشرطي فقد منح البشرية فرصة ليتنفس هواء نقيا ويأخذ نفسا عميقا ولكن الإنسان أبى إلا أن يكتم أنفاس أخيه الإنسان من المغضوب عليهم بذنب لونهم أو عرقهم أو دينهم ؛
فتداعى سائر العالم بالرفض والاستنكار لهذه الحادثة وكأن العالم هو الجسد وكل دولة عضو في الجسد إذا اشتكى ؛ فبدا العالم كأنه قصرا مبنيا على ريش ينخر حجارته السوس الأسود .

ولما كان رفضا عالميا لحادثة فلويد توجه (السيناريست) أن يمنح كورونا شوطا إضافيا ليسجل مزيدا من الهلع والتوتر ، وليغض الشعوب الطرف عن حادثة فلويد حتى يخوضوا في حديث غيره ؛ فأعلنوا عن ازدياد في الحالات والوفيات وحذروا من إعادة الإغلاق .

السر بالثوابت كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ؛ أما السر بالمتغيرات وكل ما هو مستحدث كلمة ضائعة نصل إليها بعمليات مسح أفقية وعمودية ، وتبقى حروف اللعبة مبعثرة سهلة التركيب ولكن كلمة السر كورونا تحتاج لجرأة وتحرر حتى نعلنها ولا بد وأن يظهر السر وتتوضح المؤامرة ؛ فالمثل يقول : ( خذ أسرارهم من صغارهم) .

يقول تشرشل وينستون أدرس التاريخ جيدا لتتعرف على أسرار الدول والحروب ؛ ومهما يكن فلا يوجد حكاية دونما أسرار ؛ وكورونا هو الطعم السياسي الذي ابتلعته الدول رغما عنها ووقعت بفخه ، وتحقق منه مردودا وشكلا من أشكال الاحتلال المعاصر ، وسيبقى كورونا ورقة يانصيب رابحة يصرفونها متى شاءوا .








طباعة
  • المشاهدات: 1321
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم