04-07-2020 03:55 PM
بقلم : تيسير الملاجي
وطني بمقدراته وبنيته وقانونه لم يعد ملكاً للشعب، والشعب يعاني من ظروف قاسية يجلس ينتظر القدر، ونقابات مهنية قد عزلت نفسها عن الساحة السياسية لمصالحها المهنية، وبعض الأشخاص أصحاب الكلمة المدوية ونخب وطنية تحاول إقتناص الفرص لتقايض مواقفها الوطنية بمصلحتها الشخصية.
تيار الفساد والواسطات والأنانية يزداد، وحركة الشباب بطيئة، وشعارات الحكومة كثيرة، والنهضة أصبحت مستحيلة.
قبل عامين، في العام الثامن عشر بعد الألفين، كانت ساعتي تشير الى الثامنة مساءً بتوقيت التلفزيون الاردني، أنتظر الحديث عن النهضة، أريد أن أنهي أذى حكومات سابقه،
جهزت قهوتي الإستثنائية، وجلست أمام التلفاز منتظراً خبر نهضتنا.
موسيقى الأخبار قد بدأت، جلس المذيع بوجه شاحب رغم الأمل!! وقال:
"الاخبار الرئيسة من التلفزيون الاردني حياكم الله، في لقاء صحفي مع رئيس الوزراء أشار به الى أولويات الحكومة التي وعد بتنفيذها خلال هذه الفترة وكانت كالاتي:
-سيتم توفير ثلاثون الف فرصة عمل.
-شمول اكثر من٨٠% من المواطنون في التأمين الصحي.
-استخدام المسوق الخفي.
-إنشاء مئة وعشرون مدرسة جديدة.
-وتأسيس شركة قابضة يتاح فيها المساهمة للأردنيين.
-وشمول خمسة وخمسون ألف أسرة ببرنامج المعونة الوطنية.
-سيتم ربط وسائل النقل بنظام تتبع.
-ومراقبة نمو الثروة عند الموظف العام.
-بالإضافة لإنهاء مشروع الباص السريع.
-و علينا الأستعداد لمرحلة نمو قادمة."
(مرت السنة الأولى)....
وعادت الوعود من جديد عبر حزم وبرامج إقتصادية ضخمة، وتحفيز للإستثمار، وإصلاح إداري وتحسن معيشي سيوصلنا الى القمة.
وعدونا بخلق أردن جديد، وعدونا أنهم سيشعلون قمراً مضيئاً فوق كل بيت، وينصبون قنديلاً عند كل سرير يضيء أحلامنا، جميعهم يوعدون أنهم سيزيلون غبار البطالة عن وجوهنا، سيرصفون أمامنا طرق النجاح بورق الياسمين، وأن النفايات ستنقرض من شوارعنا، ستمر أياما عجاف على القطط و الكلاب الضاله، سيبكي النمل من جوع كافر بحثاً عن حبّة قمح ضائعة،
وأنه بفضل سياستهم الحكيمة وخططهم المذهلة، سيجري رغيف الخبز وراءنا بعد أن كنا نجري وراءه بنفس مقطوع.
أي متعة هذه! أن يقف أردني أمام شاشة أخبار الثامنة و يعلن النصر على الفقر؟
سنرقص كالمجانين تحت سماء ستمطر ذهباً،
سيكون الاردن " ياباناً "جديداً مطلاً على البحر الاحمر
ولن يكون البحر الميت ميتاً.
انتهت نشرتنا لهذا اليوم من العام عشرين عشرين
وقهوتي أصبحت باردة سكبتها في المصرف هناك حيث تنام أحلام أردني بسيط.
لماذا ياوطني
لماذا ياوطني الجاهل يوظف والمتعلم يهان؟
لماذا هناك أناس ينامون في النعيم وغيرهم جرفهم الطوفان؟
وأناس تعيش في راحة و إتزان، وغيرهم يسبح في هموم لم تكن في الحسبان؟
ومسؤولون بدم الفقير يبنون الجدران، ويبشرون بغد أفضل ستعزف فيه الألحان.
أرجوك ياوطني لاتهجر قلوبنا، لا تبحر بلا ربان.
رغم كل الفساد والأحزان لايزال يخاف عليك ياوطني كل السكان، ويبكيك الفقير ويلعن من خان، حتى كاتب المقال يبكيك الأن.
إلى متى؟ إلى متى؟ أتذلنا بعد أن مجدناك؟! أتقتلنا وقد نُقتل فداك؟!
آآه يا وطني ...
إنها فقط روح تتألم طغيان من فيك يا وطني.
أيها المسؤول أرجوك أجبني
ألم يحن الوقت أن تفكر قليلا ؟
ألم تكتفي؟
أصبجنا بلاحقوق ونرضى بالقليل دون حق الأنسانية.