18-06-2020 10:10 AM
بقلم : روز نصر
بالرغم من انخفاض نسبة الحوادث بما يقارب 37% منذ بداية تأهيل الطريق الصحراوي حسب تصريح سابق لوزارة الأشغال العامة و الإسكان إلا ان المواطن الأردني ما يزال متابعاً لحلقات مسلسل الحوادث المرعبة و الموت على هذا الطريق.
عناوين الأخبار التي نسمعها و نقرؤها بشكل مستمر حول حوادث الصحراوي و عدد الإصابات و الوفيات أصبحت بالرغم من جسامتها تفاصيل اعتيادية في حياتنا كأردنيين و هو ما اعتبره البعض مؤشراً لا يقل خطورة عن حوادث الطريق لما يحمل في ثناياه من رسائل لا تبشر بوجود حلول جذرية لإخراج الحلقة الأخيرة من المسلسل و ايقاف خطر الطريق و تحويلاته.
تفاصيل مؤلمة لحياة أشخاص ربما نكون منهم يوماً ما خرجوا من منازلهم حاملين معهم أمانيهم و همومهم و مشاغلهم على أمل العودة و لكن حادثاً بسبب التجاوز الخاطيء أو السرعة أو الظلام و غيره من الأسباب أوقفهم في المستشفيات لإصابتهم أو أوقفت حياتهم على طريق بات معروفاً "بطريق الموت" و مهما تعددت الأسباب فالموت واحد! هكذا يختصر المشهد المواطن محمد الحسنات أحد رواد الصحراوي حيث يسكن في منطقة وادي موسى و يعمل في العاصمة.
أما السيدة أم راشد فلا تكف عن ثني أبنائها من سلوك الطريق الصحراوي في كل مرة ينوون الذهاب بها الى مدينة العقبة و تقول عندما لا يطاوعني أحدهم أجلس مهمومة "على أعصابي خايفة أسمع خبر حادث أو وفاة" و تشير الى ان خوفها الأكبر ليس من قيادتهم و وعيهم بل من التحويلات على الطريق و من التجاوزات الخاطئة و وجود الشاحنات الى جانب المركبات المتوسطة و الصغيرة، فيما عبر فاروق عن استياءه من عدم قدرته على اصطحاب اصدقاءه الذين حضروا للأردن بهدف السياحة من عمان للعقبة و العكس خوفاً من شبح الصحراوي مشيراً الى انه لا يوجد بدائل لهذا الطريق مع الأخذ بعين الاعتبار ان استخدام رحلات الطيران الداخلية ليس حلاً و يعتبر مكلفاً ل3 أشخاص، و طريق البحر الميت ليس بديلاً أفضل بكونه ضيق و غير مريح و خاصة بالليل نظراً لعدم وجود انارة لمسافات طويلة.
أسباب الحوادث على الطريق:
الاتهامات الأكبر تُوجه للأعمال الإنشائية و التحويلات على الطريق و اعتبارها السبب الرئيس للحوادث إلا أن أرقام احصائيات إدارة السير و معهد المرور الأردني للعام الماضي تظهر ان مايزيد عن 55% من الحوادث وقعت بسبب السرعة الزائدة حيث بلغت 219 حادثاً و 46 حادث بسبب التجاوز الخاطىء و 39 بسبب فقدان السيطرة فيما كان لتعطل المركبة نصيباً من الحوادث بواقع 25 حادثاً أمّا الإنجراف بسبب الأمطار سجل 8 حوادث حسبما أكده الناطق باسم وزارة الأشغال العامة و الإسكان عمر محارمة.
و بين محارمة ان الوزارة حريصة على وضع الشواخص المرورية على بعد 50 متراً بدلاً من 250 متراً كما هو معمول به عالمياً لتحذير السائقين و لفت انتباهم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة و مراعاة السير و الالتزام بقواعد المرور و السرعات المقررة تجنباً للحوادث، مضيفاً ان نسبة انجاز العمل في المشروع الذي يتوقع الإنتهاء منه في شهر آب المقبل وصلت الى 90% .
لا شك أن سلوك السائق هو العامل الأهم في التسبب بالحوادث من عدمها و ذلك وفقاً لما تظهره احصائيات إدارة السير الأخيرة و التي بينت ان عناصر الحادث الأكبر تعود بنسبة 98% للإنسان ثم بسبب المركبة بنسبة 1.3% والنسبة الأقل 0.7% للطريق، و هنا يؤكد خبير الطرق الدكتور ابراهيم عاصي ان معظم السائقين ينفد صبرهم عند التوقف أو السير ببطئ و هو ما يحصل على الطريق الصحراوي عند التحويلات حيث يتم وضع الحواجز الخرسانية الأمر الذي يؤدي الى التجاوز الخاطئ و زيادة السرعة بشكل مفاجئ، و هنا يشير عاصي الى ان استبدال الحواجز الخرسانية بأخرى بلاستيكية أو مائية كما هو معمول به في الدول المتقدمة يسهم في التخفيف من حدة الحوادث و الخسائر الناتجة عنها.
و يؤكد عاصي على أهمية التزام السائقين بالشواخص التحذيرية و خاصة عند سلوك التحويلات المرورية و الإلتزام بالمسرب و تخفيف السرعة مع توفر العامل الأهم لديهم و هو الصبر.
حلول بديلة للطريق الصحراوي:
بعد استعراض الآراء و الحقائق حول أسباب تكرار الحوادث على الطريق الصحراوي الذي يعد الطريق الأهم و القلب النابض للأردن، لربما نتسائل لماذا لا يوجد لدينا خيارات كمواطنين في استخدام طرق بديلة محاذية للطرق السريعة و الدولية و لماذا لا تلجأ الحكومة لإنشاء طريق محاذي للصحراوي على نظام الطرق العالمية المدفوعة الرسوم "طريق المرور" Toll Roads و التي يتم فيها تخصيص مسرب للشاحنات.
هذا الطرح أشارت له وزارة الأشغال سابقاً كمثال على انشاء طريق محاذي للصحراوي حيث قوبل ببعض ردود الأفعال الرافضة للفكرة تماماً و ردود أخرى كان الاستهجان عنوانها و هو أمر طبيعي إذا اعتبرنا ان الحق الأساسي لنا كمواطنين هو توفير شبكة طرق آمنة و نظيفة دون أي مقابل، و لكن ما يجدر الإشارة له هنا ان هذه الطرق تكون محاذية و اضافية و الخيار مفتوح للمستخدمين بسلوك الطريق الأساسي أو المدفوع الرسوم و الذي أثبت نجاحه في الدول المتقدمة التي طبقته و في عدد من الدول العربية كالامارات العربية المتحدة و المغرب.
هذه المنظومة من الطرق و التي تنفذها شركات استثمارية خاصة تلجأ اليها الدول بهدف تخفيف الإزدحامات المرورية على الطرق السريعة و الدولية و خصوصاً الطرق التي تربط المطار بالعاصمة و لإيجاد مسارب خاصة للشاحنات و المركبات الثقيلة، وتتميز هذه الطرق بعدم وجود التفافات و تحويلات أو أي مداخل لمناطق أخرى، و تكون السرعة المقررة عليها أعلى من المعتاد و نسبة الأمان فيها مرتفعة.
فيما يتم استيفاء رسوم الإستخدام لتطوير البنية التحتية و عمل صيانة للشارع و بصيغ مختلفة اما عن طريق أكشاك أو في المحطات، بالإضافة لطرق تحصيل الرسوم الإلكترونية وذلك بهدف خفض التكاليف وتقليل التأخير الزمني.
و يعد الطريق الدولي الصحراوي من أهم الطرق في المملكة الأردنية الهاشمية ويصل جنوب المملكة بوسطها على طول نحو 320 /كم و يربط جنوبها مع مدن الشمال، و يعتبر "شريان الحياة" للأردن حيث يصل ميناء العقبة الذي تنتقل منه البضائع لتصل جميع السكان في كافة المحافظات، اضافة لكونه طريقاً شاهداً على تاريخ الحضارات و زاخراً بها منذ القدم.بالرغم من انخفاض نسبة الحوادث بما يقارب 37% منذ بداية تأهيل الطريق الصحراوي حسب تصريح سابق لوزارة الأشغال العامة و الإسكان إلا ان المواطن الأردني ما يزال متابعاً لحلقات مسلسل الحوادث المرعبة و الموت على هذا الطريق.
عناوين الأخبار التي نسمعها و نقرؤها بشكل مستمر حول حوادث الصحراوي و عدد الإصابات و الوفيات أصبحت بالرغم من جسامتها تفاصيل اعتيادية في حياتنا كأردنيين و هو ما اعتبره البعض مؤشراً لا يقل خطورة عن حوادث الطريق لما يحمل في ثناياه من رسائل لا تبشر بوجود حلول جذرية لإخراج الحلقة الأخيرة من المسلسل و ايقاف خطر الطريق و تحويلاته.
تفاصيل مؤلمة لحياة أشخاص ربما نكون منهم يوماً ما خرجوا من منازلهم حاملين معهم أمانيهم و همومهم و مشاغلهم على أمل العودة و لكن حادثاً بسبب التجاوز الخاطيء أو السرعة أو الظلام و غيره من الأسباب أوقفهم في المستشفيات لإصابتهم أو أوقفت حياتهم على طريق بات معروفاً "بطريق الموت" و مهما تعددت الأسباب فالموت واحد! هكذا يختصر المشهد المواطن محمد الحسنات أحد رواد الصحراوي حيث يسكن في منطقة وادي موسى و يعمل في العاصمة.
أما السيدة أم راشد فلا تكف عن ثني أبنائها من سلوك الطريق الصحراوي في كل مرة ينوون الذهاب بها الى مدينة العقبة و تقول عندما لا يطاوعني أحدهم أجلس مهمومة "على أعصابي خايفة أسمع خبر حادث أو وفاة" و تشير الى ان خوفها الأكبر ليس من قيادتهم و وعيهم بل من التحويلات على الطريق و من التجاوزات الخاطئة و وجود الشاحنات الى جانب المركبات المتوسطة و الصغيرة، فيما عبر فاروق عن استياءه من عدم قدرته على اصطحاب اصدقاءه الذين حضروا للأردن بهدف السياحة من عمان للعقبة و العكس خوفاً من شبح الصحراوي مشيراً الى انه لا يوجد بدائل لهذا الطريق مع الأخذ بعين الاعتبار ان استخدام رحلات الطيران الداخلية ليس حلاً و يعتبر مكلفاً ل3 أشخاص، و طريق البحر الميت ليس بديلاً أفضل بكونه ضيق و غير مريح و خاصة بالليل نظراً لعدم وجود انارة لمسافات طويلة.
أسباب الحوادث على الطريق:
الاتهامات الأكبر تُوجه للأعمال الإنشائية و التحويلات على الطريق و اعتبارها السبب الرئيس للحوادث إلا أن أرقام احصائيات إدارة السير و معهد المرور الأردني للعام الماضي تظهر ان مايزيد عن 55% من الحوادث وقعت بسبب السرعة الزائدة حيث بلغت 219 حادثاً و 46 حادث بسبب التجاوز الخاطىء و 39 بسبب فقدان السيطرة فيما كان لتعطل المركبة نصيباً من الحوادث بواقع 25 حادثاً أمّا الإنجراف بسبب الأمطار سجل 8 حوادث حسبما أكده الناطق باسم وزارة الأشغال العامة و الإسكان عمر محارمة.
و بين محارمة ان الوزارة حريصة على وضع الشواخص المرورية على بعد 50 متراً بدلاً من 250 متراً كما هو معمول به عالمياً لتحذير السائقين و لفت انتباهم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة و مراعاة السير و الالتزام بقواعد المرور و السرعات المقررة تجنباً للحوادث، مضيفاً ان نسبة انجاز العمل في المشروع الذي يتوقع الإنتهاء منه في شهر آب المقبل وصلت الى 90% .
لا شك أن سلوك السائق هو العامل الأهم في التسبب بالحوادث من عدمها و ذلك وفقاً لما تظهره احصائيات إدارة السير الأخيرة و التي بينت ان عناصر الحادث الأكبر تعود بنسبة 98% للإنسان ثم بسبب المركبة بنسبة 1.3% والنسبة الأقل 0.7% للطريق، و هنا يؤكد خبير الطرق الدكتور ابراهيم عاصي ان معظم السائقين ينفد صبرهم عند التوقف أو السير ببطئ و هو ما يحصل على الطريق الصحراوي عند التحويلات حيث يتم وضع الحواجز الخرسانية الأمر الذي يؤدي الى التجاوز الخاطئ و زيادة السرعة بشكل مفاجئ، و هنا يشير عاصي الى ان استبدال الحواجز الخرسانية بأخرى بلاستيكية أو مائية كما هو معمول به في الدول المتقدمة يسهم في التخفيف من حدة الحوادث و الخسائر الناتجة عنها.
و يؤكد عاصي على أهمية التزام السائقين بالشواخص التحذيرية و خاصة عند سلوك التحويلات المرورية و الإلتزام بالمسرب و تخفيف السرعة مع توفر العامل الأهم لديهم و هو الصبر.
حلول بديلة للطريق الصحراوي:
بعد استعراض الآراء و الحقائق حول أسباب تكرار الحوادث على الطريق الصحراوي الذي يعد الطريق الأهم و القلب النابض للأردن، لربما نتسائل لماذا لا يوجد لدينا خيارات كمواطنين في استخدام طرق بديلة محاذية للطرق السريعة و الدولية و لماذا لا تلجأ الحكومة لإنشاء طريق محاذي للصحراوي على نظام الطرق العالمية المدفوعة الرسوم "طريق المرور" Toll Roads و التي يتم فيها تخصيص مسرب للشاحنات.
هذا الطرح أشارت له وزارة الأشغال سابقاً كمثال على انشاء طريق محاذي للصحراوي حيث قوبل ببعض ردود الأفعال الرافضة للفكرة تماماً و ردود أخرى كان الاستهجان عنوانها و هو أمر طبيعي إذا اعتبرنا ان الحق الأساسي لنا كمواطنين هو توفير شبكة طرق آمنة و نظيفة دون أي مقابل، و لكن ما يجدر الإشارة له هنا ان هذه الطرق تكون محاذية و اضافية و الخيار مفتوح للمستخدمين بسلوك الطريق الأساسي أو المدفوع الرسوم و الذي أثبت نجاحه في الدول المتقدمة التي طبقته و في عدد من الدول العربية كالامارات العربية المتحدة و المغرب.
هذه المنظومة من الطرق و التي تنفذها شركات استثمارية خاصة تلجأ اليها الدول بهدف تخفيف الإزدحامات المرورية على الطرق السريعة و الدولية و خصوصاً الطرق التي تربط المطار بالعاصمة و لإيجاد مسارب خاصة للشاحنات و المركبات الثقيلة، وتتميز هذه الطرق بعدم وجود التفافات و تحويلات أو أي مداخل لمناطق أخرى، و تكون السرعة المقررة عليها أعلى من المعتاد و نسبة الأمان فيها مرتفعة.
فيما يتم استيفاء رسوم الإستخدام لتطوير البنية التحتية و عمل صيانة للشارع و بصيغ مختلفة اما عن طريق أكشاك أو في المحطات، بالإضافة لطرق تحصيل الرسوم الإلكترونية وذلك بهدف خفض التكاليف وتقليل التأخير الزمني.
و يعد الطريق الدولي الصحراوي من أهم الطرق في المملكة الأردنية الهاشمية ويصل جنوب المملكة بوسطها على طول نحو 320 /كم و يربط جنوبها مع مدن الشمال، و يعتبر "شريان الحياة" للأردن حيث يصل ميناء العقبة الذي تنتقل منه البضائع لتصل جميع السكان في كافة المحافظات، اضافة لكونه طريقاً شاهداً على تاريخ الحضارات و زاخراً بها منذ القدم.