27-06-2020 08:46 PM
بقلم : القاضي بشير الصليبي
إن تفشي وباء كورونا ( كوفيد 19 ) خلق أزمة عارمة تطحن الأقتصاد العالمي وقد عبرت هذه الأزمة عن نفسها في العديد من القضايا والمشاكل ( ركود واضح يطغى على الأقتصاد العالمي ، تضخم ، ارتفاع معدلات الباطلة ، ازمة الطاقة ، انهيار النقد الدولي ، تعويم اسعار الصرف ، الخلافات بين مجموعة الدول الرأسمالية _ اسعار النفط_ ، مشكلة المديونية الخارجية للعديد من الدول ).
العالم وقف حائر سواء ف تفسير ماحدث أو في تقديم الحلول للمشاكل الناتجة عن الأزمة الأقتصادية الناشئة نتيجة تداعيات ازمة فايروس كرونا.
حينما نتأمل الأزمة الناتجة عن وباء كورنا نجد وطأتها شديدة أقتصادياً وأجتماعياً وسياسياً على العالم ولاشك إن المملكة الأردنية الهاشمية كغيرها من الدول قد تأثرت من هذه التدعيات ، ومما زاد من صعوبة الوضع الأقتصادي في الأردن المشاكل الأقليمة وتعثر عملية السلام ، وكذلك ارتفاع عدد اللاجئين من الدول المجاورة .
الحق يقال وخلال أزمة وباء كورونا التي يمر فيها الأردن والعالم لفت نظري وغيري من افراد الشعب الأردني موقف ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية صاحب السمو الملكي الأميرحسين بن عبدالله كأنة يستحضر سيرة الجد ( المغفورله بأذن الله الملك حسين ، حيث كان عظيم الأخلاق يظهر أثرها في أعماله ظهوراً وضحاً وتظهر للناس صورتها كلما ذكر اسمه وقد تجلت أخلاق وصفات المغفورله الحسين بصدق العزيمة ، الرقة ، القوة، العدل ، صواب الرأي) وكانت كافة البيانات والتعليقات والتصريحتا التي تصدر من مختلف العواصم من الكتاب وأصحاب الرأي على أختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية ترحب بطرح المغفور له الحسين من حيث التأكيد على وحدة الصف العربي والعقيدة والثقافة والتاريخ ووحدة الطموح والآمال والتطلعات المشتركة وكذلك التطلع الى الأرتباط بحركة التعاون الدولي الذي يخدم مبادىء الأمة وأهدفها ولكون فلسطين والمقدسات تقع في قلب المغفور له الحسين فقد نذر نفسه لخدمتها وكان المغفورله يضع ثقله الشخصي في ميدان السياسة محلال القضية الفلسطنية ومسلطاً الضوء عيلها وعلى عملية السلام في الشرق الأوسط ، وكأن لسان حال الأمير الشاب سمو ولي العهد الأمير حسين يقول أن هذه المرحلة تحتاج إلى طراز خاص من الرجال . لقد قال المؤرخ البريطاني المشهور ارنولد توينبي ( إن التحدي هو الذي يخلق >والقادة لايزدهرون في أسهل الظروف وإنما _ على العكس _ يزدهرون في الظروف التي تتحداهم أشد التحدي ، وكلما ازداد التحدي ، صارو أكثر عظمة ..).
ولاية العهد بالنسبة الى سمو الأمير حسين لم تكن مبعث زهو وكبرياء أو واختيال بل بدأت شخصيتة وتحمل أمانة المسؤولية وأعبائها، وسط ظروف تاريخية وسياسية واقتصادية وأجتماعية وأمنية معقدة عاشها العالم ويعيشها الأقليم ، سمو االأمير حسين ، يعلم أن الطريق أمامة ليس مفروشاً بالورود ، ومع ذلك يسير على الطريق الصعب الطويل بكل مشاقة ومعاناته ، قدر الوطن والشعب والقيادة أن تتحمل الظروف من أجل قضية الحياة والمستقبل والوجود.
ونتيجة الظروف التي مرت وتمر بها المنطقة والعالم تولد لدى الشعب الأردني ضميراً وطنياً لامجال للشك فيه، وتمسك أبناء الشعب الأردني كما تمسك الأباء ولأجداد بكرامتهم ليشبوا على الحرص الكبير على الوطن ، وكان هذا الحرص هو السياج الذي حمى الوطن رغم كل الظروف والتحديات.
سمو ولي العهد والشباب يحتفظوا لجيل الآباء بالمكانة اللائقة ، أن الآباء هم الرعيل الأول الذي لولا جلدهم على خطوب الزمان وقساوة العيش لما كتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض التي ننعم اليوم فيها.
شب الجيل الجديد من الشباب ومن بينهم سمو الأمير حسين في ظل الظروف الأقليمية والعالمية وما شابها من صعوبات وفي بلد ثقلت مسؤولياته خلال هذه الفترة الدقيقة نتيجة عدم الأستقرار الدولي والأقليمي في مختلف المجالات.
سمو الأمير حسين الذي يتصف بسلوك هادئ وبسيط وشخصية قوية واسلوبة السهل نجده يتنقل في المملكة بين مدنها وضواحيها وبين القرى وبين جبالها وتلالها وعيونها وأوديتها ومخيماتها , ويذهب إلى الصحراء حيث تعيش القبائل ويكون بينهم ويشعر براحة شديدة وسطهم وفي وسط الصحراء الأصيلة ، إذ إن الصحراء فيها كل قيم الإيمان ، والصلابة ، والصمود ، والحب ، والتعاطف ، والتعاون ، وهي عالم طبيعي نظيف على سجيته، يجالس أبناء الوطن من مختلف الأصول والمنابت وهوا متشبعا بالاصالة العربية يصغي الى الكبار والحكماء ويشارك الشباب همومهم وطموحاتهم وآمالهم ، ويشارك في المناسبات الوطنية والرسمية والشعبية والدينية، الأمر الذي جعلة قريبا من مختلف مكونات الشعب.
الأمير حسين قد أدرك بفطنتة وبعد نظرة ورجاحة عقلة قيمة الشباب وأهميتهم في البناء والتنمية ، فقد ادرك في نفس الوقت مشاكل الشباب وكرس نفسة وجهودة من أجل المساعدة في حل مشاكلهم وتعزيزدورهم رغم قلة الأمكانيات .
لشباب الوطن منزلة خاصة لدى سمو الأمير حسين، وكذلك إيمانه بالعناصر المثقفة كبير لأنه يعلم جيداً إن الشباب هم الثروة ودرع الوطن والسياج الذي يحميه ، كون الأمير من جيل الشباب فهو يشترك معهم بالمعاني والأفكار والهموم والطموحات ، وتلتقي عقولهم ووجدانهم مع سمو الأمير. سمو الأمير يدرك إن الشباب هم القوة الفعالة لصنع المستقبل وأنها خلقت لزمانها وأدرى بملابساتها ، ولي العهد يحرص أن يتحاورمعهم بروح العصر ولايفرض عليهم رأياً أو موقفاً بغير اقتناع منهم ، ويرى كل جيل له سماته وطبيعته وتفكيره، حرص ولي العهد أن تتسع الصدور لآمال الشباب ، وأن تفتح الآفاق إمام طموحهم وأن تزال العقبات من طريقهم وكذلك يحرص على أن يلتقي بالشباب دائماً ، وأن يتحدث اليهم ويستمع منهم عن أفكارهم وأحلامهم ، ويحاول من خلال الحوار أن يعرف نبض الآمال التي تحفق في صدورهم.
المتابع لنشاطات سمو الأمير يرى أنه يهدف إلى ارضاء ربه ،وأن يحظى بثمرة عمله ، ويرتكز في ذلك على التراث الأصيل بكل قيمه ومثله العليا ، ومعطيات العصر بكل مافيها من رؤية مستقبلية
ولي العهد يتحمل مسؤلية الأمانة من خلال الأرث التاريخي الذي يستند الى فلسفة الهاشمين وهي الفلسفة الذي نجد اساسها في الأقوال التالية : قال المغفور له الملك عبدالله الأول بتاريخ 18 تموز من عام 1951 ( إن حياتي ملك لشعبي) وكذلك قال المغفور له الملك الحسين ( إني أحب هذا الشعب حباً عظيماً فلولاه لما كنت شيئاً مذكورا).
وقال المغفور له الحسين ( ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع في صفوفكوم وبين إخوته وأخواته من أبنائكم وبناتكم وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد سيذكر ذالك القاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده وسيذكرو تلك البهجة العميقة التي شائت محبتكم ووفائكم إلا أن تفجر انهارها في كل قلباً من قلوبكم وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه الخادم المخلص لهذه الأسرة والجندي الأمين في جيش العروبة والأسلام)
وقال ولي العهد الأمير حسين مخاطبا والده الملك عبدالله بقوله ( أبي ومليكي حملت ارث ابيك وسرت على خطاه فكما كان جدي الحسين رحمه الله كنت أنت قائداً معطاءًصابراً ومستبشراً ومحباً لأمته وتحمل على كتفيك واجباً كرست حياتك لأجله تعلمت منك إن الشكر يزيد في النعمه وإن محبة الناس مفتاحاً لقلوبهم وإن القائد المخلص هو الذي يتفانى في عمله بكل عزيمةٍ وإصرارفكنت لنا قدوةً للخلق الهاشمي المستندِ الى تقوى الله سبحانه وتعالى لقد نذرتني كما نذركم جدي الحسين رحمة الله لخدمة هذا البلد العظيم فبإذن الله سأبقى وشعبك الوفي سنداً لكم وعوناً نخدم ارض الأردن ارض المجد والكرامة ).
لقد سار جلالة الملك عبدالله على نهج الآباء والأجداد ، والذي واستقر في وجدانهم وضمائرهم أنّ المسؤولية أمانة، وأن خدمة الشعب واجب وشرف، وأن الحاكم الصالح، يرى نفسه خادما لرعيته وإن كانوا يرونه سيداً لهم. والملك عبدالله ينظر إلى كل واحد من شعبه على أنه بمكانة الأخ أو الأب أو الابن، فيوقّر كبيرهم، ويرحم صغيرهم وضعيفهم، ويساوي بينهم في الحقوق والواجبات، ويصفح ويعفو عمن أساء منهم، ويواصل الليل بالنهار لخدمتهم والسهر على مصالحهم، ومستقبل أجيالهم القادمة، ولم تكن العلاقة بين الهاشميين وبين الشعب الأردني علاقة حاكم ومحكوم، بل كانت علاقة محبة واحترام وتراحم وتكافل، علاقة أفراد الأسرة الواحدة المتحابة بعضهم ببعض، وقد مرّ الشعب الأردني الوفي من كل المنابت والأصول بأصعب الظروف وأقسى التجارب وظلوا أسرة واحدة متحابة متماسكة، وما خذلوا قيادتهم في أي يوم من الأيام، ولا توانوا عن النهوض بالواجب أو تقديم التضحيات مهما عظمت.
الهاشمين لهم في قلوب الشعب كل المحبة والاعتزاز والتقدير والعرفان ، ونجد الأمير حسين يسترشد بالخلق الهاشمي ، من حيث محبة الناس والتواضع والتفاني في العمل المخلص الجاد، ونكران الذات وحب الظهور، والعزيمة وقوة الإرادة ، والحرص على خدمة الناس.
عندما تولى الأمير حسين ولاية العهد في عام 2009 كان لايزال على مقاعد الدراسة لكن الدراسة لم تكن حاجز بين سمو الأمير حيسن وبين المشاركة في العمل العام وخاصة التزام سمو الأمير بمشاركة الشباب من أجل مستقبل مشرق للشباب ، فتم اطلاق مؤسسة ولي العهد لتكون واحدة من معالم الإنجاز الأردني التنموي والإنساني من خلال ما تقدمة من برامج ومشاريع ومبادارات ريادية ونوعية وسعيها لتطوير العمل الخيري والأجتماعي والتطوعي وتوفير الدعم اللآزم للشباب .
اشترك سمو ولي العهد في العديد من النشاطات الأجتماعية والمبادرات الخيرية وخاصة تلك المتعلقة بتمكين الشباب وهوا من بين المشاركين في مبادرة تحقيق والتي تستهدف الأطفال في سن الدراسة ، وأطلق سمو الأمير عدد من المبادرات من خلال مؤسسة ولي العهد ومن ضمنها مبادرة حقق التي تهدف الى تنمية مبادرات الشباب للوصول الى اعلى مستويات الأحتراف في التعاون والعمل المشترك من خلال جهد تنظيمي مخطط يهدف إلى تسهيل اكتساب المهارات والمعارف وتشجيع الأعمال التطوعية في المملكة وكذلك مبادرة مسار و تهدف مبادرة مسار إلى إعطاء الشباب الأردنيّ فرصة لإظهار قدراته وابتكاراته في مجال الفضاء، حيث جاءت هذه المبادرة التي بدأت بهمة الطلاب الأردنيّين الأوائل الذين تدرّبوا لدى وكالة ناسا، لتأسيس برنامج "CubeSat"، الذي سيتمّ من خلاله العمل على تصميم وإطلاق أوّل قمر صناعي في المملكة يحمل اسم (JY1-SAT) تخليداً لذكرى الراحل جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، إذ كان نداء الراديو الخاص بجلالته يحمل الرمز “JY1”. وعمل الاستشاريون والمشرفون القائمون على البرنامج على توجيه طلاب الهندسة لاستكشاف هندسة الأقمار الصناعية والإلمام بالمواضيع المتعلقة بها من خلال البحث والتدريب وإجراء التطبيقات العملية، تمهيداً لإطلاق (JY1-SAT) إلى الفضاء. وكذلك مبادرة سمع بلاحدود بهدف تقديم الدعم وإعادة تأهيل فاقدي السمع في المملكة.
تعمل سمع بلا حدود وهي إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد على توفير الدعم الطبي وزراعة أجهزة القواقع لمحتاجيها بالإضافة إلى إعادة تأهيل الأطفال زارعي القوقعة، ويأتي ذلك حرصاً من سموّه على مساعدة فئة ضعاف السمع وتأهيلها للاندماج والتفاعل في المجتمع والمساهمة في إحداث تأثير ذي قيمة مضافة. هذا ويحرص صاحب السموّ الملكيّ الأمير الحسين بن عبد الله الثاني على متابعة الحالات بعد إجراء العمليات الجراحية، مجسّداً بذلك على أرض الواقع رؤيته الرامية إلى تقديم الدعم لهذه الفئة الهامّة في المجتمع ومبادرة نوى" تعمل على ربط المتبرعين والمتطوعين مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلكترونياً من خلال منصتي: . 1منصة "نوى" للمساهمات والتبرعات2 منصة "نحن" لتطوع ومشاركة الشباب ،وذلك عن طريق بناء شراكات مع القطاعين العام والخاص ومؤسّسات المجتمع المدنيّ وأصحاب المبادرات، بحيث يتم توفير الدعم والتبرعات للمشاريع الخيرية، بالإضافة لرفد هذه المؤسسات والمبادرات بالمتطوعين والمتطوعات من مختلف مناطق المملكة. ويتم قياس الأثر الاجتماعي الذي يقدمه المتبرعون ضمن إطار واضح وتوفير أكبر عدد ممكن من الفرص التطوعية للشباب.
تدار هذه المبادرة من قبل شركة نوى للتنمية المستدامة غير الربحية والمسجلة لدى وزارة الصناعة والتجارة، ومن غاياتها "قبول التبرعات الداخلية ضمن القوانين والأنظمة المرعية" بالإضافة إلى "دعم المبادرات والشركات الغير ربحية والجمعيات" وتوحيد الجهود المبذولة في مجال العمل التطوعي والمشارك ،وإيماناً من صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بأن سلامة وكفاءة الرياضيّين الأردنيّين يشكّل جزءاً لا يتجزأ من مسيرة الإنجاز الرياضيّ في المملكة، جاء إطلاق مبادرة قصي الهادفة إلى وضع استراتيجية واضحة للنهوض بمستوى الكفاءة المهنية في مجال العلاج الرياضيّ.
وتهدف المبادرة - التي تخلّد ذكرى اللاعب الأردنيّ قصي الخوالدة الذي فقد حياته بسبب حادث مؤسف - إلى رفع جاهزية المعالجين والطواقم الطبيّة الرياضيّة في مجال تقديم الإسعافات الأولية السليمة للرياضيّين داخل الملعب وخارجه وفقاً لأفضل الممارسات الدولية في هذا المجال؛ وبما ينعكس إيجاباً على أداء الرياضيين الأردنيين وإحراز المزيد من الإنجازات الرياضيّة للأردن محلياً وعربياً وعالمياً. وكذلك مبادرة التدريب في ناسا تجسّد هذه المبادرة الشراكة العربيّة الأولى بين الأردنّ والإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا)؛ يتمّ من خلالها إتاحة الفرصة لطلاب من جميع كليات الهندسة في المملكة، المشاركة في تنفيذ أبحاث علميّة وعمليّة في مركز أبحاث (Ames) التابع للوكالة في الولايات المتحدة؛ وذلك بهدف تطوير مهاراتهم في مجال علوم الطيران وعلوم الفضاء عبر برنامج مكثف على مدى (10) أسابيع وتحت إشراف خبراء (ناسا).
ومبادرة التدريب في CNES وذلك بموج تفاقيّة لتدريب طلاب هندسة أردنيين في المركز الوطني للأبحاث الفضائيّة في فرنسا، تهدف إلى زيادة الخبرة في علوم الفضاء والأقمار الصناعيّة، ويتم من خلالها إكساب الطلاب الأردنيين الخبرات العمليّة في مجال تصميم الأقمار الصناعيّة وتطبيقاتها المختلفة، كالتنبؤ بالكوارث الطبيعيّة والزلازل باستخدام أحدث التقنيات.
ومبادرة مصنع الأفكار تنفيذاً لنهج صاحب السموّ الملكيّ الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في دعم الشباب وتحفيزهم على الابتكار والإبداع، وسعياً لإيجاد مظلّة متكاملة تجمع الباحثين والدارسين والمخترعين جنباً إلى جنب من مختلف أنحاء الأردن، يأتي مصنع الأفكار الذي تم العمل على بنائه؛ ليكون مركزاً مثاليّاً للمبدعين المحليين والدوليين يتبادلون فيه الخبرات والأفكار؛ وبما يتيح لهم الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة في مجالات أساليب التصنيع الرقمي المتقدمة. كما سيكون مصنع الأفكار بمثابة الحاضنة لأولئك الذين يرغبون بتطوير أفكارهم وإبداعاتهم إلى منتجات يمكنهم من خلالها تسجيل براءات اختراع ذات جدوى اقتصاديّة.
ومبادرة التدريب في إيرباص لتدريب طلاب هندسة أردنيين في شركة ايرباص العالميّة، بمقر الشركة في مدينة تولوز الفرنسية ولمدّة خمسة أشهر، يتم خلالها اشراك الطلبة في برامج تدريبيّة متقدّمة تحددها الشركة بإشراف خبراء متخصصين والمشاركة في تنفيذ وتطبيق أبحاث علميّة وعمليّة في مجال هندسة الطيران والأنظمة الملاحيّة ومحاكاتها. ومبادرة هولت برايز وهي شراكة عمل بين مؤسسة ولي العهد وتشينج ميكر والتي تسعى إلى تنفيذ برنامج هولت برايز في الأردن والذي يعمل على دمج مفاهيم "الريادة" و"الابتكار الاجتماعي" بشكل يتوافق مع التوجهات العالمية التي تسعى لتطوير نماذج أعمال تجارية ذات نفع نوعي، لها تأثير مجتمعي ملموس، وهو الأمر الذي يعزز من التنمية المحلية والعالمية . مبادرة "ض" تعد اللغة العربية من أكثر اللغات استخداماً وانتشاراً في العالم، حيث يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة وبشكل أساسي في الوطن العربي. فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة السياسة والعلم والأدب منذ قرون طويلة.
وتنفيذاً لنهج صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني - ولي العهد المعظّم - بضرورة توحيد الجهود المبذولة تجاه اللغة العربيّة وتمكين شبابنا بالمزيد من المهارات في هذا القطاع ليكونوا سفراء عالميين للغتنا الأم، مستخدمين أحدث التكنولوجيات لإبراز مكانتها وجماليتها؛ أطلق سمو الأمير مبادرة "ض"، كمبادرة جديدة لمؤسسة ولي العهد، بهدف خلق نموذج فريد للشباب المؤمن بلغته، والساعي لإبراز هويته، والحريص على إحداث تأثير إيجابي.
وفي شهر نسيان من عام 2015 ترأس سمو ولي العهد جلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة لمناقشة دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الأرهاب والقى سمو الأمير كلمة المملكة الأردنية الهاشمية حيث كان سمو الأمير الأصغر سنناً في تاريخ الأمم المتحدة الذي يترأس جلسة مجلس الأمن وفي شهر آب من عام 2015 استكمل سمو ولي العهد جهوده الذي بدأها في الأمم المتحدة بعقد المنتدى الأول للشباب في المملكة حيث صدر عن المنتدى اعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن في شهر كانون الأول من ذات العام توجهت جهود سمو الأمير باستصدار قرار تاريخي من مجلس الأمن الأول من نوعة الخاص بالشباب والسلام والأمن وهوا القرار رقم 2250 والذي كان مستند إلى اعلان عمان .
ويحرص سمو الأمير على مرافقة جلالة الملك في زيارته الداخلية والخارجية ومثل جلالة الملك في الكثير من المنسابات الدخلية والخارجية وعين ولي العهد نائباً لجلالة الملك عدة مرات.
ونجد جلالة الملكة رانيا رغم كونها قرينة الملك عبدالله الثاني ولها مشاغلها العائلية ، كان بوسعها أن تستكين إلى الهدوء وتكتفي بالمهام الرسمية التي يحتمها عليها وضعها كسيدة أولى في الدولة ، جلالة الملكة تلاحمت واندمجت في امآلها وأحلامها من أجل الوطن. وكونها زوجه عظيمة لرجل عظيم بين شعبة فهي تعلم أن الريادة ليست بالأمر السهل ولا الهين، وإنما استعداد وموهبة وعمل دؤوب والمتابع لنشاطات جلالة الملكة رانيا في الدخل والخارج نجدها قد إختارت الطريق الصعب وهي ممارسة العمل التطوعي الأنساني وتشجيع العمل الخيري وقيادة المبادرات وحمل هموم وتطلعات أبناء وبنات الأردن والشرق الأوسط ، و نجدها تسعى لأحداث التغير من أجل النهوض في مجالات ( المرأة ، التعليم ، الصحة ، أمور الحياة اليومية والأجتماعية) ، وأن تكون مثلا وقدوة للعطاء في الوطن ، كعطائها لبيتها ، وحققت الملكة رانيا نجاحاً في ذلك سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وأخيراً نقول في ظل الأستقرار السياسي والأمن في المملكة نجد أن سمو ولي العهد يستمد عزيمة الطموح والأمل في مواجهة التحديات والأزمات الدولية والأقليمية من ابناء الشعب وكذلك من العائلة المتمثلة بكل من جلالة الملك عبدلله الثاني و وجلالة الملكة رانيا التي ارتبطت تطلعاتهما الفردية و الأسرية مع الأمآل الكبيرة في الوطن ، ويعمل كل منهما على أن تحتل المملكة المكانة اللائقة بها وبتاريخها بين الأمم .