02-07-2020 03:21 PM
بقلم : د. حسين محمد البطاينة
ينبغي ان يكون عضو هيئة التدريس قويا في تخصصه، امينا في رسالته، يترك بصمة، بل بصمات، يلتزم بساعة البدء، والانتهاء، يراوح في اساليبه، يتراجع عن خطأه، يتواضع لمن علمه، ولمن يعلم، لا يسب، ولايشتم، يجمع، ولا يفرق، لا يطعن بزملائه، ولا يحرض على السوء، يبتعد عن الحديث أمام طلابه عن خصوصياته، يبقى على مسافة واحدة من الجميع، يعزز، يبشر، ييسر، يهتم بهندامه، ويتعطر، يتعامل مع الجميع تعامل الأب مع ابنائه، لا يمدح، ولا يقدح الاشخاص، يضخم الإيجابيات، ويخنق السلبيات، لايغادر يومه الا وقدم النصيحة النصيحة، يعفو، ويصلح، واجره على الله، يصنع الابتسامة على وجه تلامذته.
ينبغي له أن يوازن بين مهامه: التدريس والتدريب و التربية والبحث العلمي، وأن يكون قويا امينا وهذه العناصر قد لا تتوفر في كل عضو هيئة تدريس والمتميزون، الالمعيون، النجباء، الاحوذيون هم الذين يجمعون بين التدريس والتدريب والتربية والبحث العلمي ويبدع أيما إبداع حينما يقوم باختيار بعض طلابه المحبين للتعلم، والقادرين على تجاوز العقبات في ثنايا تطوير قدراتهم البحثية والعلمية ورفع الروح المعنوية لديهم، وغرس القيم العلمية والأخلاقية في نفوسهم.
فالأستاذ الجامعي الذي يقوم بمهمة تطوير قدرات الطلاب في البحث العلمي يستطيع توجيه طلابه لمزيد من القراءة في بحوث علمية ذات صلة بما يريد تحقيقه الطالب، ومساعدته ماديا ومعنويا لحضور المنتديات والمؤتمرات العلمية، ويشرف عليه في كتابة أبحاث ذات قيمة حتى في ثنايا مرحلة الدراسة الجامعية الأولى ويساعده على النشر، ويقدم له مفاتيح المعرفة ويربطه بعلماء في ميدان اهتمامه.
بهذه الطريقة يكون الأستاذ الجامعي قد قدم لطلابه قيما مهمة جدا كالموضوعية العلمية، واحترام العلم والعلماء، والجدية وتحمل المسؤولية الشخصية، وتحقيق شعور بمسؤولية الطالب تجاه مجتمعه، هذه القيم الضرورية للعالم والباحث لا تتم في ثنايا المحاضرات، بل في ثنايا لقاءات علمية دورية مبرمجة بين الأستاذ وهذه الفئة الطامحة لتحقيق أحلامها الشخصية التي ستصب في النهاية في خدمة المجتمع بل والإنسانية جمعاء
يعد البحث العلمي من الوسائل المهمة التي تسهم في التقدم العلمي ونهضة الأمم والرقي الانساني لكل ذلك يجب أن يهتم البحث العلمي بالجدية والصدق والأمانة والمسؤولية، للوصول إلى افضل النتائج المرجوة التي تسهم في بناء الدول في مجالاتها كافة، ومما يتألم له، ويندى له الجبين، ويطأطأ الرأس، وبهين، ويذل، ويمرغ الأنف بالتراب، ان تفوح رائحة اغتصاب وانتهاكات وسطو وانتحال وكذب وتدليس وغش للأبحاث العلمية
كل ذلك سببه ضعف الوازع الديني، والانحطاط الأخلاقي، والانا المتضخمة، وحظ النفس من التذاكي.
اقول: ينبغي أن تصان الأبحاث العلمية ولا يجوز التعدي عليها، لما له من انعكاس سلبي، على التقدم نحو الأمام، وضرورة التزام الباحثين بالأمانة العلمية، ونزاهة النقل، وعزو المعلومات إلى اصحابها، والتوثيق، والصدق، والأمانة كل ذلك مصدر قوة الباحث، والابتعاد عن المسؤولية الجنائية المترتبة على السرقة العلمية.
ومن صور اغتصاب الأبحاث العلمية الانتحال بالترجمة، كأن يقوم الباحث بترجمة إنتاج علمي، أو السطو على فصل من رسالة جامعية لم يكن مشرفا او مناقشا، أو حتى حاضرا للمناقشة، أو رأى في المنام انه حاضرا لشخص سهر الليالي، وطاف الفيافي وبذل الوقت والجهد ليضع الجاهل_ كثير النط وقليل الصيد_ عليه اسمه دون الإشارة إلى صاحبه الحقيقي.
وآسفاه، واحسرتاه، وواويلاه على البعض ممن حصلوا على درجات علمية، وترقيات أكاديمية زورا وبهتانا وزيفا فأفسدوا في الأرض والحرث والنسل، وقتلوا مواهبهم البراقة المزيفة، قتلوا الإبداع، وكسروا قلم كل أحوذي، وأدوات التطور البحثي، لم يراعوا القيم، والأخلاق، والمعايير الحقيقية للبحث العلمي، نسمع لهم جعجعة ولا نرى طحنا، والجامعات منهم براء.
حفظ الله القيادة، والوطن، والإنسانية لما يحبه ويرضاه