29-06-2020 08:41 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
مساء حزين واجواء بائسة مررنا بها قبل يومين نتيجة حادث أليم وقع في إحدى مناطق لواء دير علا، والمتمثل بغرق ثلاثة أطفال معا في قناة الغور الشرقية، نعم حادث واحد ذهب نتيـجته ثلاثة أطفال بعمر الورود، هذه القناة التي كانت فيما مضى دليل عطاء وإنتاج لابناء وادي الأردن، هي عنوان مميز في كتاب الدولة الأردنية لما لها من دور حيوي في النهوض بقطاع الزراعة وتنمية مناطق الوادي بشكل عام حتى أصبح الغور منطقة جذب في سنين خلت وازدهرت تجاريا.
يعلم ابناء الوطن موقع مناطق وادي الاردن تحت مستوى سطح البحر مما يترتب عليه ارتفاع درجات الحرارة إلى رقم يتجاوز خمسة واربعين درجة في الصيف، وما يزيد صعوبة الصيف والتعايش معه هو وجود نسبة كبيرة من ابناء الوادي في مستوى معيشي صعب ويترتب على ذلك عدم توفر وسائل التكييف للتخفيف عنهم ارتفاع حرارة الصيف، رغم المطالبات العديدة للجهات الرسمية أن تنظر للظروف المعيشية الصعبة لإبناء الأغوار نظرة تكاتف تتلاءم مع طبيعة الصيف، وأن تساندهم خلال أشهر الصيف أقلها بأن تخفض أسعار الكهرباء عليهم لمساعدتهم على تشغيل وسائل التبريد الملائمة لهكذا طقس.
نأتي لما بدأنا به هذا المقال وهو غرق ثلاثة اطفال من ابناء منطقة خزما رحمهم الله، هي سلسلة أوجاع اعتدنا عليها في الأغوار من شماله إلى جنوبه وخاصة في الصـيف تكثر حالات الغرق وبشكل متكرر وبأعداد لا يستهان بها وغالبيتهم أطفال، ما يؤلم النفس بأن جميع هذه الحوادث لم تحرك شيئا لدى المعنيين وخاصة في سلطة وادي الأردن المسؤولة بشكل مباشر عن قناة الغور الشرقية، طالب الأهالي أن يتم الاهتمام بشكل خاص بالمناطق السكنية المحاذية لهذه القناة وتشديد أجراءات الحراسة لمنع هؤلاء الأطفال الذين يبحثون عن أي مصدر مائي لإطفاء لهيب الصيف.
تحدثت في مقال سابق بأنه يجب الزام بلديات وادي الأردن بإنشاء مسابح في كل بلدية يتناسب عددها وسكان البلدية، كم تكلفة هذا الإجراء وأيضا كثير من الجهات الدولية المانحة عندما يتم عرض الهدف السامي من وراء هكذا مشاريع والمتمثل في حماية الطفولة والمحافظة عليها سيكون موقفها إيجابيا، نحتاج واقعية في مناقشة هذه القضية، واتمنى من أي فرد أو مؤسسة تناقش هذا الأمر أن تعي جيداً طبيعة الأغوار وارتفاع درجات الحرارة والوضع الاقتصادي نتيجة خسائر القطاع الزراعي، وأن لا تُلقي باللائمة على الأسـرة، وإن كنا لا نعفيها من مسؤوليتها، رب الأسرة وزوجته سعيهم الحثيث هو تأمين نفقات الأسرة في ظل ظروف معيشية صعبة.. نعم فالأب والأم في رحلة بحث عن رزق هؤلاء الأطفال وليس في غرف مغلقة على شاشات العرض الكبيرة في منازلهم.