حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1302

خالد الكركي و سنوات الصبر والرضا

خالد الكركي و سنوات الصبر والرضا

خالد الكركي و سنوات الصبر والرضا

30-06-2020 02:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه


من هذا النسيم الممتدّ من ألمٍ يسكن شرق الروح في العراق , ويمرّ بكم إلى أن يَحُطّ على وجع آخر هناك غرب الروح في فلسطين , والسلام على كلّ هذه الأشياء التي لا تشُترى وعلى كلّ ما لا يقدر الحرّ أن يبيعه ولو منحوه الذهب , السلام على ضجيج خالد الكري الذي يملأ الروح أملاً وتمسكاً بحرية ترفض سائر أشكال التحكّم والوصاية لمزيد من الاجترار والتقليد , بعدما أصبحت أحلامنا وراءنا حيث لا مجال لأن ننسى حين قال المتنبى " أريدُ من زمني ذا أن يبلّغني ما ليس يبلٌغُه من نفسة الزمنُ "
خالد الكركي لم يكن يوماً أيدولوجياً متعصب بل رأى إن التاريخ يسير على نحو قبيح إذ لم يتم التذكير بما فعل إسامة بن زيد بن حارثه الذي بعثة رسول الله – صلى الله علية وسلم الى الشام وأمَرَه أن يوطئ الخيلَ تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتجهز الناس وأخذ مع أسامة المهاجرون الأولون فساروا حتى بلغوا تخوم البلقاء حيث قُتل ابوه زيد وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم , لذلك حين قال نحن الآن لسنا فرسان هذا الزمان وأستأذِنكم من موقعي كأستاذ جامعي إنّ المعرفة النظرية وحدها لا تشكّل وعياً وعلينا جميعا أن نشعر بالخجل لأنّ اعداداً كبيرة من أكاديميّ الغرب في بريطانيا وكندا وأستراليا قد سبقونا إلى النداء بمقاطعة الكيان الصهيونيّ أكاديمياَ وثقافياَ إنما هو يؤكد عمق عروبة خالد الكركي وامتدداه السياسي لجيل شهد سقوط جدار برلين .
يتحدث كثيراً عن مفهوم الوحده الوطنيةّ ويؤكد دائماً وفي كل مناسبة إن أهم نماذج الوحدة التي تربطنا داخل إطار الوطن الواحد ما إستشهد فيه ذات مساء في رحاب الجامعة الأدرنية حين أشار الى هارون الجازي الذي قاد مئات من المتطوّعين الأردنيّين عام 1948 وانضمّ بهم إلى عبدالقادر الحسيني في القدس والقسطل أو محمد حمد الحنيطي الذي استشهد مع رفاقه وودّعتة حيفا من جامع الاستقلال ولُفّ نعشة بالعلم الأردنيّ ونقل الى مدينة جنين قبل دفنه بين ذوية شرق النهر أليس هذا هو النموذج الأردني العربي الذي لا يرى إلى نفسة عربيّا أو أردنيّا من غير أن يكون في الآن ذاته فلسطينيّا .
يميل الى الوطن ويحذر دوماً من هذا الشتات وأن لا يكون البعض عبيد للعدى ودمى بيد أباطرة روما الجديده وأباطرٍتهم من الصهاينة فاحذروا هذا الشتات وتذكروا بأنه اختلط الدمُ بالدم وانعجن النسبُ بالنسب والقلب بالقلب حتّى ما عاد هناك "اثنان" بل واحدٌ لا يقبل التنازل عن حقّ أهل فلسطين فيها. فاحفظوا جيّدا قداسة الاثنين، وتذكروا دائما أنّنا كَلَّنا فلسطينيّون حتّى تتحّرر فلسطين كما أنّنا كلّنا عراقيّون حتّى تخرج قوى الاحتلال كلّها من العراق العزيز وتذكروا كلمات قالها مظفّر النواب ذات يوم ... جفّ ريقي بحروب الجهل من كلّ الجهاتْ
أفما تملأ إبريقي بساتين الفراتْ
قلت يا أحبابْ
لمّوا الشملَ، فالقاتل لا شيء سوى هذا الشتات
خالد الكركي يؤكد في كل مناسبة أَن نفخر بتاريخنا ويحذر من أولئك الذين يصِلون السماء من سياسيّين ومثقّفين - لأنهم صعدوا على سلالمَ من جراحات أوطانهم ونجد الكثير منهم أخصّائيّي التنظير المُترَف ممن ينظّرون من غير أن يفعلوا أو حتّى يقولوا الحقّ بجرأة وشجاعة في العلن إنما هم أقرب الناس الى التأويل والنزق في كل ما يقولون , وها هو يقول كلاماً خارج إطار الزمن الرديء حين سألوة عن الوطن
أنا لا أنظرُ من ثقب الباب إلى وَطني
لكنْ أنظرُ من قلبٍ مثقوب
وأميّز بين الوطن الغالب والوطن المغلوبْ
الله...! لمن يتنصّتُ في الليل إلى قلبه
أو يصغي السمع إلى رئتيهْ
هذا الوطن بريء، لم يشهد زورا، لكنْ شهدوا بالزور عليهْ .
ولأنه العروبي الكبير والقريب من نبض الكتاب الذي عاش معهُ تفاصيل الحروف يؤكد أهمية أن يكون الكتاب مثل رغيف الخبز بيننا , ويؤشر دوماً الى دلالة البحث فيما نختلف ويدعونا جميع لنتذكر اختلاف الغزالي وابن رشد لا بالصراخ وإفشاء الجهل بل بل بكتبٍ خالدة متبادلة ما زالت في كل جدليتها وقيمها مثار إعجاب وإشادة .
الطريق طويل فيا أبني تعبت ... أتحملني ؟
مثلما كنتَ تحملني يا أبي، وسأحمل هذا الحنين إلى
, وسأقطع هذا الطريق إلى آخري ...وإلى آخرهْ أوّلي وإلى أوّلهْ

انه خالد الكركي الذي يمتد عميقاً في كل إرث هذا الوطن من شمالة الى جنوبة وفية جرعة من الاسى العميق , والذي أشار اليه في أكثر من مناسبه من إنه جاء من الرحيل " رحيل الناس من الفقر والفقر في القرى فقر هائل " ومع ذلك تراه يميز بين الألم وبين ما هو وجع بكل عمق يميل الى الأدب والنقد الحديث , يبكي غالباً في الداخل , ودائماً معيارة بالعمل معياراً وطنياً وليس معياراً سياسياً فالسياسة بالنسبة اليه تكتيك متغير , وحين سؤاله هل عندنا ثقافه حقيقيه ؟ أجاب نعم على الرغم من تأخر التعليم الى بدايات قيام الأمارة حين كانت تحت الأنتداب البريطاني ومع ذلك صدرت " الشرق العربي " و " الحق يعلو " ويكتب عليها " جريدة ثورية عربية " وإن حسني فريز , وتيسير ظبيان وحسني الكيلاني وعرار وعبدالمنعم الرفاعي شكلوا آنذاك الحركة الثقافية فهذا يؤكد عمق هويتنا الثقافية التي تمتد في شريان هذا الوطن الجميل منذ أمد بعيد .
ختاماً... السلام على ضجيج خالد الكري الذي يملأ الروح أملاً وتمسكاً بحرية ترفض سائر أشكال التحكّم والوصاية لمزيد من الاجترار والتقليد , بعدما أصبحت أحلامنا وراءنا حيث لا مجال لأن ننسى حين قال المتنبى " أريدُ من زمني ذا أن يبلّغني ما ليس يبلٌغُه من نفسة الزمنُ "








طباعة
  • المشاهدات: 1302
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم