27-06-2020 10:28 AM
سرايا - يبدو أن وفاة أسطورة كرة القدم العراقية الكابتن أحمد راضي، الأحد الماضي، ستفتح الأبواب لتؤكد كل الصرخات التي كانت تعالت في الفترة الماضية شاكية ضعف النظام الصحي في البلاد، ومناشدة المعنيين للتدخل وإيجاد حلول تواجه تفشي فيروس كورونا المستجد.
فعلى الرغم من مرور أيام على وفاة راضي، بعد إصابته بالوباء، إلا أن تداعيات ما حصل تكشف رويداً رويداً.
فمن المعروف أن الراحل كان بانتظار نقله إلى العاصمة الأردنية عمّان لاستكمال العلاج، إلا أن العائلة أكدت في معلومات نقلتها قناة “السومرية” المحلية، أن تأخراً حدث أثناء عملية النقل حال دون السفر، مضيفة أن سبب التأخر كان نتيجة امتناع الطبيب المشرف في “مستشفى النعمان” على الكابتن الراحل عن تقديم تقرير مفصّل للكادر الطبي المتواجد على الطائرة عن حالة راضي الصحية، كي يتم التعامل معه خلال الرحلة.
وأضافت أن الطبيب الموجود رفض توقيع التقرير الطبي، لأن الكابتن كان بحاجة لجهاز تنفس اصطناعي خاص كي يزوّده بالأكسجين طيلة وقت الرحلة لضمان سلامة الراحل، فيما رفض الطبيب توقيع التقرير لأن ذلك يثبت مسؤوليته عن كل ما جاء فيه، والكادر الطبي المتواجد على الطائرة لا يستطيع نقل المريض دون التقرير المذكور.
6 ساعات وطبيبة التخدير مفقودة!
وعن الأمر أيضا، أفادت المعلومات بأن الجهاز المذكور تأخر تركيبه ساعات عديدة بسبب غياب طبيبة التخدير، حيث كان إقلاع الطائرة عند الساعة العاشرة من صباح الأحد، ومن المفترض تواجد الراحل عند الساعة السابعة في المطار، كما من المفترض وصول الجهاز عند الساعة الخامسة صباحا، إلا أن البحث عن طبيبة التخدير استلزم ما يقارب 6 ساعات من الوقت تقريباً، ما أخّر الرحلة وكل الإجراءات الأخرى.
كما أكدت العائلة أن أطباء منها عبر الكاميرات كانوا يتابعون حالة الراحل الصحية بسبب نقص الكادر الطبي.
أما عن مقطع الفيديو الأخير الذي ظهر فيه راضي من المستشفى قبل وفاته ومن حوله مدير المستشفى وأفراد من الكادر الطبي، فقد ردت المقابلة عليه بأن إهمالا شديدا حاصر وجود الكابتن هناك رغم الفيديو الذي حاول إظهار العكس، فقد كشفت أنه وعند انتهاء الدوام الرسمي للمستشفيات، أي عند الساعة الثالثة ظهراً تقريبا، تتناقص أعداد الكوادر الموجودة في المستشفى بشكل كبير جداً.
جرعات أفقدته وعيه
أما بالنسبة للعلاج، فقد أكدت المقابلة أن أخطاء اعترضت رحلة العلاج، حيث أعطيت للراحل جرعات غير منتظمة من الدواء كانت تفقده وعيه، وعن ذلك أشارت المعلومات إلى أن الراحل استقيظ صباح الوفاة كي يدخل الحمام فلم يجد من يساعده، ما اضطره لنزع جهاز الأكسجين عن وجهه ودخول الحمام وحيداً، وهناك فقد وعيه وأغمي عليه، وبعد 12 دقيقة انتبه له الكادر الطبي فسارعوا لإنقاذه دون جدوى، فتوفي بعدها.
العائلة تتوعد
يذكر أن مدير مستشفى النعمان الذي رقد فيه الراحل في بغداد، صلاح العزي، كان كشف بعد الوفاة أن راضي كان بصحة جيدة جدا قبل الفاجعة بساعات، مضيفا أن راضي تحدث مع عائلته عبر الهاتف، وأنه أزال جهاز الأكسجين صباح ذاك اليوم لدخول المرحاض، لكنه فقد الوعي في تمام الساعة 7:15 صباحاً”.
وتابع أن “الأطباء أجروا له الإسعافات الطبية دون جدوى، حيث فارق الحياة في الساعة 7:45 صباحا”.